هويّة .. للحب القادم عبد الكريم سيفو

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

هويّة .. للحب القادم عبد الكريم سيفو

 

منْ أين أبـدأُ ؟ كيف أبدأُ ؟ ليس يعْنيني السّبيلْ


هويّة .. للحب القادم

منْ أين أبـدأُ ؟ كيف أبدأُ ؟ ليس يعْنيني السّبيلْ
فأنـا رحــــلْتُ إليكِ , دون تقصُّدي دربَ الرّحيلْ
وتركْتُ ألفَ إشارةٍ تحكي بما قـــــــــالوا , وقيـلْ
لكنّني حـــــيـن التقيتُكِ , كنْتُ ضيّعْتُ الدّليــــلْ
  
مـاذا لعيدِكِ خبّــــــــأَ القلبُ المحبُّ , وما نــــــــــذرْ
هـل باقــــــةَ الأشعارِ , أمْ شوقاً كأنفاسِ الزّهَــــــــرْ
أمْ نســــــمـةً حملَتْ جنونَ اليـاسمينِ مع السّــــفرْ
مـا عُــــدْتُ أُومنُ بالهدايـا أنْ تكونَ منَ الحجـرْ
  
إنّـي أتيتُكِ أحمـــلُ القلبَ الهديّــــــــةَ , والجـــــــراحْ
فاستقبليني شاعــــــــــراً , خانتْـهُ أحــــــرفُـهُ فنـــاحْ
أو فازرعيني حقلَ ريحـانٍ, يبوحُ معَ الصّباحْ
مـا شئتِ ضمّيني, فعمْري قــد يسافرُ كالرّيـاحْ
  
منْ بين آلافِ النّســـاءِ , جعلْتُ منكِ عشـيقتي
ونسجْتُ في غـزَلِ العيونِ على الزّمانِ قصيدتي
كلُّ البحــــــــارِ غزوْتُهـــــــــــــا , ومخرْتُهــــــــابسفينتي
ونهــايتي مثـل السّنونو , عــــــــــدْتُ حيث بدايتي
  
كيف التجــــــــــأتُ إلى عيونِكِ بعـد طــــــــولِ تشــرّدِ
لا تسأليني , فالجــــــــــوابُ يجيئُ طوعـاً في الغــــدِ
كلُّ الحروفِ غرستها,وغـــــرستُ وجهَكِ في يـدي
كي تكتبيني , لحظـــــــــــةً , أُنشـــــــــــــودةً لتمـــــــــرّدِ
  
لا تسـأليني مـــــا أحبُّ , ولا أحبُّ , فلا خَيـــــــــارْ
فات الأوانُ ومـــا عليكِ سوى المضيِّ إلى النّهارْ
هاتي يـديكِ , وضمّدي جرحي , مللتُ الإنتظارْ
فلقـد رسمتُ بدايتي , ومسيرتي , والإحتضــــارْ
  
عمْـــــراً قبلْتُ الحبسَ في عينيكِ , مثل العاشقينْ
وقبلْتُ أنْ تبقي كسجّـــــــــانٍ , وأبقى كالسّـــــــــجينْ
والآن ضمّيني حبيبـــــــــــــــــاً , وانثـريني يـاســـــــمينْ
وهُويّـــــــــــةً , وطنــــــاً يســــــــافرُ في عيـونِ الرّاحلينْ
  
مــالي أُســـــــــائلُ خافقي , بتهامسٍ , مـــــاذا فعلْتْ
من بعــــــــدِ عشقي للحياةِ , رأيتِني عمري رفضْتْ
وسكنْتُ دنيــــا المتعَبينَ , وفي أغانيها استرحْتْ
لكنني يـا حــــــــــــــلوتي , أدركْتُ أنّي قــد أفــــــــــــقْتْ
  
هـذي حروفي تقتفي, في همسِها, ضوءَ الشّعاعْ
ويبـــــــــــــوحُ دون إرادتي , بإرادتي هـذا اليـــــــــــراعْ
لمْ أستطعْ قتْـلَ الحروفِ , أو انصياعاً للرّعاعْ
أجــــريمةٌ حقـــــــــــــــــــاً بأنّي قـــــد رفضْتُ الإنصياعْ
  
منْ صحْـوةِ الجــــرحِ المضرَّجِ , قدّميني ســـــنبلـهْ
وتيمّمي بتمــــــــــــرّدي منْ غـــــــــــــفوةٍ مسْترْسِلـــــــــــــــــهْ
فأنــا رفضْتُ بأنْ أظلَّ على السّــطورِ المهمَلهْ
ونـذرْتُ أنْ تبقى حروفي, والقصـائـــــــــــدُ قُنْبلــــــــــــهْ
  
رحـلَ الخريفُ , ولمْ يزلْ يحتلُّنا هذا الخــــريفْ
وسفائنُ الحُـلُمِ الوليدِ نأتْ , تفتّشُ عنْ رغيفْ
كلُّ الشّــواطئِ عمّدتْني , فارتحلْتُ مع النّـــــزيفْ
وتركْتُ عنــــــــواني إليكِ , لتتْبعيني ذات صيفْ
  
إنْ غــــبْـتُ عن عينيكِ يومـــــــــاً , خبّئيني أغنيـــــهْ
واستقبلي طَيْفي نشيـــــــداً , واحضنيهِ كأمنيــــــــــــــهْ
ولْتعْتقيني للرّيــــــــــــــاحِ , وللجـــــــــــــراحِ المضْنيـــــــهْ
مــا ضرّني أنّي بيــــــــــــــومٍ , قد أكونُ الأضْحيــــــهْ
  
آنَ الأوانُ لصحْـوِنا , ولحُلْمِنـــــــــــــــا أنْ يســــــــــتفيـقْ
وبدأتُ في غرْسِ الشّـموسِ , لعهدِنا ذاكَ العتيقْ
هـا قد عرفْتُ الدّربَ للآفاقِ , واخترتُ الـــــرّفيقْ
واخترتُ عينيكِ الجميلةَ , كي تشاركَني الطّريقْ
  
خلّي جـــــــــــذوري تستمدّ إذا تلاقينــــــــــــــــــا انتمــــــــــاءْ
فالموتُ , واللاموتُ في نظري, على حدٍّ سواءْ
ما عـاد يغْريني الشّقاءُ , ولا مواصلةُ الشّقـــــــاءْ
إذْ طالمـا ذنْبي وذنْبُكِ , أنّنـا نهوى الضّيـــــــــــــاءْ
السلمية - 1981

عبد الكريم سيفو

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان