ظمياء الجفون... القيسي حسام

قد أَطبقَتْ جُفونها إِنَّما

 


ظمياء الجفون


قد أَطبقَتْ جُفونها إِنَّما
قد أَرْسَلَتْ مَرسالها بالومَىٰ
لَا مِنْ حَديثٍ قَد جَرىٰ بَينَنَا
صَمتٌ وَلَا غَير اللَّظىٰ والظَّما
مَنْ؟ مِنْ لحاظ العينِ في لمحةٍ
مِنْ طَرفِ رِمشٍ لاهِبٍ فاحتمىٰ
هل مَنْ نَجا؟ مِنْ مَوجِ بَحرٍ لها!
من جَمرها في القَلبِ قد أضرما
نَرضىٰ بِهَا عُشَّاقُ لَيلٍ سَرىٰ
أمسَيتُ أرجو شَهدهَا في اللُّمىٰ
قَبَّلتُ ظَمياءَ الجُفونِ العِشَا
حتىٰ وفاضَ الشّوقُ حَدَّ أَلغَمىٰ
دَعْ شاهدًا قد حَلَّ مِنْ حَولنا
بَدرٌ غَشىٰ بِضَوئِهِ الأنجُما
طافت قناديلٌ بنورٍ غَفا
زانَ الخُدودَ فضَّةً أنعَما
قد طابَ وَصلٌ بَينَنا، كالرّشا
يدنُو وَفَوقَ الضِّلعِ جَمْرٌ رمىٰ
لو نال قلبي كلّ هذا المُنىٰ
كانت لنيرانِ الجَوىٰ بَلسَما
كم تُحرِقُ الأَنفاسُ مِنْ أَضلُعٍ
أو ما تَوارىٰ بين دَمعٍ هَمىٰ
كم تكتوي هذي الشّغاف التي
ضَجّت بصَدري أو لتَغْلي دَما
صَوتٌ يُنادي بالخَفىٰ إسمها
حَرفٌ بِجفنٍ قد أَوىٰ واحتَمىٰ
كُنَّا سُراةَ العِشقِ ليلَ الجَفىٰ
شوقٌ تماها بيننا إنَّما
قد زارني مِنْ فَوق نَجمٍ هَوىٰ
لَولا بَقي! إذ كانَ طَيفًا ومىٰ

القيسي حسام

ليست هناك تعليقات