الأسْمَاءُ عُيُونٌ شعر: أحمد جنيدو

 

الأسْمَاءُ عُيُونٌ

عُـنْـوَانُـنَـا بـعُـيُـوْنِـنَا أسْــــــــــــمَـاءُ.
لُـغَـةُ الـعُـيُـوْنِ و صـوتُهَا الإصْغـاءُ.
ومَـلَامِـحٌ بِـوجُـوهِـنَـا مَـنْ أَعْـلَــنَـتْ
إنَّ الــسِّـــــــمَـات بوصْـفِـها إيـحـاءُ.
مَـنْ يَـدْخُـل الأعْـمَاقَ مِنْ قَـسَـــماتِنا
مِـنْ بُـرْهـــةٍ قَــدْ يَـكْـتَـفِـي إيْـمَـــــاءُ.
الشـِّـعْرُ في الزَّمَنِ الوَضِيْعِ سَــخَافَةٌ
والنَّـطْـقُ فـيـهِ إلى الـبـهِـيـــمِ غَـبَـاءُ.
إحْـسـَـاسُــنا نَحْنُ الوَحِـيْـدَةُ مَـرْجِـعٌ
أجْــسْـــــــادُنا في مَـجْـدِهَــا إغْــواءُ.
وعُـقُـولُنَـا المَعْـنَى المُـسَـمَّى شـكْـلَنا
والـشَّـكْلُ في خُـدَعِ الجـمَالِ غِطـاءُ.
تَـتَـبَـاعَـدُ الأَفْـكَـارُ شِـــقَّ خِـلافِـهَـا
تَـتَـنَـاثَـرُ الأَلْـبَـابُ والأَشْـــــــــيَـاءُ.
والحَـقُّ عِـنْـدَ الظُّلْمِ سَخْفُ تَفَاهَةٍ
والظُّـلْـمُ لَـنْ يَـبْـقَى يَـرِدُّ رَجَـاءُ.
والعَـهْـدُ إِنْ بَــاعَ الوِثَـاقُ فَإِنَّهُ
فِي كُـرْبَـةِ الدُّنْـيَا خَنَا وهَـبَـاءُ.
والصِّدْقُ إنْ زَلَّ الأَمَـانَةَ مُرْغَماً
عَـظِـمَ الرَّخِيْصُ تَسِيَّدَ الإِرْضَاءُ.
مَادَامَ عَـقْـلُكَ منْ يُـسِـيِّرُ أمرَهُ
إنَّ الصِّـعَـابَ تُـهَـانُ هَـــلَّ عَـنَاءُ.
اللهُ فِي الأَرْوَاحِ ليْـس لِـسَـانَنَا
والدِّيـنُ فِـعْـلٌ صَادقٌ و عَطَاءُ.
والقـوْلُ فِي هَـرْجِ الجَّـمِيْعِ بِحِلْوِهِ
بـوْحُ اللِـسَـانِ عَلَى المَـرَاءِ وِجَاءُ.
اقْـبِـضْ عَلَى الحَـقِّ المُـبِيْنِ بقَبْضَةٍ
فالموْتُ وَعْـدٌ إِنْ حَمَاكَ بَـلاءُ.
واصْرِفْ عَنِ التَّدْلِيْسِ مَهْمَا أَسْرَفُوا
قولُ الحَـقِـيْـقةِ فِي الصَّلِيْفِ ثَنَاءُ.
دَارَتْ بِـنَا الدُّنْـيَـا تُبِـيْـحُ وِصَايَـةً
دَوَرَانُـهَـا فِي فِـعْـلِنَا إِرْوَاءُ.
نُمْـسِـي عَلَى هَـشِّ الوُجُوْدِ حَمَاقةً
وَضَـعَـتْ عَلَى إِرْغَـامِـنَـا غُوغَاءُ.
مَا لِلْفَـجِـيْـعَـةِ تَـرْتَمِي فِي حُضْنِنَا
تَـبْـكِـي عَلَى أَشْـلَائِهَا فِـيْحَـاءُ.
الليْـلُ يَـمْـضِـي تَارِكاً ظُلُمَاتِهِ
وعَلَى الصَّـبَـاحِ تَـبَـعْـثَرتْ أَشْـلاءُ.
الحُـبُّ يَـنْـثِـرُ فِي الـشَّـآمِ طُقُوسَهُ
و المَـغْـرِبِـيَّـةُ فِـي حَـمَـاةَ دَوَاءُ.
ويُـدَنْـدِنُ المُـوَّالُ صُـوْتَ رُصَاصَـةٍ
فِـي سَـــاحَـةِ التَّـحْـرِيْـرِ دقَّ عَـزَاءُ.
شَــــامِـيَّـتِـي أَنْـتِ الـهَـوَى بِـنَـقَـائِـهِ
