كأنني هو ...الزهراء غربي

 

توضّأتُ شعراً حينما الشّوقُ حيْعَلا





"كأنني هو "


توضّأتُ شعراً حينما الشّوقُ حيْعَلا
وولّيتُ وجهي شطر فَجركَ مدخَلا
ويمّمتُ في عينيك محرابَ صبوَتي
لأتلوَ سحراً للعيون مرتّلا
رأيتُ حروفَ الشّعرِ هزّت رؤوسَها
وعادتْ تجرُّ الخطوَ صمتاً مهلهلا
لأنّك مستثنىً جعلتُك قِبلةً
وحبُّك مثلُ الوحي عندي تنزّلا
لأنّك سرٌّ لستُ أحسنُ وصفَهُ
وأتعبُ جدّاً كلّما خلتُهُ انْجلى
لأنّك هذا - بلْ وأكثرَ - ها أنا
أفكّرُ أن أنسى هواك وأَرحَلا
فمالي وعينيك إستثارتْ مشاعراً
تهيجُ كإعصارٍ نما وتغوّلا
أكابرُ والأشواقُ ضجّت بخاطري
وتعصفُ بي عصفًا مخيفًا مُزلزلا
يقولون : ما تجنينَ من حُبِّ شاعرٍ
سوى هاجسٍ أضناكِ جسماً وأنحلا؟
فقلتُ : وأيمُ اللّهِ أبْقى أحبُّهُ
ولو مِتُّ عشقاً فالمماتُ بهِ حَلا
أقولُ بملءِ الفيّ والعقلُ حاضرٌ
: أحبُّك تفصيلاً ، أحبُّك مُجملا
أحبُّ أميراً شهرياراً مسيطراً
حياتي وعُمري في هواهُ تقلقلا
وأعجبُ منه : مازحٌ سامَني الأسى
ومهزارُ روحٍ جرّع القلبَ حنظلا
لأنّك ميقاتُ احْتراقي ولوعتي
فما ضلّ قلبي لو أتى لك مقبِلا
ألستَ لهذا القلبِ أنت طبيبُه؟
فكيف بكَ الوجدانُ أصبحَ مٌبتَلى؟

الزهراء غربي

ليست هناك تعليقات