لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

عودة شاعر

إنـّي وإنْ جـاشَ الـقـصـيدُ نـقشـتُه

بـالـزّنـدِ أُرهـبُ هـامـةَ الـمـتشـاعـرِ

وطـويـتُ أجـنـحـةُ الـحـروفِ بـخـنـصـرٍ

ووثـبـتُ وثـبـةَ بـارقٍ مـتواتـرِ

وكـفـخـتُ كـالـنّّـسرِ الـمـحلّّـق بـالـعُـلا

وأخـفـتُ آفـاتِ الـثّرى بـمـحـاجـري

لا تـأمـنـوا بُـعـدي فـإنـّي قـادمٌ

ألـوي ذراعَ الـيـأسِ ليَّ الـكـاسرِ

لا تـأمـنـوا بـعـدَ الـغـيـابِ سـلامـةً

إنّ الـسّّـباع تـفـوقُ هـمّـة صـابـرِ

وكـذا الـذّئـابُ بـأسـرهـا إن كـشّـرتْ

بـدَت انـتـقـامـاً مـن عـيـونِ الآسـرِ

سـأصـولُ كـالـسّـيف الـمـثـقّـف وهـجُهُ

نـحــرَ الـظّـلام وشـقـّه من غـابـرِ

وأنـا الـذي شـربَ الــفـراتُ دمـاءَه

حـتى ارتـوى جـهـرًا بـعـزمِ الـثّـائـرِ

وغـدا الـسّـناءُ بـخـدّه مـتـلألـئـاً

فـاقَ الـشّـمـوخ وهـزّ جُـبـنَ الـخـائـرِ

والأرضُ أمـرعَ دوحُـهـا بـنـداوةٍ

وأجـالَ مـاءً بـعـدَ دهـرٍٍ عـاســرِ

فـأنـا الـذي روّضـتُ آجـامَ الـفـلا

وركـبـتُ خـيلًا حـرةً بـعـنـاتـرِ

وضـربتُ كـفـّا مــن حـديدٍ سُـعّـرت

حـتًّـى اسـتـتـب الأمـرُ بـعـد الآمـرِ

مـنْ جِـلّقّ أطـوي الأسـى بعـزيمـةٍ

هـزمت صـقـيـعَ الـعُـربِ نـحـو الـواتـرِ

وتـأهـبـّت جُـنُّ الـدجـى في حـيـرةٍ

لـمـا رأتًْ شـُهـبـا أتـتْ بـعسـاكـرِ

ولـقـدْ ركـبـتُ الـبـحـرَ أطـوي جـزرَه

والـمـدّ يـتـبـعُـنـي بـمـوجٍ هـادرِ

إنّـي ارتـجـلـتُ فـكـسّـروا أقـلامَـكـم

أو فـاتـركـوهـا هـامـشـًا لـخـواطـري

فـغـداً سـأشـرق والـشّـمـوسُ مـراكـبـي

حـجرٌ تـصـلّى من لـهـيـبٍ سـاجـرِ

مـشـعـل حـسـيـن الـسـيّـد