على أعتاب العقد السابع...د٠جاسم الطائي
( على أعتاب العقد السابع)
يمّمتُ وجهي واعتصرتُ دَواتي
لِتَنزَّ كالينبوعِ قَطْرَ فُراتِ
فتوضَّأتْ منهُ الحروفُ نقيةً
وفضَحتُ ما يَخفى من العَبراتِ
يا قسوةَ الهذيانِ في السكَراتِ
وقصمْتُ ظهرَ القلبِ حين زجرتُهُ
من للعيونِ تفيضُ بالدعواتِ
من للّذي خَبِرَ المزالقَ كلَّها
ومضى بخطوتِه الى العثَراتِ
فإذا الأنينُ بداخلي رجعُ الصّدى
وإذا الحنينُ يثورُ في خلواتِي
لِيُمزِّقَ الصمتَ المقيتَ رداؤهُ
فإذا بهذي الروحِ كومُ شَتاتِ
وأنا أشاكسُ بعضَ ما سكنَتْ بها
من ذكرياتٍ هُنّ كالآياتِ
قد خانَني زمَني فصِرتُ زَمانةً
وعلى الزمانِ تَحمُّلُ العقباتِ
فرجعتُ أدراجي أسامرُ خافقي
يهذي بما قد مَرَّ مِن صَبواتِ
تاهَت ظنوني خلفَ مدٍّ أشتهي
خلجاتِهِ والجَزرُ كالمشكاةِ
وأنا أنا وعقاربُ الدنيا تُطا-
- ردُ نفسَها مجنونةَ الحَسراتِ
وأنا وهذا العمرُ والغسقُ الذي
أبلى بيَ الآمالَ ،طوقَ نجاتي
أزفَ الرحيلُ محمّلاً بمواجعي
وخطايَ تثقلُ في مدى الآهاتِ
يا خيبةَ الستّين قَسَّمَكِ الأسى
هي ستةُ الآجالِ تسكنُ ذاتي
في كلِّ عَقدٍ أستفيقُ هنيهةً
فأثورُ كالبارودِ في الميقاتِ
جسداً تشظى والمهالكُ صحوةٌ
لأعودَ ذكرى ترتَمي لسُباتِ
هذي الصحائفُ في خريفِ فصولِها
تبكي على ماضٍ يضمُّ رُفاتي
دوَّنتُ فيها ما يَنوءُ بحملهِ
سِفْرُ الحياةِ لِحرقةِ الكلماتِ
ورسمتُ فاصلةً ورسمَ تعجُّبٍ
بين الأهلّةِ أسهماً لرُماةِ
يا ركبَ ستٍ من نهاياتي التي
أبلَت بلَفحِ هَجيرِها قَسماتِي
ما بين فجرٍ والعشيةِ رحلةٌ
مرّتْ كطيفٍ تاهَ في صلواتِي
----------
التعليقات على الموضوع