حسين العبدالله .....لا تمسحي الدمعَ
لا تمسحي الدمعَ
لا تمسحي الدمعَ
بل زيدي
وصُبي لي
وأطفئي الشمعَ
إنَّ الدمعَ قنديلي
قديمةٌ لهفتي للحزنِ
أعشقُهُ
أنا وبغدادُ عشاقُ المواويلِ
وعشعشَ الحزنُ في عينيَّ يحسبُها
أجفانَ دجلةَ أو هُدبَ الشناشيلِ (*)
لا يبرحُ النايُ في شِعري مقامَ (صَبا)
فهاكِ بيتًا
على أنَّاتِهِ مِيلي
ترنَّمي
وارقصي
كي أنتشي طربًا
برعش نبضِكِ .. أو .. رعشِ الخلاخيلِ
أليس بالحبِّ أوقدنا الحياةَ بنا
دعي التماثيلَ
أو شبهَ التماثيلِ
قد شرَّع اللهُ أن نهوى بفطرتِنا
فما على الحُبِّ من قالٍ ومن قيلِ
ولتُطعمي الريحَ ما قالوا
وما زعموا
فقاتلُ الحبِّ تصديقُ الأقاويلِ
خلقتِ من ذهبٍ
واللهُ صاغَكِ لي
فكيف للقلبِ أن يرضى بتبديلِ
إن قيلَ من ذهبٍ كلُّ النساءِ، أقلْ
شتان بينهما: خامٍ ..... ومشغولِ
غفوتِ في القلبِ، ما أحلاكِ غافيةً
كغفوةِ البنِّ في قعرِ الفناجيلِ
أحدِّثُ الناسَ عمَّا فيَّ منكِ سرى
كما يحدثُ مصريٌّ عن النيلِ
بذرتُ فيكِ الهوى واليومَ أحصدُهُ
ولذةُ الزرعِ في جني المحاصيلِ
وأوشكَت شُهُبُ العينينِ تصرعُني
كمصرعِ الفيلِ بالطيرِ الأبابيلِ
وأحمدُ اللهَ إن أصبحتِ قاتلتي
فالحبُّ أرحمُ سفَّاحٍ بمقتولِ
فكفِّنيني بما في الصدرِ من حبقٍ
وغسليني بما في الجِيدِ من (لولي)
سأخبرُ الناسَ عن طعمِ العناقِ فلا
تُخبِّري الناسَ عن باقي التفاصيلِ
وأسدلي الخِدرَ
إنَّ الشمسَ قد طلعت
وغارتِ الشمسُ
من ضمٍّ ...
وتقبيلِ
(*) الشناشيل، لمن لايعرفها:
الشناشيل في البيوت البغدادية القديمة هي كمثل (المشربيات) في البيوت المملوكية في القاهرة، وهي شرفات خشبية مزخرفة هندسيًا تبرز في واجهة الطابق الثاني
التعليقات على الموضوع