هويّة .. للحب القادم عبد الكريم سيفو
هويّة .. للحب القادم
منْ أين أبـدأُ ؟ كيف أبدأُ ؟ ليس يعْنيني السّبيلْ
فأنـا رحــــلْتُ إليكِ , دون تقصُّدي دربَ الرّحيلْ
وتركْتُ ألفَ إشارةٍ تحكي بما قـــــــــالوا , وقيـلْ
لكنّني حـــــيـن التقيتُكِ , كنْتُ ضيّعْتُ الدّليــــلْ
مـاذا لعيدِكِ خبّــــــــأَ القلبُ المحبُّ , وما نــــــــــذرْ
هـل باقــــــةَ الأشعارِ , أمْ شوقاً كأنفاسِ الزّهَــــــــرْ
أمْ نســــــمـةً حملَتْ جنونَ اليـاسمينِ مع السّــــفرْ
مـا عُــــدْتُ أُومنُ بالهدايـا أنْ تكونَ منَ الحجـرْ
إنّـي أتيتُكِ أحمـــلُ القلبَ الهديّــــــــةَ , والجـــــــراحْ
فاستقبليني شاعــــــــــراً , خانتْـهُ أحــــــرفُـهُ فنـــاحْ
أو فازرعيني حقلَ ريحـانٍ, يبوحُ معَ الصّباحْ
مـا شئتِ ضمّيني, فعمْري قــد يسافرُ كالرّيـاحْ
منْ بين آلافِ النّســـاءِ , جعلْتُ منكِ عشـيقتي
ونسجْتُ في غـزَلِ العيونِ على الزّمانِ قصيدتي
كلُّ البحــــــــارِ غزوْتُهـــــــــــــا , ومخرْتُهــــــــابسفينتي
ونهــايتي مثـل السّنونو , عــــــــــدْتُ حيث بدايتي
كيف التجــــــــــأتُ إلى عيونِكِ بعـد طــــــــولِ تشــرّدِ
لا تسأليني , فالجــــــــــوابُ يجيئُ طوعـاً في الغــــدِ
كلُّ الحروفِ غرستها,وغـــــرستُ وجهَكِ في يـدي
كي تكتبيني , لحظـــــــــــةً , أُنشـــــــــــــودةً لتمـــــــــرّدِ
لا تسـأليني مـــــا أحبُّ , ولا أحبُّ , فلا خَيـــــــــارْ
فات الأوانُ ومـــا عليكِ سوى المضيِّ إلى النّهارْ
هاتي يـديكِ , وضمّدي جرحي , مللتُ الإنتظارْ
فلقـد رسمتُ بدايتي , ومسيرتي , والإحتضــــارْ
عمْـــــراً قبلْتُ الحبسَ في عينيكِ , مثل العاشقينْ
وقبلْتُ أنْ تبقي كسجّـــــــــانٍ , وأبقى كالسّـــــــــجينْ
والآن ضمّيني حبيبـــــــــــــــــاً , وانثـريني يـاســـــــمينْ
وهُويّـــــــــــةً , وطنــــــاً يســــــــافرُ في عيـونِ الرّاحلينْ
مــالي أُســـــــــائلُ خافقي , بتهامسٍ , مـــــاذا فعلْتْ
من بعــــــــدِ عشقي للحياةِ , رأيتِني عمري رفضْتْ
وسكنْتُ دنيــــا المتعَبينَ , وفي أغانيها استرحْتْ
لكنني يـا حــــــــــــــلوتي , أدركْتُ أنّي قــد أفــــــــــــقْتْ
هـذي حروفي تقتفي, في همسِها, ضوءَ الشّعاعْ
ويبـــــــــــــوحُ دون إرادتي , بإرادتي هـذا اليـــــــــــراعْ
لمْ أستطعْ قتْـلَ الحروفِ , أو انصياعاً للرّعاعْ
أجــــريمةٌ حقـــــــــــــــــــاً بأنّي قـــــد رفضْتُ الإنصياعْ
منْ صحْـوةِ الجــــرحِ المضرَّجِ , قدّميني ســـــنبلـهْ
وتيمّمي بتمــــــــــــرّدي منْ غـــــــــــــفوةٍ مسْترْسِلـــــــــــــــــهْ
فأنــا رفضْتُ بأنْ أظلَّ على السّــطورِ المهمَلهْ
ونـذرْتُ أنْ تبقى حروفي, والقصـائـــــــــــدُ قُنْبلــــــــــــهْ
رحـلَ الخريفُ , ولمْ يزلْ يحتلُّنا هذا الخــــريفْ
وسفائنُ الحُـلُمِ الوليدِ نأتْ , تفتّشُ عنْ رغيفْ
كلُّ الشّــواطئِ عمّدتْني , فارتحلْتُ مع النّـــــزيفْ
وتركْتُ عنــــــــواني إليكِ , لتتْبعيني ذات صيفْ
إنْ غــــبْـتُ عن عينيكِ يومـــــــــاً , خبّئيني أغنيـــــهْ
واستقبلي طَيْفي نشيـــــــداً , واحضنيهِ كأمنيــــــــــــــهْ
ولْتعْتقيني للرّيــــــــــــــاحِ , وللجـــــــــــــراحِ المضْنيـــــــهْ
مــا ضرّني أنّي بيــــــــــــــومٍ , قد أكونُ الأضْحيــــــهْ
آنَ الأوانُ لصحْـوِنا , ولحُلْمِنـــــــــــــــا أنْ يســــــــــتفيـقْ
وبدأتُ في غرْسِ الشّـموسِ , لعهدِنا ذاكَ العتيقْ
هـا قد عرفْتُ الدّربَ للآفاقِ , واخترتُ الـــــرّفيقْ
واخترتُ عينيكِ الجميلةَ , كي تشاركَني الطّريقْ
خلّي جـــــــــــذوري تستمدّ إذا تلاقينــــــــــــــــــا انتمــــــــــاءْ
فالموتُ , واللاموتُ في نظري, على حدٍّ سواءْ
ما عـاد يغْريني الشّقاءُ , ولا مواصلةُ الشّقـــــــاءْ
إذْ طالمـا ذنْبي وذنْبُكِ , أنّنـا نهوى الضّيـــــــــــــاءْ
السلمية - 1981
التعليقات على الموضوع