د. أحمد جعفر الشردوب....مستعمَرون
مستعمَرون
مستعمَرون بحالنا لا ندري
و الجهل كم يُزري بأهل الفكر
و مُصادرٌ منا القرار و أمرنا
رهنٌ لمن ساسوا الورى بالجَور
ما في العمى لأولي البصائر و النهى
عمّا يُخطَّطُ ضدَّهم من عذر
في عالم فيه الذئاب تكاثرت
و الذئبُ يوصف طبعه بالمكر
نقتاتُ ممّا أنضجته قدورهم
و السُّمُّ مدسوسٌ لنا في القِدر
و إلى موائدهم نهبُّ و ما لنا
علمٌ بما هي قد حوت من ضرِّ
و الطُّعمُ يكتنزُ السّموم بلبِّه
و الشهدُ محشورٌ به في القشر
و الشَّرُّ قد يبدي بريقاً خادعاً
يغري مظنّة ما به من خير
ما كلُّ برقٍ في سمائك لامعٍ
يتلوه هطلٌ نافعٌ للقطر
فلربّما تلت البروقَ عواصفٌ
عادت على أصحابها بالشّرِّ
قالوا (التواصلٌ مطلبٌ) و مقالهم
في الناس كان صداه مثل السِّحر
و ( الواتسُ) مثل ( الفيس) قد شغل الورى
منذ الصِّبا حتى انتهاء العمر
و من الصباح إلى المساء و طالما
أنفاسنا ضمن الأضالع تجري
و بها تقطَّعت الأواصرُ بيننا
يا هولَ ما جلبت لنا من إصر
حتى إذا هذي الشرور استحكمت
فينا و صارت داءنا المستشري
قُطِعتْ لنشعرَ أنّنا في ظلمةٍ
لا حظَّ فيها لانبلاج الفجر
و بأنّنا تُهنا بأرض مفازةٍ
و بها إلى حيثُ النّهاية نجري
مستعبدون و ليس ندرك أنّما
جلبوه فيه شقاوةٌ للحرِّ
مستهدَفون بما يُحاكُ و جهدهم
أن يستمرَّ بنا شتات الأمر
نأتيهم طوعاً نخبُّ إليهمُ
من بعدما قد أخفقوا بالقسر
صرنا ذيولاً نقتفي أدبارهم
والذّيل يصلح أمرُه بالجرّ
إنّا وما دمنا ذيولاً تُبَّعاً-
نجري وراء سرابهم- في خسر
يا أمّةً يوماً تسلّقت الذُّرا
كيف ارتضيتِ اليومَ ذلَّ القعر
إن أنت عن عينيكِ لم تُجلي الكرى
لا تحلمي يوماً بنيلِ النّصر
التعليقات على الموضوع