مَقْطُوْعَاتٌ شِعْرِيَّةٌ ، مِنْ رِوَايَةِ شَيْخُ الْحَدِيْقَةِ ...بقلم حسن علي محمود الكوفحي
مَقْطُوْعَاتٌ شِعْرِيَّةٌ ، مِنْ رِوَايَةِ " شَيْخُ الْحَدِيْقَةِ "
( 1 )جُرْحٌ بِذَاكَ الْبَابِ يَنْدَمِلُ
وَالْقُفْلُ لِلْأشْوَاقِ يَنْتَعِلُ
مِنْ دُوْنِ مِفْتَاحٍ بِنَا وَصَبٌ
وَالظَّنُّ يَرْكُضُ دُوْنَهُ الْحِيَلُ
بَيْضَاءُ أوْ سَوْدَاءُ نَعْشَقُهَا
حَتَّى وَلَوْ عَاثَتْ بِهَا الْعِلَلُ
خَيْطٌ وَحُسْنُ الْفَتْلِ قُوَّتُهُ
أنَّى لِخَيْطِ الْوَهْمِ يَنْفَتِلُ
( 2 )
طِفْلٌ وَشَيْخٌ وَالْهَوَى عَسَلُ
طُوْبَى لِمَنْ لِقُلُوْبِهِمْ غَسَلُوْا
وَالنَّحْلُ مَا فِي بَطْنِهِ قَذَرٌ
وَشَرَابُهُ لِعُدَاتِهِ أسَلُ
وَالشِّعْرُ نَحْلٌ فِي مَرَاتِعِهِ
أنَّى الرَّحِيْقُ بَدَا لَهُ يَصِلُ
وَيَظَلُّ فِي غَلَيَانِهِ زَمَنًا
حَتَّى يَفِيْضَ بِثَغْرِهِ الْأزَلُ
( 3 )
لَيْتَ النُّهَى فِي الْبَعْضِ يَشْتَغِلُ
كَيْ لَا يَحِلَّ بِنَفْسِهِمْ شَلَلُ
وَالْقَلْبَ إنْ تُهْمِلْ غَدَا حَطَبًا
لِحَرَائِقٍ فِي الشَّرِّ يَشْتَعِلُ
خَسِرَ الَّذِي لِلْحُسْنِ حَارَبَهُ
وَلِكُلِّ قُبْحٍ رَاحَ يَشْتَمِلُ
وَالنَّفْسُ مِثْلُ الْكَأسِ إنْ مُلِئَتْ
وَعَلَيْكَ مِمَّا تَصْطَفِي الْوَشَلُ
وَعَجِبْتُ مَنْ لِدَنِيَّةٍ نَشِطٌ
وَعَنِ الْفَضَائِلِ رَدَّهُ الْكَسَلُ
إنَّ الَّذِي لِلْعَقْلِ أحْجَرَهُ
لِوُجُوْدِهِ كَمْ كَانَ يَبْتَذِلُ
دُنْيَا كَمَا سَيْفٍ قَوَاطِعُهَا
بَعْدَ الدِّمَا لَا يَنْفَعُ الْعَذَلُ
( 4 )
وَالْوَرْدُ بِالْأنْدَاءِ يَنْفَعِلُ
وَالشَّيْخُ مِنْ لَمْسِ الْهَوَى تَبِلُ
مَا كُلُّ عِشْقٍ كَانَ يَقْصِدُهُ
بِعَرَائِسِ الْكَلِمَاتِ يَخْتَبِلُ
هِيَ عَالَمٌ يَحْيَا بِدَاخِلِهِ
وَصْفُ الْخَوَافِي مَنْ لَهَا يَصِلُ
وَصْفُ الْقُشُوْرِ سَبِيْلُهَا يَسِرٌ
بِالذَّوْقِ لَمْسُ الضَّوْءِ مُحْتَمَلُ
مِنْ كُلِّ أشْوَاقٍ نُكَابِدُهَا
لَا الذَّوْقُ يُدْرِكُهَا وَلَا الْقُبَلُ
( 5 )
أيْنَ الَّذِيْنَ بِظُلْمِهِمْ رَحَلُوْا
وَكَمَا النُّجُوْمِ عَنِ السَّمَا أفَلُوْا
مَا فِي الدُّنَا إلَّا مُغَادَرَةٌ
وَذَوُوْ النُّهَى مَا غَالَهُمْ دَجَلُ
هذِي الْجُسُوْمُ مَصِيْرُهَا تَلَفٌ
وَغَدًا سَيْعْلُوْ رِيْحُهَا التَّفِلُ
وَخَلَائِقِ الْإنْسَانِ مَعْطَرَةٌ
وَبِهَا تَقَرُّ النَّفْسُ وَالْمُقَلُ
وَالْعَفْوُ مِنْ شِيَمِ الْأُلَى عَظُمَتْ
دُنْيَا وَأُخْرَى هِيَ الْخَوَلُ
( 6 )
مَعْزُوْفَةٌ يَنْتَابُهَا الْمَلَلُ
وَالْحُبُّ يُعْلِي شَأْنَهُ الْعَمَلُ
