بين يديك.....مهند مشعل
بين يديك..
من نور معناك من ليل المعاناة
من دهشة السرّ من يُتمِ البدايات
من هاجسِ الأرقِ المشحونِ أسئلةً
من غربة الصوت من صمتِ الإجاباتِ
من ليلَكِ الطرقِ الظمياءِ ما ارتشفتْ
من لهفةِ الغار من لُطف العنايات
هم( زمّلوا) الوحيَ، ما اختاروا له لغةً
وعاينوا اللغزَ، ما اجتازوا العلاماتِ
ومن فسيلةِ فَـ( اقرأْ) يا بنَ أمنيةٍ
أمّيةِ العينِ عيناءِ الهدايات
تفتَّقَ النخلُ أكوانًا مؤجّلةً
وانحاز للأرض ناموسُ المَجرّاتِ
تمشي فتتبعكَ الدنيا مُقرّبةً
زمامَها الصعبَ من سهلِ القياداتِ
وقالت الجنُّ: ( لا ندري...)،
فقيلَ: بلى،
خيرٌ، وربِّكَ، يا فردَ الخياراتِ
( اقرأ) ليكتبَك التاريخ في صحفٍ
بيضاءَ بيضاءَ من ماضٍ ومن آتِ
( اقرأْ) لتختبرَ الأيامُ معجزةً
كبرى، وتغمرُها البشرى بميقاتِ
( اقرأ، وربُّكَ...)، يا من صُغتَها سِيَرًا
للناس مخضوبةً دمعَ ابتهالاتِ
ما رابَكَ الوقت، ما خانتْكَ مُبصِرَةٌ
وما قلاك إلهٌ بالمؤاساة
دانت لدمعك إذ ناجيتَ وانكشفَت
عمّا تخبّئ أقطارُ السماوات
واجتزتَ للنور، يامولايَ، كون سنا..
حتى بلغتَ نهاياتِ النهاياتِ
لا عزمَ( جبريلَ)، لا آياتِ قدرتِه،
ولا مقام لغيرِ( العبدِ) و( الذاتِ)
حتى سجدتَ ببابِ الله منفردا
وعدتَ للأرضِ بالخمس الصلاواتِ
يا مَن رفعتَ على الصحراء عرشَ تقى
باهى به المجد أمجاد الحضارات
عالٍ على الفهم أن تسعى بلا قدمٍ
كأنما الضوء يجتازُ المسافاتِ
كأنما الكون، كلُّ الكونِ، بوصلةٌ
وأنت فيها وحيدُ الإتّجاهات
عالٍ لأنك عالٍ سيرةً خُلُقًا
علمًا ومنزلةً عُليا المجاراةِ
يا حائزاً من لواء الحمد مرتبةً
في رحمةٍ من لدنِّ الله مُهداةٍ
ترجمْتَ للسيفِ سِفرَ الحبّ فانقلبت
صفاحُه الحمرُ خضراءَ المساحاتِ
وألّفَ الله أضغان القلوب على
بياضِ قلبكَ فارتدّتْ صَباباتِ
للحبِّ للحبّ طه المصطفى وطنٌ
لا لومَ لا لومَ إن ضاقت عباراتِي!
[مُدّي ذراعكِ ما لي فيك من أثرٍ
مدّي ذراعكِ]، قال السمُّ للشاةِ
كان الحوار خفيًّا، كنت تسمعهُ
مَنْ علّمَ الشاةَ أسرارَ المناجاة؟!
التعليقات على الموضوع