شهدٌ وآهاتْ..!,د. خيري السلكاوي

د. خيري السلكاوي

 


شهدٌ وآهاتْ..!


..
مـنْ ذاقَ شـهدَ الـهَوىَ منْ ضوءِ مِشكاةِ
لا يـسـتـسيغُ ســـوَى شــهـدِ الـمـليكاتِ
..
يــــا شــهــرزادُ هَــمـا قـلـبـي فـأطـلـقهُ
قــيـدٌ ولـــمْ تـمـتـثلْ لــلأسـرِ رمْـقـاتِـي
..
فـاضَ الـهُيامُ بها فاخْضوضرتْ سُحُبي
و أمــطـرتْ عـنـبًـا مــنْ كــرْمِ نَـظْـراتي
..
يـــزهـــو بــجـنـاتـنـا تـــــوتٌ يــمـيـزُهـا
عـن أي روض نـما فـي الماضي والآتي
..
سـبـحـانَ مـــنْ خـصَّـنا فِـيـها بـمـكْرُمةٍ
جـــلَّــتْ مـشـيـئـتُـهُ عــبْــرَ الــسَّـمـواتِ
..
قُــــدَّ الـقـمـيـصُ ومـــا قُـــدَّتْ أنـامـلُـنا
إلا بــمــسـغـبـةٍ تـَـقــريــكِ فــاقــتـاتـي
..
الـكأسُ لـوْ أُتـرعتْ بـالعشقِ مـا شـبعتْ
مــنــهــا جــوارحُــنــا دونَ الــثُّــمــالاتِ
..
يــا ظـبـيةً ألـفـتْ فــي بـهـو مِـحـبرتي
لـونَ الـحروفِ الـتي فـي صـدرِ مـرآتي
..
الآنَ أرسِــمُــنـي طـــفــلاً وديـــــعَ رؤىً
فــي لـوحـةٍ ألـهـبتْ رفـديـكِ رشـفـاتي
..
أثــمـلـتِ ذائــقـتـي مــاعــاد يـسـكـرُها
إلا انـبعاثُ الـجَوى مـنْ عـطرِ مَـرساتي
..
كــنَّــا...وكـان لــنــا فــنـجـانُ قـهـوتِـنـا
فـــجــراً يــقـربـنـا نــحــوَ الـفـتـوحـاتِ
..
عــلـى مــتـونِ الــنَّـدى يـنـثـالُ رونـقُـنا
فـــوقَ الــورودِ الـتـي تـاقـتْ لـوجـناتِ
..
حــبًــا تـلامـسَـتـا بـاسـتـبرقٍ نـسـجـتْ
بــسْــمـاتِـه شُــغُــفًــا أورادُ نــبْــضـاتـي
..
مـــاذا جـــرَى فـاخـتـفتْ فـيـنـا لآلـئُـنـا
كــــأنَّ بــرمــودةً صـــارتْ مـحـيـطاتي
..
يـهـفُو لأشـرعـتي عـصـفُ الـريـاحِ ومـا
أعـــطــتْ لــــهُ أمــــلاً إلا احـتـمـالاتـي
..
بـالـصَّبرِ حـصَّـنتُها حـتى يـضيعَ سـدىً
مــكـرُ الأُلـــىَ ألِـفُـوا نـسـجَ الـوشـاياتِ
..
لَـكـنْ مَـتـى أفـلـحتْ فــي وأدِ جـائحةٍ
مـهـمـا عـــلا شـأنُـهـا خُـضـرُ الـلـقاحاتِ
..
الآنَ عُــودي فـمـا بـالـهجرِ يـصدحُ فـي
روضــاتِــنـا أبـــــدًا بُــعْــدُ الـمـسـافـاتِ
..
الــكـونُ يـسـألُـني مــاذا أجـيـبُ و قــدْ
أودَى بنطقي اللظَى في صمتِ دمعاتي
..
كــلُّ الـمـرافي أبــتْ تـحـظَى بـأشـرعةٍ
صـــارتْ مـهـلـهلةً مـــنْ ضــيـمِ نـــوَّاتِ
..
و خُـضـتُ بـحـرَ الـنَّـوى عـلِّـي أروضُــهُ
بـبـعـضِ شــدوٍ رَوى مــنْ قـبـل أنَّـاتـي
..
فــصـارَ لــي مـسـرحًا لـلـشطِّ يـدفـعُني
بــمـوجـةٍ أخــمــدتْ نــبــلَ انـفـعـالاتي
..
تـمـضي الـفصولُ ولا يـمضي بـبوتقتي
رغـمَ انـخسافِ الـرؤىَ حـمقٌ بـفرشاتي
..
و الــنَّـصُ بــيـنَ يــدِي أرخَــى حـبـائلَهُ
خــلـفَ الـسِّـتـارِ ولا يُـصـغِـي لـنـايـاتي
..
حــتـى غـــوَى أيـكـتِي حـمـقٌ فـأمـهلَها
قـلـبـي الــذي بُـعِـثتْ فـيـهِ ارتـحـالاتي
..
الـحـبرُ إنْ لــم يـكنْ يـحظَى بـمخمصةٍ
الـسَّـطـرُ لا يــرتـوي ســحـرَ الــرِّوايـاتِ
..
والـغـيـثُ لا يـنـجلي فــي قـفـرِ بـاديـةٍ
إلا إذا نــطـقـتْ مــــنْ بــعــدِ إنــصــاتِ
..
فـكـيفَ يــا مُـهـجتي بـالصَّدِّ يـسكتُني
شـــوقٌ ومـــا أثــمـرتْ أيـكـاتُـهُ ذاتـــي
..
سـأسـتـحـيلُ جَـــوىً وخـــزًا أؤرقُــنـي
ولــنْ أرَى فــي الـلـظَى إلا اسـتـفاقاتي
..
لِــكـي أعـــودَ كــمـا بـالأمـسِ أسـلـمَني
لـسُـهـدِ لــيـلٍ ثـــوَى فــي نـهـرِ آهـاتـي
..
فـاسـتمرئي ألَـقـي واسـتطعمي مـرقي
واسـتـلهمي ولَـهـي مــنْ بـرْقِ شـمعاتي
..

د. خيري السلكاوي

هناك تعليق واحد: