لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

أَنـضــوا الــسِّـــلاح

وُجُـــوبٌ عَــلَــيــنَــا بِـأَنْ نُــخــمِـــدَا

لَــظَـى أَجَّــجَــتــهَـا أَيَــادِي الْـــعِــدَى

خُـنُـوعُــنَـا أَغــبَــطَ قَــلْـــبَ الْــعَـــدُوِ

وَ مَـــجــــدًا بَــنَــيــنَـــاهُ راحَ سُـــدَى

فَـهُــبُّــوا بَــنِــي يَـعـرُبٍ وَ اعـصِـفُــوا

رِيَــاضُــكُــمُ نَـــاءَ عَـــنــهَــا الــنَّـــدَى

إِذَا مَـا شَــكَــتْ مِـنْ قَـذىً مُـقـلَــتَــيَّ

غُــبَــــارُ الـــنِّـــــزَالِ لَـــهَـــا إِثْـــمِـــدَا

وَ إِنْ أَحـجَـمَــتْ لِاقـتِـحَــامِ الْـبُـنُــودِ

تَـــضَـــرَّعْــــتُ لِـلـَّـــهِ أَنْ تَــــرمُـــــدَا

فَــثُـورُوا بَــنِـي قَـومِـيَ الـصَّـامِـدِيـنَ

أَجِــيــبُـــوا الإِبَــــاءَ وَ لَــبُّـوا الــنِّــــدَا

أَفِـيـقُـوا، ادْلَـهَـمَّ الـدُّجَى فِي النُّفُوسِ

وَ ضَـــوءُ الــنَّـــهَـــارِ غَــــدَا أَســــوَدَا

أَلَــســتُـــــمُ مِــن أُمَّــــــةٍ، بَــأسُـــهَـــا

جَـلَـى عَـن شَـفَـا الْـخَـافِـقَينِ الـصَّــدَا

لَــهَــا سُــؤْدُدٌ طَــافَ فَــوقَ الـنُّـجُـومِ

وَ حُـظْــوَتُــهَــا تَــرتَــقِــي الْــفَـرقَـــدَا

شَــريـعَــتُـكُـمْ عَــاثَ فِــيــهَـا الْـبُـغَـاةُ

وَ أَخـشَى عَـلَى الـدِّيـنِ أَنْ يُــفــسَــدَا

فَـلَا ضَـيـرَ وَ الْأَقـصَـى فِـيـهِ الْأُسُــودُ

ضَــيَــاغِـــمُ فِـي بَــاحِـــهِ سُـــجَّــــدَا

وَ طِــفـــلٌ يُـــرَاشِــــقُ حَــصــبَــائَـــهُ

عَـلَـى رَجـــمِ شَـيـطَـانِــهِـــمْ؛ عُــــوِّدَا

وَ هَـيَّـا اسـتَـفِـيقُوا وَ أَنضُوا السُّيُوفَ

فَـمَـا نَــفـــعُ قِـــرضَــابَ إِنْ أُغـــمِـــدَا

أَقُــدسَ الــسَّـلَامِ أَطَـلـتُ الْـمَـديــــحَ

وَ شِـعــرِي لـِـغَــيــرِكِ لَـــن يَـحْــمِـــدَا

فَـلَـــو أَنَّ فِــــرعَـــــونَ زَارَ حِــمَــــاكِ

لَأَقــلَـــعَ عَـــن غِــــيِّــــهِ وَ اهــتَـــدَى

لَـقَـدْ مَـلَّـتِ الْأَرضُ طُــولَ انــتِــظَــارْ

وَ أَجــدَبَــتِ الــرَّوْضُ وَ الــزَّرْعُ بَــــارْ

تَــأَهَّــــبْ وَ لَا تَـــتَـــثَـــاقَـــلْ أُخَــــيَّ

فَـلَـنْ يَـقــبَــلَ الــشُّــهَــدَاءُ اعــتِـــذَارْ

وَ أَطـلِـقْ سِـهَــامَــكَ شَــطــرَ الْـبَـغِـيِّ

فَـلَـيــسَ لَــــهُ بَـعــدَهَــا مِــن فَـــــرَارْ

اسـتَـبَـاحَ الــطَّــهَـارَةَ فِــي قُــدسِـكُـمْ

وَ يَــخــتَــالُ غَـطـرَسَــةً وَ اغـــتِـــرَارْ

أَلَــســتَ تَـــــرَى أُمَّـــــةً قَــدْ غَــــوَتْ

وَ بَـدرُهَـا قَـدْ مَــالَ يَـبـغِـي انـحِـسَـارْ

فَــحَــتَّـــامَ هَــجــعُـــكَ فِــي ذِلَّـــــةٍ؟

وَ قُــمْ قَـدْ أَزَالَ الْـغُــسُــوقَ، الـنَّــهَــارْ

وَ سِــلَّ حُــسَــامَــكَ وَ أمْـــــضِ بِــــهِ

لِـتَــجــتَــثَّ فِــيــهِ صُـــرُوفَ الـــرَّدَى

وَ تَــفــتِـكَ فـي دَابِـــرِ الـغَـاشِـمِــيــنَ

وَ تَـعــبُــرُ فِــيــهِ صِــــرَاطَ الْـــهُـــدَى

وَرِثــنَـــا الْــعَـــزِيــمَـــةَ مِــن تَــالِـــــدٍ

وَ فِـي كُـلِّ شِـبــرٍ غَـرسْـنَــا جَــنِــيــنْ

وَ فِـي كُـــلِّ دَربٍ أَنَــرنَـا الــشُــمُــوعَ

نُــضِــيءُ بِــهَـا مَـسـلَــكَ الـتَّـائِــهِـيـنْ

سَـنَــابِــلُـنَــا حُـبْـلَــى آنَ الــمَــخَـاضُ

نَـــسُـــدُّ بِــهَــا رَمَــــقَ الْـجَـائِــعِــيــنْ

وَ لِــي وَطَــنٌ يَــثْــوِي بَـيـنَ الـضُّـلُــو

عِ ويـَحـفَـظُـهُ الْـقَـلبُ حَـذْو الْـوَتِـيـنْ

وَ حَـــــاذِرْ عَـــــدوَّكَ مِـــــن غَـــــدرِهِ

فَــلَــيــسَ لَــــهُ ذِمَّـــــةً أَو يَـــقِــيـــنْ

وَ سَــــدِّدْ سِـــهَـــامَــكَ فِــي صَـــدرِهِ

فَــوَا لَـهْـفَ نَـفــسِـي مِـنَ الْـغَـادِرِيــنْ

أَعِــدُّوا لَــهُـمْ مَــا اسـتَــطَــعـتُــمُ مِـن

رِبَـــاطِ الْــخُــيُـــولِ فَـــذَاكَ الْــمَــدَى

وَثَــبــنَــا عَـلَـيـهِـمْ وُثُــــوبَ الْأُسُـــودِ

نَـــجُـــذُّ لَــهُـــمْ مِــن خِـــلَافٍ يَـــــدَا

كَــفَــاكُـمُ نَـدبًـا وَ أَنـضُــوا الــسِّـــلَاحَ

وَ هُــبُّـــوا فَـلَــنْ تَــنــفَــــعَ الْأَدمُـــــعُ

فَـكَـمْ مِن شَـهِـيـدٍ طَـوَتـهُ الْـحُـتُــوفُ

لَـــهُ بَــيــنَ أَحــشَـــائِـــنَــا مَـــوضِـــعُ

وَ أَقــصَـى يَــئِــنُّ فَــقَـدْ ضَـعـضَـعُـوهُ

أَلَـــيـــسَ لَـــهُ نَــاصِــــرٌ يَــــفـــــــزَعُ

وَ كَــمْ مِـن أَبٍ صَـارَ دَامِـي الْــفُـــؤَادِ

فَــتَــــاهُ شَــهِـــيـــدٌ فَـمَــا يَــصــنَــــعُ

تَــوَسَّـــدَ بَــعــدَ رَهِــيـــفِ الْــفِــرَاشِ

جَــنَـــادِلَ؛ كَــيــفَ بِـــهَـا يَــهــجَـــعُ؟

سَـنَـنـقَـضُّ مِثلَ انـقِـضَـاضِ الْـمَـنُـونِ

تُــمَــــزَّقُ مِــن وَقـــعِـــنَـــا الْأَضــلُـــعُ

لأَجـلِـكِ يَـا قُــدْسُ تَـفـنَـى الـنُّـفُـوسُ

وَ مَــا قَــــــدَّرَ الـلـَّــــهُ لَا يُــدفَــــــــعُ

فَـمَـنْ كَــانَ مِنـكُـمْ شَـديـدَ الْـمِــرَاسِ

يَــكُـــــرُّ بِــعَـــــــزمٍ، وَ لَا يَـــرجِـــــــعُ

سَـنُـنـشِـبُ أَظــفَــارَنَـا فِـي الـتَّـرَاقِـي

فَــإِنَّ بِــهَــا الْـحَــتْــفُ وَ الْــمَــصــرَعُ

فَـحَــتَّــامَ نَـعــفُــو عَــلَـى بَــغـيِــهِـــمْ

وَ لَــمْ يَــبــقَ مِــن عِـــزِّنَــا مَــوضِـــعُ

سَــأُرسِـــلُ شِـعـرِي يَــحُــثُّ خُـطَـــاهُ

يَــحُــضُّ الـشَّــبَــابَ بِــسَـــاحِ الْـفِــدَا

فَـــلَا خَـيــرَ فِــي جَـاحِـــدٍ مَــوطِـنًــا

وَ هَــيـهَــاتَ مِــثـلِــيَ أَنْ يَــجـحَــــدَا

فَــقُــمْ وَ تَــهَــيَّـأْ لِـقَــصْــمِ الـظُّـهُـــورِ

نِـــكَـــــالًا، وَ لَا تَـحـنُـــثِ الْـمَـوعِــــدَا

صَــبَـــرنَـا لَــعَـــلَّ يُـجُـــودُ الــزَّمـــانُ

وَ عَــمْــرو ابْــنُ خَــطَّــابَ أَنْ يُــولَـدَا

هيثم محمد النسور