《نَفحٌ مِنَ المِسك》.... عبدالعزيز الصوراني

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

《نَفحٌ مِنَ المِسك》.... عبدالعزيز الصوراني

 

عبدالعزيز الصوراني


《نَفحٌ مِنَ المِسك》



مِن سُورَةِ القَدرِ جاءَ الشِّعرُ يَكتَحِلُ
كَي يَنعَتَ البَدرَ لَكِن خابَتِ الجُمَلُ
وأطرَقَ الحَرفُ مَذهُولاً على شَفَتِي
مِن جُرأتِي في مَديحٍ حَدُّهُ الفَشَلُ
يا خَيرَ مَن خَطَّتِ الأقلامُ سِيرَتَهُ
إنِّي أُواصِلُ في المَسعَى فَلا أصِلُ
أُراوِدُ الفِكرَ عَن بِكرٍ أجُودُ بِها
مِنَ القَصائِدِ ما في حُسنِها خَلَلُ
طارَت عَصافِيرُ إلهامي وأخيِلَتِي
مِن بُرجِ رأسٍ بِهِ تُستَحدَثُ الحِيَلُ
نَظَّارَتِي سَقَطَت عَن وَجهِ قافِيَةٍ
يَلُفُّها العَجزُ والإرجافُ والخَجَلُ
قَبَّلتُ كَفّاً بَدَت في النَّومِ تُوقِظُنِي
وَقتَ الصَّلاةِ فَذابَت في فَمِي القُبَلُ
والدَّمعُ هَروَلَ بَسَّاماً إلى شَفَتِي
يا لَذَّةَ الدَّمعِ حِينَ الرُّوحُ تَنهَمِلُ
في كُلِّ شَيءٍ أُعانِي نَقصَ تَجرِبَةٍ
إلَّا بِحُبِّ رَسُولِ اللهِ أكتَمِلُ
إمدُد يَدَيكَ إلى القِرطاسِ يا قَلَمِي
وعانِقِ الطُّهرَ عَلَّ الطِّيبَ يُرتَجَلُ
مِن أرضِ مَكَّةَ صاغَ البَدرُ هالَتَهُ
فَصُغ مِدادَكَ مِنها تُفتَحِ السُّبُلُ
كُلُّ الشُّهُورِ تَشَهَّت أن تَسِيرَ على
نَهجِ الرَّبِيعِ فَيَمشِي خَلفَها الأزَلُ
فَمَوطِئُ الشَّمسِ في حَصبائِهِ خَدَرٌ
مِن نُورِ أحمَدَ والأشجارُ تَبتَهِلُ
كَم حَدَّثَتنا رِمالُ الشَّرقِ عَن وَلَدٍ
في قُدسِهِا عُقِرَت مِن أجلِهِ الإبِلُ
والطَّيرُ هَبَّ مِنَ السِّجِِيلِ يَرصُدُها
والفِيلُ نُصِّلَ في أحشائِهِ الأسَلُ
لَكِنَّ شَيخاً نَجا مِن ذَبحِ عاشِرِهِ
تَناسَلَ الصُّبحُ في عَينَيهِ والأمَلُ
النُّورُ في وَجهِ عَبدِ اللهِ يَرقُبُهُ
أسمَى التَّوارِيخِ والأقدارُ تَنغَزِلُ
تَزدانُ آمِنَةٌ في خِدرِ عِفَّتِها
لخَيرِ عُرسٍ بِهِ الأكوانُ تَحتَفِلُ
وَجهانِ لِلطُّهرِ في رَيعانِ حُسنِهِما
إلَيهِما بَصمَةُ الأشرافِ تَنتَقِلُ
واللهُ قَدَّرَ فَقدَ الأرضِ زارِعَها
قَبلَ الحَصادِ فَيُتمُ الكَونِ يُختَزَلُ
نَفحٌ مِنَ المِسكِ في كُوزٍ مُطَهَّرَةٍ
ماضَرَّ مَن شُرِّفَت بالمُصطَفَى حَبَلُ
أعطَى نَوامِيسَ هَذا الكَونِ تَرجَمَةً
أُخرَى فَلَونُ صَفاءِ الفَجرِ يَغتَسِلُ
جِبرِيلُ حِينَ سَرَت في الصَّدرِ مِديَتُهُ
كانَت تُقَبِّلُ طِفلاً دُونَهُ الرُّسُلُ
في رِحلَةِ الصَّيفِ نَحوَ الشَّامِ قافِلَةٌ
بِها الغَمامُ كَحَبلِ السِّرِّ يَتَّصِلُ
وأيُّ تِبرٍ يُضاهِي ما تَشَرَّفَ مِن
نَعلِ الحَبِيبِ فَيا سَعدَيكَ يا رَمَلُ
حَتَّى الطُّيُورُ على الأغصانِ تُنشِدُهُ
يا خَيرَ حِملٍ إذا سارُوا أوِ ارتَحَلُوا
في الحاءِ والمِيمِ لِلرَّحمَنِ مُعجِزَةٌ
حا مِيمُ والدَّالُ إعجازٌ إذا عَقَلُوا
مُحَمَّدٌ وتَلُفَّ الأرضَ بُردَتُهُ
وتَنشُرُ الطِّيبَ فِي مَن قَدرَهُ جَهِلُوا
هُوَ الَّذِي ألَّفَ الدُّنيا بِبِعثَتِهِ
ونَحنُ عِندَ خِلافِ الرَّأيِ نَقتَتِلُ
طُوبَى لِمَن ألِفُوا ذِكرَ النَّبِيِّ بِأن
صَلَّوا عَلَيهِ ولا طُوبَى لِمَن بَخِلُوا

عبدالعزيز الصوراني

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان