مدحت رحال ،،غرام على ضفاف الفرات

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

مدحت رحال ،،غرام على ضفاف الفرات

 

مدحت رحال ،،

غرام على ضفاف الفرات

غرام على ضفاف الفرات
بيت قديم متشقق الجدران ،
يريد أن ينقض ،
بقايا قارب لصيد السمك ملقى على ضفة الفرات ،
يشهد أنه كان هنا يوما صياد سمك ،
على كرسي من القش يجلس عجوز محني الظهر ،
اعتزل الناس ، واعتزله الناس
لم يعودوا يعرفون عنه إلا اسمه / غريب
وهو غريب فعلا في وحدته وشروده واعتزاله ،
على مخايله بقايا وسامة ، وبقية صحة على وشك الغروب ، تشهد انه كان يوما رجلا مكتمل الرجولة والشباب ،
رجل غذاه ماء الفرات وهواؤه وسمكه وزرعه ،
في يده موبايل ،
تعجب منه ،
ماذا يفعل بالموبايل ، ويكلم من ؟!!
رفع الموبايل إلى اذنه ،
يبدو انه يكلم أحدا !
من ؟ وهو لا يغادر كوخه المتهالك ولم يُر يوما يخاطب احدا ،
تكلم وتكلم ، ثم وضع الجهاز السحري بجانبه ،
وشرد بناظريه يجوب صفحة الفرات وكأنه يراه لأول مرة ،
على شفتيه ظلال ابتسامة ، لا تُرى إلا عندما يتكلم في الموبايل ،
ألقى ظهره إلى الجدار كأنه يسنده ،
اغمض عينيه بعد ان شبع من منظر الفرات ،
رجع بذاكرته إلى الوراء ،
أيام ان كان فتى عفيا ممشوق القامة ،
بادي الوسامة في رجولة ،
ها هي تمر أمامه ، تحمل جرة الماء العذب ،
( زينة )،
جارة الفرات ، وظبية الفرات
في الواقع لم تكن صدفة ،
هو يتعمد ملاقاتها ،
احس انها تختلس النظر إليه على استحياء ،
تجرأ مرة وطلب منها شربة ما وكان الجو حارا ،
ناولته الجرة ،
كلمها واعرب لها عن إعجابه بها ،
وبادلته الإحساس ، لم يصدق نفسه ،
تكررت اللقاءات المختلسة ،
واتفقا على ان يتقدم لخطبتها ،
كان ابوها من اصحاب الأملاك والاراضي
وكان ابوه صياد سمك ،
لم يشفع له انه منخرط في سلك الجندية ،
ولم تفلح محاولات الوساطة في ثني والد زينة عن رأيه ،
قرار قاسي وحاسم :
( لا ازوج ابنتي بابن صياد سمك )
التقى الحبيبان ،
تشاكيا وبكيا ،
تعاهدا أن لا يفرق بينهما إلا الموت ،
حُبِست زينة ومنعت من الخروج ،
وانتشرت قصة حبها لغريب ،
وتزوجت زينة مرغمة من شاب من ذوي الاملاك لتقطع كلام الناس الذين اخذوا يخوضون في سيرتها ،
ولم يتزوج غريب ،
مضت الايام ، وتقاعد من الجيش
توفي والداه وبقي وحيدا ،
واعتزل الناس ،
لم تكن هذه هي النهاية ،
مضت الايام بزينة وأنجبت وتزوج اولادها ،
ثم مات زوجها ،
اشتعلت جذوة الحب القديم في صدر غريب ،
واخذ يراقب بيت زينة ،
ورآها تجلس أمام بيتها وبين يديها جُرن لطحن القهوة كعادة الناس ذلك الزمان ،
وتقدم منها وتعارفا ،
دهشت عندما علمت انه لم يتزوج حفاظا على عهده لها ،
وتجدد الحب القديم ، واصبح يترقب يوم جلوسها امام البيت لطحن القهوة ، فيأتيها يتبادلان الحديث والذكريات ،
لم يكتف غريب بهذا اللقاء الأسبوعي القصير ،
ذهب إلى محل تلفونات واشترى موبايلا له وآخر لها ،
وصارا يتحادثان يوميا ،
وفجأة لم تعد زينة ترد على اتصالات غريب المتكررة ،
ومضت ايام على هذا الحال ،
ظن غريب ان هناك خللا في الموبايل ،
ذهب إلى محل الموبايلات ،
وكان صاحب المحل قد عرف منه قصة حبه لزينة ،
نظر إليه مشفقا وقال له :
اما علمت بالخبر ؟
قال غريب منزعجا : وأي خبر ؟
قال : لقد توفيت زينة منذ عدة ايام ،
تزلزل كيان غريب المتهدم ،
وسقط مغشيا عليه ،
وتم نقله إلى المستشفى على عجل ،
وهناك فارق الحياة ،
لقد شهدنا على شاطىء الفرات غراما عاد بنا إلى قصص الغرام العذري ،
رحم الله غريبا وزينة ،

مدحت رحال ،،

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان