رَأَيْتُ نَفْسي أَطيرُ مَعَ الصُّقورِ.فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب
رَأَيْتُ نَفْسي أَطيرُ مَعَ الصُّقورِ...
أَهْرُبُ مِنْكَ في واقِعي... فَأَجِدُكَ في أَحْلامي التي أَخَذَتْني عَبْرَ عُصورِ...
قَدْ غَفَوْتُ مِنْ بَعْدِ أَرَقِ لَيْلٍ طَويلٍ... فَرَأَيْتُ نَفْسي أَطيرُ مَعَ الصُّقورِ...
كُنْتُ وَحْدي... أَقودُ طائِرَةً مِرْوَحِيَّةً... خَضْراءَ اللَّوْنِ... كَلَوْنِ السُّهولِ...
وَبِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّني لَمْ يَسْبِق لِيَ بِأَنْ قُدْتُ طائِرَةً... إِلّا أَنَّني كُنْتُ أَفْعَلُها بِكُلِّ احْتِرافِ...
قَدْ تَجاوَزَتْني طائِراتٌ عِدَّةٌ في السَّماءِ... أَنا التي كُنْتُ صامِدَةً في مَقْعَدي صُمودَ الأُسودِ...
مِنْها مَنْ كانَتْ مُتَّجِهَةً لِاسْتِعْراضٍ... وَمِنْها مَنْ كانَتْ تُقِلُّ حَرَسًا لِلْمُلوكِ...
وَمِنْها مَنْ كانَتْ تَتَجاهَلُني في السَّماءِ... وَمِنْها مَنْ كانَ مَنْ عَلَيْها يَرْميني بِنَظْرَةِ اسْتِغْرابِ...
كَيْفَ يُمْكِنُ لِهَكَذا امْرَأَةٍ... أَنْ تَقودَ طائِرَةً... وَهِيَ مُتَحَرِّرَةٌ مِنْ كُلِّ ما في هَذا المُجْتَمَعِ مِنْ قُيودِ...
هُمْ لا يُدْرِكونَ... بِأَنَّ حَجْمَ الحُبِّ الذي في قَلْبي لَهُ... يَفوقُ ما في عالَمِنا مِنْ قَواعِدٍ وَبُنودِ...
فَهُوَ الذي يُبْقيني فَرِحَةً... بِرَغْمِ البُعْدِ عَنْهُ... فَاللهُ مَعي أَنا التي بِتُّ أُكْثِرُ لَيْلًا مِنَ السُّجودِ...
وَهُوَ الذي اسْتَقْبَلَني باسِمًا... مُشْرِقَ العَيْنَيْنِ... عِنْدَما حَطَّتْ طائِرَتي في العاصِمَةِ بِأَمانٍ... بَيْنَ البُيوتِ...
كُنْتُ جائِعَةً... مُمْسِكَةً بِيَدي كَعْكَةً مُسَمْسَمَةً... مِنْ كَعْكِ القُدْسِ... بَلَدِ العِزِّ وَالأَبْطالِ... وَرَمْزِ الصُّمودِ...
وَمِنْ قَبْلِ أَنْ أَسُدَّ جوعي بِلُقْمَةٍ... وَجَدْتُ نَفْسي أُناوِلُهُ القِسْمَ الأَكْبَرَ مِنْها... بِإيثارٍ عَلى نَفْسي... دونَ تَرَدُّدٍ أَوْ عُدولِ...
تَناوَلَهُ هُوَ مِنّي... وَالفَرْحَةُ تَغْمُرُ قَلْبَهُ... مُتسائِلًا: أَلِهَذِهِ الدَّرَجَةِ تُحِبّينَني أَنْتِ؟
أَجَبْتُهُ بِصَوْتٍ خافِتٍ... وَكُلّيَ أَمَلٌ: إِنَ اللهَ وَحْدَهُ... يَعْلَمُ ما في قَلْبي لَكَ... وَهُوَ الذي يَعي ما يَجولُ في الصُّدورِ...
فَصَحَوْتُ أَنا مِنْ بَعْدِها... كَيْ أَجِدَ نَفْسي حَزينَةً... عَلى غِيابِهِ هُوَ... ذاكَ الذي يَسْكُنُ في قَلْبي وَمُهْجَتَيَّ... وَبَيْنَ الضُّلوعِ...
حَزينَةٌ أَنا عَلى فِراقِهِ... وَالبُعْدُ قَدْ طالَ... فَهَلْ يُكْتَبُ لَنا لِقاءٌ... أَمْ أَنَّهُ سَيَبْقى دائِمًا السَّبَبَ... في انْحِدارِ دُموعي؟
*ريتا عيسى الأيوب كاتبة أردنيّة من فلسطين وتقطنُ في ألمانيا
التعليقات على الموضوع