أنا يادمشق .. عماد أحمد كبيسي
أنا يادمشق
أرحيلُ عمرِك أم جوىً لايهْجَعُ
أم إنَّ وعدَك حائرٌ ومضيَّعُ
من أيِّ حُلمٍ يادمشقُ سأبتدي
وأنا وأحلامي أسىً نتجرَّعُ
من أيِّ شوقٍ يادمشقُ مسارُنا
وانا بأوردةِ الغيابِ أفرَّعُ ؟
أنا يادمشقُ قصيدةٌ غزلية
عنوانُها قلبي وأنتِ الأضلُعُ
أنا يادمشقُ مآذن أموية
والمجدُ في آياتِها يترصَّعُ
أنا يادمشق الفجرُ حين َ توضأت
منه الشفاه ُ السمرُ والمتربَّعُ
أنا يادمشقُ الياسمينُ إذا بكى
أبكي وكلُ جوارحي تتلوع
أنا يادمشقُ على المرايا لاأرى
إلا وجوهاً في عيونِك تلمعُ ؟
أنا يادمشقُ بلا حنانِك دمعةٌ
ماأفصحت مابي ولاهي تَرجِع
أنا يادمشقُ حمامةٌ حطَّت على
شُرَفِ الجمالِ بكلِّ فجرٍ تسجَعُ
أنا لوعَةُ الموالِ مذ سرقوا فمي
متكسرا ... تركوه لايتجمَّعُ
جرحاً أتيتُكِ يادمشقُ وراعني
جرحٌ على جرحٍ به أتسكَّعُ
وطناً أتيتُكِ يادمشقُ فعانقي
وطناً بلا وطنٍ معي يتوجَّعُ
قلباً أتيتُكِ يادمشقُ فلملمي
قلباً على حدِ الجوى يتقطَّعُ
وأنا بنبضِك يادمشقُ سأبتدي
وسينتهي عصرُ الجناة ِ ويصرعُ
كتبوا الحضارةَ بالضياءِ فرفّ في
كُتبِ الحضارةِ من سماكِ المطلعُ
أنت البدايةُ والنهايةُ والرؤى
ياشام ُ وجهُك في الدياجي المرجِعُ
إن أنصفوا عينيكِ في سِفر الهوى
فهواكِ أجملُ مايقالُ ويسمعُ
عينانِ خضراوان أجملُ مارأى
قلبي وروحي فيهما تتضوّعُ
سبعُ عجائبُها الحياةَ رأيتها
في سبعةِ الأبوابِ فيكِ توزع
عرجاءُ كلُّ قصيدةٍ وعقيمةٌ
فالشامُ في بوحِ الحروفِ الأرفعُ
وتعودُ أطيارُ السنونو بعدما
غابت وقلبي ههنا لايرجعُ
ليتَ القلوبَ لها جوانحُ علَّها
قبل الردى تحكي الهوى وتشرِّعُ
يومَ التقينا كان ميلادُ الهوى
ميلادُ شمسٍ للمحبة تسطَعُ
لكنَّها الأقدارُ تغتالُ الهوى
تغتالُ ضوءَ الشمس لاتتمنّعُ
أنا متعبٌ ياشامُ يقتاتُ النوى
مني وشوقي في دمائي يرتع
أَقِمِ الصلاةَ فقاسِيونُ مُصَفّدٌ
كلُ المدائنِ حولَه تتوجَّع
ودمشقُ سيدةُ المدائنِ كلِّها
ومِنِ اسمِها تبدو الجهاتُ الأربعُ
التعليقات على الموضوع