زوبعة في فنجان " شعر : طلال الحاج يوسف
زوبعة في فنجان "
نامَ الضميرُ ولم يصحُ لِمَا فعلوا
لَكِنْ أفاقَ لحُكمِ اللهِ فابتهلوا
أن ينجوَ الطفلُ من بئرٍ مُعطّلةٍ
لكي تُكفكِفَ من دمعاتها المقلُ
وسخَّروا آلةَ الإعلامِ ترصدهُ
وهيَّضوا الناسَ عن قصدٍ لينشغلوا
عمَّا يُحاكُ خفاءً في مجالسهم
ويوهموا الناسَ أنَّ الفكرَ مُنشغلُ
بكلِّ شاردةٍ أو كلِّ واردةٍ
تطفو على السطح أو في البئر تنعزلُ
هذي الآلاعيب ما عدنا نُصدِّقها
فهل نُصدِّقُ مَنْ خانوا ومَنْ قتلوا
قالوا بأنَّ قلوبَ العُربِ قد جُمعتْ
على المحبَّةِ .... هذا كلُّهُ دَجَلُ
متى و كيفَ ؟ نراها مثلَ زوبعةٍ
في قلبِ فنجان لم يُكتبْ لها الأجلُ
مليونُ طفلٍ بأرضِ الشام ينهشهم
نابُ المجاعةِ لم يُرصدْ لهم عملُ
راحوا ليأتوا بشيءٍ كي يُعوِّمَهم
مِنْ بعدِ ما غطسوا في الوحلِ وارتحلوا
عن المجال الذي ما فيه مصلحةٌ
للأجنبيِّ الذي مِنْ دعمهِ ... وصلوا
لكي يقوموا بأدوارٍ مبرمجةٍ
فيها انهيارٌ لكلِّ العُرب مُحتملُ
نرجو من الله أن تُمحى سلالتهم
حتَّى يصيرَ لنا من بعدهم أملُ
التعليقات على الموضوع