وعادَ دريد رزق

 

وعادَ هوانا للقصيدةِ مُلهِما


وعادَ

وعادَ هوانا للقصيدةِ مُلهِما
تُراقِصُه جَذلى فيشدُو ترنُّما
فتصدَحُ موسيقى لعشرينَ آلةٍ
ويَطرَبُ من أصغى وغنَّى وقسَّما
لأنَّكِ أدنى من وريدي إلى دمي
فقافيتي والبحرُ منكِ كلاهُما
وأشهى من الدُّرَّاقِ والخَوخِ شِعرُنا
ومن كرَزٍ حاكى بحُمرتِه الدَّما
لأنَّ الهوى يُضفي على الشِّعرِ نكهةً
ترى عندها طعمَ الرُّضابِ تعلقَما
وإنْ تشكُ جُرحًا ليس يَشفى قصيدةٌ
تجِدْ في الهوى للجُرحِ طِبًّا وبلسَما
فإنْ تقرئي هذي القصيدةَ فاعلمي
بأنَّ فؤادي لا لساني تكلَّما
وضُمِّي كتابي ضمَّ أمٍّ لطِفلِها
وأفتي بوصلي فهْو ليس مُحرَّما
تعالَي كفى العشَّاقَ أحلامَ يقظةٍ
فما خِلتُنا اخترنا الغرامَ لنحلُما
كأنِّي بفِردَوسِ الهوى مِلءَ ثغرِهِ
يقولُ : اسكُناني هانئَينِ تكرُّما
سنبقى لكلِّ العاشقينَ منارةً
ونبقى لمن يغشاهمُ الليلُ أنجُما
ونهجًا قويمًا للغرامِ وشِعرِهِ
وللشُّعراءِ المُستهامينَ مُعجَما
وكم شاعرٍ أورى الغرامُ فؤادَهُ
تصفَّحَنا مُسترشِدًا فتعلَّما
كأنَّ الهوى والشِّعرَ طِبٌّ لنا إذا
تركناهما نحيا الحياةَ تألُّما
جميلٌ هو الشعِّرُ الأخيرُ زمانَهُ
وأجملُه ما زالَ في الغيبِ ربَّما

دريد رزق

ليست هناك تعليقات