سنين العطر ...سهير شاغوري

 

بقلبٍ مع الأحلامِ يامُنيتي ابتدا


سنين العطر


بقلبٍ مع الأحلامِ يامُنيتي ابتدا
كطفلٍ شقيٍّ دونَ خوفٍ تمّرَّدا
تَعَطَّرَ صَدري في حنينٍ يَهزُّهُ
لِمن أيقظَ الإحساس بالحُبِّ والندى
يَراني كَمِسكٍ فاحَ بالشوقِ حولَهُ
وفي غنجٍ عندَ النضوجِ تَبَغدَدا
وكَم قالَ لي أَنَّ الشبابَ يدومُ لي
وأنّي بهذا العمرِ حُسنٌ تَجَدَّدا
أُلاطِفُهُ في بيتِ شِعرٍ يُريحُهُ
فيبقى يُعيدُ الشعرَ بالقُربِ كالصَدى
يقولُ أَيا مَيساءَ هاتي وأكملي
ستشدو القوافي من لسانِكِ عسْجدا
ويُبدي إذا غازَلتُهُ سِرَّ دَهشةٍ
لأَفرَحَ من أَعماقِ روحي بما بَدا
وفي قُربِهِ تجتاحُ قلبي حماسَةٌ
أَعيشُ شباباً بالوفاءِ تَفَرَّدا
يُسامِرُني في كُلِّ يَومٍ وليلٍةٍ
بعِشقٍ بطولِ العمرِ يبقى مُؤَكَّدا
أَراني وَقَد أَدمنتُ حُباً عَريشَهُ
أَرى كُلَّ يومٍ دونَ وصلٍ بهِ سُدى
وأُكْوى بِجمرِ الوجدِ لو غابَ ساعةً
كأَنَّ فؤادي قد يُساقُ الى الرَدى
فَفي غَمرةٍ الأفراح يُندي صبابَةً
وكم كانَ بالإخلاصِ حقا تَعَهَّدا
فأَصحَبُهُ في حقلِ وردٍ ودربُنا
مع التَوقِ واللَهفاتِ صِدقاَ تَعَبَّدا
يَدومُ شبابي عِندهُ في مَودَّةٍ
ومَيلي لهُ والعمرُ فيهِ تَنَهَّدا

سهير شاغوري

ليست هناك تعليقات