صحـــــــــــــــــــوة..عبد الكريم سيفو

 

أنَــذا  أبيـــــــع  قصائدي , وفؤادي


صحـــــــــــــــــــوة


أنَــذا أبيـــــــع قصائدي , وفؤادي
وأبيع أحــــلامي بأيّ مــــــــــزادِ
من يشتري حزناً بحجم عوالمٍ ؟
وجعـــاً أضمّخه بنزف مـــــدادي
عانقت أوهامي , فعشـتُ مشـرَّداً
والشِّـــــعر صار كأنه جـــــــلّادي
يا شِعر ما أقساكَ حين خذلتَني
مثل البقيّـة , ما حفظتَ وِدادي
هل كنتَ مثل حبيبتي تغتــــال بي
فرحي ؟ وتتركني ككوم رمــادِ ؟
تلك التي كانت بليلي نجمــــــةً
تأتي إليّ لتســـــتبيح رقــــــادي
كانت تراقصني بفرحــــــة طفلةٍ
وتعيدني كالطفل في الأعيــــــادِ
ترتاح فوق قصائـــــــدي , وكأنها
( فينوسُ ) تُشـــرق ليلة الميـلادِ
كانت على شـــــــفتي تمرّ كأنْهُرٍ
فأصير كونـــــاً خارج الأبعـــــــادِ
كالضوء تغســــلني , لأغدو كوكباً
وتصير لي مثل المــدار الهادي
كم مرّةٍ ضحكتْ عليّ ببسمةٍ ؟
وأنا أصـــدّق ضحكـــــــة الأولادِ
حزني كحزن الناي , ما عاد الهوى
إلّا صـــــدىً يقتاتني بعنـــــــــادِ
كالطعنة النجلاء تســكن أضلعي
أصبحتُ كالبســـتان بعد جـــرادِ
مَنْ ذا يعير إليَّ قلباً قاســـــياً ؟
وبلا شــــعورٍ , مثلَ أيّ جَمـــــادِ
ســـــأخون تاريخي بكلّ فصـوله
وأخـــون فيه وصيّة الأجــــــدادِ
ماذا ربحتُ من المبــادئ كلّها ؟
غيرَ الجــــــراح , ونزفِها المتمادي
قد كنتُ أشــعل للجميع أصابعي
جســدي الوليمةُ , والدِّما للصادي
هذا زمان العهر , كيف لشـاعرٍ
يحيــــا به ؟ والمجد للأوغــــــادِ
ما عدتُ قِدّيســـاً , فلا تتعجّبوا
لو خنتُ فيه حبيبتي , وبـــلادي

عبد الكريم سيفو

ليست هناك تعليقات