العكاز...شعر : د. جمال مرسي

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

العكاز...شعر : د. جمال مرسي

 



العكاز

...
...
هَذَا الأَبِيُّ تُرَى هَلْ كُنُت أَنسَاهُ ؟
و رُوحُهُ فِي دَمِي ، و القَلبُ سُكنَاهُ
.
فِي كُلِّ لَيلَةِ أَحزَانٍ ، تُسَامِرُنِي
رَغمَ الرَّحِيلِ و طُولِ البُعدِ ذِكرَاهُ
.
يَأتِي كَهَالَةِ نُورٍ ، فِي مَعِيَّتِهِ
نُورٌ، يُسَبِّحُ بِاسْمِ اللهِ مَولَاهُ
.
أَغُضُّ طَرفِيَ مِثلَ الأَمسِ ، إِنْ نَظَرَتْ
كَي مَا تُؤَدِّبُنِي بِالصَّمتِ عَيْنَاهُ
.
و أَستَمِيحُ غَدِيراً تَحتَ أَضلُعِهِ
عُذراً ، لِأَروِيَ عَينِي مِن مُحَيَّاهُ
.
يَضُمُّنِي بِحَنَانٍ لَيسَ يُشبِهُهُ
رَغمَ اْتِّسَاعِ المَدَى فِي العَينِ إِلاَّهُ
.
و فَوقَ كَفَّيْهِ أَغفُو مِثلَ قُبَّرَةٍ
جَوعَى ، فَتُطعِمُهَا بِالحُبِّ كَفَّاهُ
.
يُمنَاهُ تَقطُرُ سَلسَالاً ، فَتَحسُدُهَا
عَلَيْهِ ، حَتَّى تُرِيقَ الشَّهدَ ، يُسرَاهُ
.
هُمَا البَيَاضُ بِلا سُوءٍ ، فَوَا عَجَباً
مِن كَوثَرٍ ، كَانَ فِي الكَفَّينِ مَجرَاهُ
.
و يَا لَوَجهٍ ، كَأَنَّ اللهَ أَوْدَعَهُ
طَيرَ البَرَاءَةِ يَلهُو فِي ثَنَايَاهُ
.
تُفشِي التَجَاعِيدُ أَسرَارَ اْبتِسَامَتِهِ
و سِرَّ نَرجِسَةٍ قَد عَطَّرَت فَاهُ
.
و يعلن الفُلُّ فِي فَوْدَيْهِ مَا صَنَعَتْ
يَدُ السِّنِينَ بِمَن قَد بَاعَ دُنيَاهُ
.
و اْستَبدَلَ العَيشَ فِي الدُّنيَا لآخِرةٍ
فَطَابَ حِينَ سَعَى لِلخُلدِ مَسعَاهُ
.
يَأتِي إِلَيَّ بَشُوشاً مِثلَ عَادَتِهِ
نَفسُ السَّكِينَةِ فِي مِمشَاهُ تَغشَاهُ
.
دَبِيبُ خُطوَتِهِ بِالقَلبِ أَسمَعُهُ
و طَرْقُ عُكَّازِهِ ، اْلآذَانُ تَهوَاهُ
.
و صَوتُهُ العَذبُ تشدُو لِي عَنَادِلُهُ
بِخَيرِ مَا سَمِعَتْ أُذْنَايَ : وِلْدَاهُ
.
أَطِيرُ مِن فَرَحِ الوَلْهَانِ ، يَسبِقُنِي
طِفلُ اْشتِيَاقِيَ مَلهُوفاً لِرُؤيَاهُ
.
أَضُمُّهُ و شَذَا الفِردَوْسِ يَعبَقَهُ
و الحُورُ تَصحَبُهُ ، و العِزُّ و الجَاهُ
.
و أُغمِضُ العَينَ كَي تَندَاحَ ضَمَّتُهُ
فَأَستَفِيقُ عَلَى مَا قَدَّرَ اللهُ
.
عُكَّازُهُ الغَضُّ فِي حِضنِي و سُبحَتُهُ
تَبكِي عَلَيهِ ، فَتَعلُو دَاخِلِي الآهُ

شعر : د. جمال مرسي


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان