طب العيون
بِـنُـورِ حُـرُوفِـهِ ..طِـبُّ الْـعُــيُـونِ
وَفِي صَفَحَاتِـهِ طَـيْفُ الـسُّكُـونِ
جَمَالُ الـرُّوحِ فِي تَـشْـكِيلِـهِ قَدْ
تَـشَـكَّـلَ رَاسِماً هَـمْسَ الْـجُـفُـونِ
وَمِنْ تَـرْتِـيـلِـهِ ..تُـجْـلَى هُــمُــومٌ
تَـرَاكَـمُ فِي مـَـتَـاهَـاتِ الـظُّـنُـونِ
وَفِي الْآذَانِ إِنْ سَـمِـعَـتْـهُ يُـتْـلَى
سَــلَامٌ ...لَاحَ بِـالْأُمِّ الْــحَــنُــونِ
تَـمِـيلُ لَــهُ الْـقُـلُوبُ وَتَـشْـتَـهِـيهِ
تُـفَـضِّلُـهُ عَلَى الْـغَـالِي الـثَّـمِـينِ
بِـهِ كُـلُّ الْــجَــوَارِحِ قَـدْ أَنَـابَـــتْ
إِلَى الرَّحْمَنِ مَـوْلَاهَـا الْـمَـتِـيـنِ
لَــهُ أَهْــلٌ ...وَعُــشَّــاقِ ...كِــرَامٌ
تَـفِيضُ قُـلُـوبُـهُـمْ نَبْعَ الْـحَـنِينِ
لِـضِيقِ صُدُورِهِـمْ فِيهِ انْـشِرَاحٌ
إِذَا قَــرَأُوا فَــتُـسْـمَـعُ فِي زَنِــيـنِ
وَفِي خَـلَـوَاتِـهِـمْ تَـبْـكِي عُـيُـونٌ
خُـشُـوعـاً فِي انْـكِسَارٍ فِي أَنِـيـنِ
هُـوَ الْـقُـرْآنُ ..مـَـنْــجَـاةُ الْـبَـرَايَـا
هُـوَ الْـقُـرْآنُ ..مِـنْـهَـاجُ الْـيَـقِـيـنِ
حَمى خَيْرَ الـلُّـغَـاتِ وَخَـلَّـدَتْـهَـا
تِـــلَاوَتُــه ...لِآلَافِ ...الْــقُـــرُونِ
وَصَـانَـتْ آيُـهُ ...دِيـنـاً عَـظِـيـمـاً
لِـيَـسْلَـمَ مِنْ مَـكِـيدَاتِ الْـفُـتُـونِ
بِـهِ جِـبْـرِيـلُ أُنْــزِلَ فِي سِـنِـيــنٍ
فَـصَارت بَـعْدَهَا خَيْرَ الـسِّـنِـيـنِ
تَـنَــزَّلَ بِالْـهُـدَى يُـحْـيِي قُـلُـوبـاً
مـَــوَاتـاً بَـيْـنَ شَـوْكِ الــزَّيْـزَفُـونِ
عَلَى قَـلْـبِ الـرَّسُولِ أَتَـاهُ وَحْـيـاً
مـُــشَـافَـهَـةً مِنَ الــرُّوحِ الْأَمِـيـنِ
فَـكَانَ بِـهِ الْـمُـشَـفَّــعُ خَـيْـرَ دَاعٍ
إِلَـى الْإِيــمَـانِ فِـي رِفْــقٍ وَلِـيـنِ
وَأَوْصَـاهُ الْـمُـهَـيْـمِـنُ حِـينَ نَادَى
خَـدِيـجَـةَ (زَمـِّــلُـونِي دَثِّـرُونِي):
'قُمِ اللَّيلَ' الطَّوِيلَ وَ'قُمْ فَأَنْذِرْ'
وَصَـبْراً عند نَـعْـتِـكَ بِالْـجُـنُـونِ
فَـكَانَ حَبِيبُـنَا بِالـصَّبْرِ يَمْـضِي
وَأَمْـــرُ اللهِ ....فِـي كَــافٍ وَنُــون ِ
تَـحَـمَّـلَ في سَبِـيلِ اللهِ ..مَـكْـراً
وَقَـهْـراً ..وَابْــتِــلَاءً ..كُـلَّ حِـيـنِ
وَقَـالُـوا عَـنْـهُ : كَــذَّابٌ ...وَأَزْرَوْا
بِـهِ وَتَــرَبَّــصُـوا "رَيْـبَ الْـمَـنُـونِ"
فَــبَـلَّــغَــنَـاهُ ...قُـرْآنـاً عَــظِــيـمـاً
وَأَرْشَــدَنَـا إِلَى الْـحَــقِّ الْـمُـبِـيــنِ
بِـهِ فَـازَ الـصَّـحَـابَـةُ بِـالْـمَـعَـالِي
فَـمِـنْ فَـتْـحٍ إِلَـى نَـصْـرٍ مـَــكِـيـنِ
وَلَــكِـنَّـا هَـجَـرْنَـا الـذِّكْـرَ عَـمْـداً
وَأَبْــدَلْــنَـاهُ ..بِالـلَّــهْـوِ الْـمُـهِـيـنِ
كَـأَنِّـي بِـالْـمَـصَـاحِـفِ بَـاكِـيَـاتٍ
تُـنَـاشِـدُ: إِنَّ أَحْـبَـابِي ..نَـسُونِي
وَتَـدْعُو الْـمُـسْلِـمِـينَ أَلَا هُـلُـمُّوا
جِدُوا دَرْبَ الـسَّـعَادَةِ وَاقْرَؤونِي
مـَــصَـاحِـفُـنَـا رَسَـا فِـيـهَـا غُـبَـارٌ
وَنَحْنُ عَلَى الْهَوَاتِفِ فِي جُنُونِ
دَعَوْتُ أَحِبَّتِي وَنَصَحْـتُ نَفْسِي
لِـيَرْجِعَ لِـلْـهُـدَى مَنْ يَسْمَـعُونِي
وَأَرْجُـو اللهَ ..غُــفْـرَانـاً وَعَــفْــواً
وَتَـوْفِـيـقـاً لِـخِـدْمَةِ خَـيْرِ دِيـنِ
وَأَخْتِمُ بِالـصَّـلَاةِ عَلَى حَبِيبِي
أَبِي الـزَّهْـرَاءِ وَالْـهَـادِي الْأَمِيـنِ
أ.محمد درويش أبوالعز
التعليقات على الموضوع