كم كنتُ أجرعُ من مرارات النوى..... أبو محمد الحمصي
كم كنتُ أجرعُ من مرارات النوى
كم كنتُ أجرعُ من مرارات النوى
سُقيا تشرّبها فؤاديََ علقما
جاءت من الزمن الحزين ليرتوي
منها الفؤاد فما حجبتُ لها فما
أسكنتها في خافقي فتنهّدت
منها الضلوعُ تركتها متألما
وكتبتُ أشعاري ألوذ بفيئها
شعراً أنام بظلّه متوهّما
لا تحسبوني عاشقاً إن تلمحوا
في صفحتي هذا الشعور المبهما
إن تهتكوا سرّ الفؤاد تكشّفت
سيل الهموم العارجات إلى السما
ما كل من كتب القريض بشاعرٍ
أو كل من صفّ الحروف ترنّما
إنّ الشعور إذا بلغت به الرؤى
قد حزت فيه مكانةً وتكرّما
فإذا حظيت لدى القلوب مكانة
ماضر شعرك من جفا وتجهّما
والناس أذواق وكلّ في فضا
قد لا يروق لبعضهم ما قد سما
إنّ الحروف طلاسمٌ سحريّةٌ
في حلّ عقدتها تُضيعُ الأبكما
وكذا الحياة إذا أدارت ظهرها
للشاعر النحرير صار مكمّما
فاسطع على رغم الظلامِ منارةً
وأفض على دنيا الهموم تبسّما
التعليقات على الموضوع