أَثَرُ الكَلامْ..وليد أبو عواد

 

نَقِّنِيْ ما شِئْتَ مِنْ أَثَرِ الكَلامْ


أَثَرُ الكَلامْ

نَقِّنِيْ ما شِئْتَ مِنْ أَثَرِ الكَلامْ
نَقِّنِيْ مِنْ أُغْنِيَاتِ الفَجْرِ
مِنْ صَخَبِ الطُفُوْلَةِ
مِنْ دِوَارِ القَلْبِ مَعْ سَرْبِ الحَمَامْ
نَقِّنِيْ مِنْ صَوْتِ ضِحْكَاتِ الصِّغَارِ
وَمِنْ تَفَتُّحِ زَهْرَةٍ
مِنْ بَهْجَةِ الدَّحْنُوْنِ
مِنْ لَهْوِ الطُّيُوْرِ
وَمِنْ تَمِيْمَةِ قِصَّةٍ
وَمِنَ الظَّهِيْرَةِ
مِنْ رَبِيْعٍ مَرَّ لَمْ يُلْقِ السَّلامْ
نَقِّنِيْ مِنْ وَحْشَةِ الجُّدْرَانِ
مِنْ وَهَجِ الحُرُوْفِ
وَمِنْ تَعَثُّرِ خَطْوَتِيْ فَوْقَ الحُطَامْ
نَقِّنِيْ مِنْ رَغْوَةِ الأَفْكَارِ
مِنْ عِطْرِ السَّمَاءِ
وَمِنْ قِرَاءاتِ المَسَاءِ
وَطَيْفِ حُبٍّ عَابِرٍ
مِنْ ذِكْرَيَاتِ الأَمْسِ
مِنْ هَذا الزِّحَامْ
نَقِّنِيْ مِنْ مَلْمَسِ الأَوْرَاقِ
مِنْ حِبْرِ الخَّيَالِ
وَمِنْ دُخَانِ سَجَائِرِي
مِنِّيْ وَمِنْ هَذا الهِيَامْ
نَقِّنِيْ مَا شِئْتَ مِنْ عُمْقِ السُّؤَالِ
وَمِنْ إِجَابَتِهِ الرَّكِيْكَةِ فَوْقَ أَلْسِنَةِ الأَنَامْ
نَقِّنِيْ مِنْ كُلِّ حُلْمٍ عِشْتُهُ
مِنْ كُلِّ صَوْتٍ فِي المَنَامْ
نَقِّنِيْ لأَكُوْنَ شَيْئًا آخَرًا
لا يَعْرِفُ المَعْنَى وَيَلْتَزِمُ اللِّجَامْ
فَأنَا أُجِيْدُ إِعَادَةَ الأَشْيَاءِ لِلْمَعْنَى
وَأَنْسَى
ذَلِكَ المَعْنَى كَثِيْرا
لا شَيْءَ يُوْقِفُنِيْ
فَسَقْفُ قَصِيْدَتِي أَعْلَى مِنَ الحَدِّ المُصَرَّحِ لِلْهَوَى
وَعِبَارَتِي بُوذِيَّةٌ
تَسْمُو إذا حَلَّ الظَّلَامْ
أَمْشِي أُمَسِّدُ بِالقَصَائِدِ صَرْخَتِي
أَشْكُوْ شِتَاءً سَرْمَدِيًا
ثَائِرًا صَوْبَ السِّهَامْ
هِيَ رِحْلَةُ الطَّيْرِ المُهَاجِرِ
حِيْنَ يَلْتَقِطُ الرَّصَاصَ مِنَ المَقَابِرِ كُلَّ يَوْمٍ
كَيْ يُجَدِّدَ رِحْلَةَ المَعْنَى وَيُمْعِنُ في السِّقَامْ
أَوْ رُبَّمَا
هِيَ بَعْضُ أَشْجَارِ الصَنَوْبَرِ حِيْنَ تَحْنِي رَأْسَهَا
لِبُلُوْغِهَا سَقْفَ العِظَامْ
أَوْ رُبَّمَا
هُوَ مَا يَنِزُّ مِنَ الجَبِيْنِ كَفَائِضِ الأَحْلامِ مِنْ نَزَغِ المَنَامْ
سَمِّهَا مَا شِئْتَ
تِلْكَ طَبِيْعَةٌ أُخْرَى وَشَكْلٌ آخَرٌ
لِوُجُوْدِ كُنْهِيَ فِي الكَلَامْ
لا أَعْرِفُ الوَصْفَ المُنَاسِبَ كَيْ أُحَدِّدَ شَكْلَهَا
فَالقَلْبُ يَحْتَرِفُ التَّطَرُّفَ بِالمَشَاعِرِ
مُنْذُ أَنْ عُقِدَ السُّؤَالُ عَلَى لِسَانِ الفِكْرِ
دُوْنَ كِنَايَةٍ
يَعْلُو فَيَرْتَفِعُ الغَمَامْ
لا شَيْءَ أَقْسَى مِنْ جُنُوْحِ الرُّوْحِ لِلمَعْنَى
كَرَسْمٍ لِلْحُطَامْ
كَهَدِيْرِ آمَالِ السِّنِيْنِ عَلَى مَسَاحَاتِ الرُؤَى
كَسَلَامَةِ المَعْنَى مِنَ المَعْنَى المُقَابِلِ
رُبَّمَا
أَعْلُو كَدُوْرِيٍ صَغِيْرٍ فِي الهَوَاءِ
وَقَدْ يُعِيْقُ تَنَفُّسِيْ هَذَا الفِصَامْ
نَقِّنِيْ
فَالوَقْتُ لا يَكْفِي لأَحْتَرِفَ المَسَاءَ
كَأَيِّ صَاحِبِ حِرْفَةٍ
يَشْدُوْ فَيَخْتَلِجُ الظَّلَامْ
وَهُنَاكَ آثَارُ العُبُوْرِ عَلَى مِدَادِ الرُّوْحِ
يَنْحَسِرُ المَجَازُ
وَتُصْبِحُ الكَلِمَاتُ جَيْشًا
وَالسَّلَامْ

وليد أبو عواد

ليست هناك تعليقات