في محرابِ الحُب ليلاس زرزور

 

أراني وَقد أحْببتُ قد زادَ إيماني


في محرابِ الحُب

أراني وَقد أحْببتُ قد زادَ إيماني
ففيضي سَنا يانفسُ فالعِشقُ ربّاني
فما الحُبُّ إلاّ الطُهْرُ من عَهْدِ آدَمٍ
أتى من جِنانِ الخُلْدِ للعالَمِ الفاني
فإنْ حَلَّ في رُوحٍ تجِدُّ بسَعْيِها
لتبحَثَ بينَ الناسِ عن نصفِها الثاني
فتندَمجُ الأرواحُ حتّى كأنّما
تَصيرُ لهُمْ رُوحاً يَعيشُ بها اثنانِ
فتَرجَعُ للأفلاكِ كي يسْكُنا مَعاً
بقصْرٍ من البلّورِ في الخُلْدِ نَوراني
أرى الحُبَّ دِيناً إنْ تَجلّى نقاؤهُ
بنبضِ قُلوبٍ لمْ يُبالِ بأديانِ
فقد تلتَقي الأرواحُ في جَنَّةِ الهوى
فيشتاقُ رُوّادُ القِبابِ لصُلبانِ
هو الطُهْرُ يُلقي النُورَ والهَدْيَ والتُقى
إذا مَرَّ في قلبٍ لعابِدِ أوثانِ
فيَرجَعُ للإيمانِ باللـهِ تائِباً
بقلبٍ بحُبِّ الخَيرِ والبِرِّ ملآنِ
سَماءٌ كَلَونِ اللازَوَرْدِ بسحْرِها
نرى الحُبَّ شَمساً في أواسطِ نَيسانِ
إذا حَلَّ في قلبٍ سَتأتي عَواصِفٌ
تَروحُ بجَنّاتٍ وتَغدو بنَيرانِ
ويَطْوي مَسافاتٍ ويُلقي صَواعِقاً
إذا ضرَبَتْ بَحراً يَهيجُ بطُوفانِ
وكَيفَ سَننسى منْ بإتيانِ عَرْشِها
تباطأَ عِفريتٌ قَويٌّ منَ الجانِ
ولكنْ بنورِ اللهِ...والحُبُّ سرُّهُ
أتى عَرشَ بَلقيس وَزيرُ سُليمانِ
ومازالَ مِسْكُ الحُبِّ من ألفِ حِجَّةٍ
يَفوحُ على العُشّاقِ منْ بِطنِ نُعمانِ
لهُمْ ذكرياتٌ مامَحا الدَهْرُ سحْرَها
فظلَّ صَداها الحُلوُ في الرَنْدِ والبانِ
فكمْ بسُرورِ الوَصْلِ عَينٌ تكَحَّلَتْ
وكمْ سالَ دَمعٌ من عُيونٍ بِهِجرانِ
يُعَلِّمُنا في البُعدِ أو بَهْجَةِ اللُقا
على صَبرِ أيّوبٍ وحِكْمَةِ لُقمانِ
ومِنْ أعظمِ الأسْرارِ في رَوعةِ الهوى
قريب بهِ ناءٍ.....بَعيدٌ بـهِ دانِ
وكمْ من عُيونٍ تَرشُقُ النبْلَ قاتلاً
على طَرْفِ جَفنيها مَصارِعُ فُرسانِ
تضُمُّ سُرورَ الأرضِ نَظرَةُ عاشقٍ
لوجْهِ الذي يَهوى بنَظْرَةِ وَلهانِ
فكلُّ حَبيبٍ في عُيونِ حَبيبِهِ
كَبَدْرٍ إذا ماتمَّ مِنْ غَيرِ نُقصانِ
لهذا رأيتُ النُورَ للهِ خالِصاً
فأعلَنتُ أنَّ الحُبَّ دِيني وإيماني

ليلاس زرزور

ليست هناك تعليقات