لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

دون أن أدري

لمــــــاذا كلما حاولتُ شِــــــعراً

كتبتُكِ دون أن أدري فصــولا ؟

لماذا كلما حاولتُ وصفـــــــــــاً

فما لسواكِ قد أجد الســـبيلا ؟

لماذا كل شــــيءٍ في حيـــاتي

إلى عينيكِ يبعثني رســـــولا ؟

كأني دون حبِّــــكِ نصف حيٍّ

ودون هواكِ قد أغدو قتيـــــلا

إذا هبّ النســـيم أحسّ عطـراً

أتاني منكِ يلثمني , عليـــــــــلا

وإنْ ضحك الصباح أراكِ فيـه

وطيفكِ صار في بُنّي نزيـــــلا

وإن شمس الضحى لفحت فؤادي

أحنّ إليكِ عشــــقاً مســتحيلا

تذكّرني بشَـــــعركِ حين يرمي

ســـنابله , وأعشـــقه طويـــلا

تذكّرني بأشــــياءٍ , وأخــــرى

وصوتك حين يزرعني خميــلا

أداري لهفتي , ولهيب وجـــدي

وكم أرجو لِقاكِ , ولو قليــــــلا

فدونَكِ لا هـوىً يجتاح عمري

ودونكِ لا , ولن أبدو جميــلا

بلا عينيكِ لا فـــرحٌ يـــــوافي

وكلّ حمـــــائمي تأبى الهديـــلا

خيولكِ لم تزل تجــــري بقلبي

وتمــــلأ خافقي أبداً صهيـــــلا

وشاطئ مهجتي المهجور يبكي

وكل مراكــــــبي أضحت طلولا

نوارســـــــه التي غنّت هوانـــا

غدت من بعد فُرْقتنــــــا فلولا

فعودي كي أعود إلى حيـــاتي

وأنسى كل ما قالوا , وقِيــــــلا

فوحدكِ من تعيـــد إليّ روحي

لأنّ هــــــواكِ يرفض أن يزولا

ســـأبقى كالريـــاح بدون أرضٍ

وأمضي لا دروبَ , ولا دليــلا

عســى عينيكِ تحضنني بيـــومٍ

وعن عينيك لن أرضى الرّحيــــلا

عبد الكريم سيفو