مختار إسماعيل بكير ريَّان

 

من غيرِ قارئةٍ ولا فنجانِ



" ريَّان "

من غيرِ قارئةٍ ولا فنجانِ
وبغير أبخرةٍ ، بغير دخان
هربتْ إليكَ على حياءٍ أدمُعي
ورجعتُ من حزنٍ إلى أحزان
همٌّ تقابله الهموم فيشتكي
ويدورُ مِنْ وصلٍ إلى هُجران
طفلٌ تفارقه الحياة وما درى
أنَّ الوجودَ يضجُّ بالغليان
" ريَّانُ " يا رمز البراءةِ كُلِّهَا
كيف اقتحمتَ سريرةَ الوجدان؟
قامتْ لك الدنيا وأفضتْ سرَّها
فتركتهم هرباً إلى الرحمن
في الجُبِّ كنتَ وكان يوسفُ حائراً
تضعُ القلوب بهوّةِ الفقدان
ساعاتُنا تمضي ونسمعُ صوتها
تبكي بكاءً فاضَ بالأشجان
نبكيكَ بل نبكي جميعَ صغارِنا
مَنْ راح تحت عباءةِ الطغيَان
جاورتَنا ، ماذا لقيتَ بعالمٍ
أضحى هزيلاً في يد السجان؟؟؟
والآنَ جاورتَ الإله فقل له
كم ذا طغى الإنسانُ بالإنسان
واحكي له عن إخوةٍ غرقوا هنا
أو أخوةٍ ماتوا من الحرمان
أو زهرةٍ قُطِعَتْ قُبَيْلَ بزوغها
أو وِجْهةٍ تاهتْ بكلِّ مكان
اسْرُدْ له كلَّ المواجعِ واشتكي
واطلب قِصاصاً كاملَ الأركان
لا تخشَ أنْ تنسى فَرَبُّكَ عالمٌ
يدري حديث الصدقِ والهزيان
نَمْ يا صغيري الآنَ واترُك عالمًا
قَبضتْ عليه مخالبُ الشيطان
وافتحْ من الجنَّات أبواباً سَمَتْ
ودنت إليك تجود بالإحسان
سيطوف حولك في الجنان صغارنا
من غير إعياءٍ ولا خسران
ها قد نجوت من الشِراكِ جميِعِها
وتركتنا في باطن البركان
نعم الجوارُ اختار صحبة ربه
ولبئسما نختار من جيران
أطفالنا في الشام أمواتٌ بها
يستصرخون الناس في " الجولان"
في " الرافدين " وكلنا غرقى بها
مَنْ ذا سيسمع صرخة الغلمان
أيقظت أفئدةٍ وصوت ضمائرٍ
ستضجُّ يا " ريَّانُ " بال" ريَّانِ"

مختار إسماعيل بكير

ليست هناك تعليقات