عبد الكريم سيفو ..حنين
حنين
أنسيتِني ؟ وأنا بحبّــــــكِ مُتعَبُ
ما زلتُ فوق جِمـــــــــاره أتقلّبُ
يا للغرابـــة , كيف تيّمني الهوى ؟
لكنّما لو لم أُتيَّـــــــمْ أغــــــــربُ
فأنا أحــــاول كلّ يومٍ قتـــــــلَه
وأعـــود مقتولاً , ومثـــلي يُغلَبُ
يا فتنــــةً لمّا تزلْ مثل الدِّمــــا
تجتــاح شــــــرياني , ولا تتهيّبُ
فلْتتركيني كي ألــمَّ حقـــــــائبي
فعسـى أغادرني الجوى , أو يذهبُ
هل يقدر العصفور كبْحَ غنائـه ؟
وهناك بلبلة تميس , وتَطـــــــربُ
أم يقـــدر الظمآن ترْكَ شـــرابه ؟
والماء يجري سلسلاً , أم يشــربُ ؟
فالشمس تأخذ من ضيائكِ نورها
والورد منكِ على المـدى يتطيّبُ
ولذا فطيفكِ لا يغادر خاطــــري
وهواك يســحرني , فأين المهربُ ؟
لله ما فعل الغـــــــرام بخـافقي
قد كنتُ أحســـب أنني به أصلبُ
يا أنتِ , والعشـــق الدّفين يهزّني
وأحسّ أني للنهايـــــــة أقـــــربُ
لم تحْـــلُ بعدكِ حلوةٌ في ناظري
والنحــل يجذبه الرّحيق الأطيبُ
عيناكِ تســكنني , وأســـكن فيهما
طفــلاً يهيم مع الفـــَراش , ويلعبُ
ما اســطعتُ نسياناً , فـلا تتعجّبي
من جرّب الأشـــــواق لا يتعجّبُ
ما زلتُ يقتلني الحنين لـ ( يا أنـا )
والقلب جُــــــنّ , كأنّــه لا يتعبُ
ديني هواكِ , ولن أموت ككــافرٍ
ما دمتِ في روحي فأنتِ المـذهبُ
أبقى على عهد المحبّة , والهـــــوى
وأظلّ في محراب عشـقكِ أُصلَبُ
لا تحسبي يوماً سـلوتكِ حلوتي
وأنا الذي في الحبّ لا يتهــرّبُ
فإذا ســكتُّ , ولم أبُحْ , فلْتعلمي
أنّ المشـــــاعر لا تُقـــال , وتُكتَبُ
التعليقات على الموضوع