(زينة الحياة الدنيا)..محمد سبع
(زينة الحياة الدنيا)
رحلوا وموج الحزنِ كالطوفانِ
وجوى الفؤادِ كحرقةِ النيرانِ
بعدوا عن الدار التي تزهو بهم
وبقيتُ ملتاعاً على الخلانِ
ظلَّتْ تُسائلني القبابُ عليهمُ
فأجيبُ بالعبراتِ لا بلساني
يامن مضيتمُ بالسعادةِ والهنى
وتركتموني في ضنىً وهوانِ
يُذكي وداعكمُ المرارةَ في الحشا
والنوم غادرَ بعدكمْ أجفاني
ويزورني أمّا ذكرتُ شخوصكمْ
ما طاب من ذكرٍ وحلو زمانِ
وترحَّلتْ برحيلكمْ كلُّ المُنى
وجثى نذيرُ الهمِّ والأحزانِ
ياليتَ أيام الوصالِ بخيرها
يوماً تردُّ لمدنفٍ ولهانِ
فيَرِدُّ صفوٌّ وآنشراحُ خواطرٍ
ما بيننا ويعودُّ كلُّ أمانِ
ما بالكمْ أقفلتموا باب الهوى
وتركتموهُ للهمومِ يُعاني
قاسى بُعَيدَكُمُ الكآبةَ والضنى
ألماً تصبُّ مرارةُ الهجران
كنتمْ أمانيَّ الفؤاد وحلمَهُ
فغدا بُعيدَكُمُ بغيرِ أماني
والحبُّ اجمعهُ وكلُّ نعيمهِ
هيهات ما للقلبِ حبٌّ ثاني
فلقد تملَّكني هواكمُ عانياً
لكمُ الفدى روحي بكلِّ أوانِ
يا نفسُ كفّي،إنّهم لم يتركو
للودِّ معنىً ،وآكتمي اشجاني
ودعي المدامعَ هامياتٍ بعدهمْ
يُرْثينَ ما قد مرَّ من تبيانِ
لله ما فعلَ الوشاةُ وما أتى
النمامُ من خبثٍ ومن هذَيانِ
طربوا لما آلتْ أليه أمورنا
يا فرحةَ العذال بالهجرانِ
من لحنِ قولِهمُ عرفتُ بأنهمْ
مأوى الضغائنِ موقد النيرانِ
لا باركَ الرحمان فيمن شتَّنا
ماذا تريدُ نوازعُ الشيطانِ؟
رام القطيعة والوقيعة بيننا
وسعى لفرقتنا بغير توانِ
وغداً أمام الله عنديَ وقفةً
وهو العليم بما أتاه الجاني
وأليه اشكو ما بقلبي من أسىً
يجتاح مني مهجتي وكياني
َ وارى القريبُ مع الغريبُ تحالفا
وصدورهم كمراجل الأضغان
في طخيةٍ عمياء طاغٍ شرَّها
لموار حقدٍ طافح الشنئانِ
تباً لأنفسِ معشرٍ ما تبتغي
الّا طلاب مساءةِ الأنسانِ
الاّ مع الشرِّ المسير بهمةٍ
نكراء عن خبثٍ وسوء كيانِ
لم يثْنهِ من شتنا خلقٌ ولا
عرفٌ ولا خوفٌ من الرحمانِ
عتبي على المخدوع خلف سرابهمْ
يعدو ليهدم شامخ البنيانِ
قد عار سمعاً للبغاة وعندهم
يرجو نوال اليُمنِ والأحسانِ
فلأن سلى فكري الذي قد جئتهُ
هيهات يسلو ما فعلتَ جناني
قد كنتَ اولَ من عرفتُ من الهوى
هيهات بعدكَ ان تكون الثاني
التعليقات على الموضوع