ويَـقِـيْـنُ قَـلْـبِـي والـوِصَـالُ ثَـراءُ.
أَتَنَفَّـــــسُ الـذِّكْـرَى كَـخـيْـلِ مُـرُوْءَةٍ
أَبْـقَــى الـبَـعِـيْـدُ و تُـثْـقَـلُ الأَعْـبَــاءُ.
ونَـمِـرُّ عـبْـرَ الضـوْءِ فِي إِشْـــرَاقِـهِ
لَـمْـحاً تَـكَـنَّـي فِـيْـضَـهَـا صَـهْـباءُ.
مَـازِلْـتُ أَذْكُـرُ كيْـفَ كَـانَ عِـنَـاقُنا
و الـيَـاسَــــمِـيـنُ يَـلُـفُّـنَـا و غِـنَـاءُ.
و القَـاسَــيُـونُ يَـمُـوجُ وقْـتَ فُـرَاقِـنا
حِـيْـنَ الْـتَـقِـيْـنَـا أَيْـنَـعَــتْ جَـرْدَاءُ.
إِنِّـي أُحِـبُّـكِ فِـي الـثَّـوَانِـي غُـرْبَــةً
وَطَـرِيْـقَ عَـهْـدٍ فِـي الـبُـعَـادِ لِـقَــاءُ.
هَـلْ تَـذْكُـرِيْـنَ لِـقَـاءَنَـا بِـحَـدِيْـقَـةٍ؟!
وَ يُـحَــدِّقُ الـمَـارُوْنَ وَ الـغُـرَبَـــاءُ.
يَـتَـسَــاءَلُـوْنَ عَـنِ الـوُجُوْهِ وَمَنْ هُـمُ
عـيْـنَـاكِ رَدٌّ وَالـــرُّؤىْ أَصْــدَاءُ.
تَـتَـشَـابَـكُ الأَيْـدِي فَتَـسْهُو نَجْمَةً
يَـتَـسَــــاقَـطُ الـنِّـعْـنَـاعُ وَ الأَضْـوَاءُ.
ونَـسُـوْقُ قُـطْـعَـانَ الصَّـدَى بأَصَابِعٍ
تَـتَـلُـوَّنُ الـسَّـــــــاحَـاتُ و الـبِـيْـدَاءُ.
فَـتَـنَاقَـلِي فِـي الهُـدْبِ مِثْـل يَـمَامَـةٍ
وتَـرَاقَـصِـي في العـيْـنِ مِنْكِ ضِيَاءُ.
عِـنْـدَ المَحَبَّـةِ وَاصِلِي عَزْفَ الغِنَا
فَالـقَـلْـبُ فِـي وَجَـعِ الـحَـنِـيْـنِ يَـشَــاءُ.
مُـدِّي يَـدِيْـكِ إِلَى الغَـرِيْـقِ سَـلامَةً
يَـأْتِـي الوُصُـوْلُ بِـلَادُنَـا الـشَّــهْـبَـاءُ.
غَـنِّـي مَـرَاسِــيْـلَ الأَحَـبَّـةِ بَـسْــمَـةً
مَـازَالَ يَـحْـتَـضِـنُ الـوَدَاعَ وَفَـــاءُ.
زِيْـدِي هَـوَاكِ فَـإِنَّــهُ مِـنْ جَـنَّـتِــي
نَـبْـضـاً تُـغَـذِّي فِـي الـعُـرُوقِ دِمَـاءُ.
إِنِّـي أُحِـبُّـكِ لـسْـتُ أَخْـشَى صَرْخَتِي
فَالـحُـبُّ فِـي صَـلَـفِ الحَـيَاةِ نِـداءُ.
والـحُـبُّ نُـوْرٌ وَالـصُّـدُوْرُ صَـلاتُهُ
والـنَّـفْــسُ كـوْنٌ والـوِصَالُ رَجَاءُ.
هَـاتِـي الـمَـوَاوِيْـلَ الـقَـدِيْـمَـةَ عَـلَّـهَـا
يَـسْـــمُـو عَـلَى رَتْـعِ الأَنْـيْـنِ شِــفَـاءُ.
وتَـبَـارَكِـي مِـنْ لَـهْـفَـتِـي وتَجَاسَـرِي
قَـلْـبِـي الصَّـغِـيْـرُ مِنَ العِـنَـاقِ يُضَاءُ.
عُـوْدِي مَـلاذاً لِـلْـحَـيَـاةِ قَـصِـيْـــدةً
قُـرَوِيَّــةً نَـبْـضُ الـبِـلادِ صَـفَــاءُ.
أَسْـــمَـاؤُنَـا لِـعُـيُـونِـنَـا عُـنْـوَانُـهَـا
بوْحُ العُـيُـوْنِ عَـلَى الجـراحِ بَقَاءُ.

شعر: أحمد جنيدو



ليست هناك تعليقات