أنا لا أموتُ!... مريم أديب كريّم
أنا لا أموتُ!
أنا لا أموتُ!
وهل يموتُ متيَّمٌ بالياسمينِ
وزهرةِ العسلِ المُندَّى لبُّها؟!
بل هل
يموتُ اللّيلُ في عينِ المها
والأمسياتِ الشائكاتِ على سطوح الذكرياتِ
على بساط الشكِّ
يخبو سحرُها؟!
واللوزُ هل يُنسى
وصحبةُ حقلنا
حين القطوفُ دنت لنأتيها حفاةً
نقطعُ الأميال
نلثمُ خدَّها؟
أنا لا أموتُ!
وهل يموت الصُّبحُ في أيدي النِّساءِ وسُمرةِ التّنورِ،
في الأزهارِ،
في اليخضورِ يُمسكُ خصرها؟!
والحُزنُ ذاكَ اليوسُفيُّ بطبعهِ وخصالهِ
أنَّى يزولُ؟
وهل تزولُ قصائدُ الشَّرق الحزين
وهل يُوارى ذكرها؟
أثنى الخلودِ لها ٱستفاق الماءُ مذ أمدٍ بعيدٍ
كي يبلِّلَ كأسها
ويقولَ: "ذي عينُ الحياةِ وتُرجمانَةُ سرِّها! "…
التعليقات على الموضوع