كَمْ مِنْ جَمِيْلٍ أنْتَ تَعْشَقُهُ
وَغَدَا قَبِيْحًا ذَمَّهُ الْهَمَلُ
وَالْوَرْدُ عِنْدَ الْبَعْضِ مُلْهِمُهُمْ
وَلَدَى الْبُطُوْنِ يَبُزُّهُ الْبَصَلُ
دُنَيَا الْقُشُوْرِ بَدَا لَهَا خَطَرٌ
قِيَمُ الْحَيَاةِ أصَابَهَا الْخَلَلُ
وَالرَّحْمُ تَشْكُوْ إبْنَ سُرَّتِهَا
فَإذَا الرَّوَابِطُ صَكَّهَا الْخَتَلُ
كُلُّ الثَّوَابِتِ مَسَّهَا جَدَلٌ
بِاسْمِ الْحَدَاثَةِ فَأرُهُمْ جَمَلُ
( 7 )
مَا بَالُ بَعْضٍ بِالدُّنَا كَلِفٌ
وَلِمَظْهَرٍ وَلِشَهْوَةٍ عَجِلُ
عَطِشَ الَّذِي فِي زَائِلٍ وَلِعٌ
وَمَصِيْرُهُ لِعَدُوِّهِ يَكِلُ
بَيْتُ الْعَنَاكِبِ مَا بِهِ فَرَحٌ
كَمْ مِنْ غَرُوْرٍ خَانَهُ " الْوَأَلُ " الْمَلْجَأُ
( 8 )
قَطَرَاتُ حُبِّكَ كَيْفَ تُنْتَشَلُ
مِنْ بَيْنِ حُزْنٍ هَطْلُهُ السَّبَلُ
مَا بَيْنَ قُرْبٍ لَسْتَ تَفْهَمُهُ
وَالْبُعْدُ فِي ثِقْلٍ هُوَ الْجَبَلُ
أَدْرِكْ إِلهِي مُهْجَةً شُطِرَتْ
فِي رِأْبِهَا قَدْ حَافَهُ الْفَشَلُ
قَتَلُوْا الْمَشَاعِرَ فِي مَنَابِتِهَا
تَبًّا لِمَنْ لِمَشَاعِرٍ قَتَلُوْا
إنْ زُرْتَ فِي يَوْمٍ مَرَابِعَهُمْ
أخْبِرْهُمُ يَا بِئْسَ مَا فَعَلُوْا
( 9 )
شَيْخٌ هَوَى وَالدَّمْعُ يَنْهَمِلُ
يَغْشَاهُ وَجْدٌ لَيْسَ يُحْتَمَلُ
وَتَرَاهُ حِيْنَ لِقَا يُخَالِطُهُ
يُغْشَى عَلَيْهِ كَأَنَّهُ الْأجَلُ
قَدْ عَاشَ سَوَّاحًا بِدَاخِلِهِ
يَا لَيْتَهُمْ عَنْ حَالِهِ سَأَلُوْا
وَكَأنَّ مَا يَغْلِي بِدَاخِلِهِ
فِعْلُ اللُّصُوْصِ بِقَصْعَةٍ أكَلُوْا
( 10 )
نَظِّمْ كَلَامَكَ تَزْدَهِي الْجُمَلُ
كَالرُّوْحِ فِي الْأبْدَانِ تَتَّصِلُ
وَالذِّكْرُ نُوْرٌ دُوْنَ وَاسِطَةٍ
كَالْبَرْقِ فِي الْأرْوَاحِ يَنْتَقِلُ
لِلْعِشْقِ أجْنِحَةٌ يَطِيْرُ بِهَا
مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ مُهْجَةٌ طَلَلُ
يَا صُحْبَةَ التَّسْبِيْحِ فِي ظُلَمٍ
أقْمَارُ لَيْلٍ مَا لَهَا مَثَلُ
وَعَلَى الْأعَالِيَ عَرْشُهَا نَضِرٌ
مِنْ حَوْلِهَا الْأفْلَاكُ تَبْتَهِلُ
وَالشِّعْرُ شَيْخٌ فِي مَفَاتِنِهِ
لِلْحُبِ شِعْرٌ رَاحَ يَمْتَثِلُ
وَالْمَرْءُ حَرْفٌ أنْتَ تَرْسُمُهُ
قَامُوْسُ عِشْقِكَ فِيْهِ يَرْتَحِلُ
لَا ضِيْقَ فِي قَلْبٍ يُبَلِّلُهُ
ذِكْرٌ وَفِيْهِ تُفَتَّحُ السُّبُلُ
إنْ كُنْتَ تَدْرِي مَا بِنَا سَلَفًا
فَعَلَامَ فِي الشَّيْطَانِ نَقْتَتِلُ
وَالْزَمْ سَبِيْلَ اللهِ فِي سَعَةٍ
عِنْدَ الشَّدَائِدِ جَادَكَ السَّبَلُ
( 11 )
أيْنَ الَّذِيْنَ نَظُنُّهُمْ فَرَجٌ
عَنْ نَفْسِهِمْ كُلُّهُمْ ذُهِلُوْا
وَغَدَا جَمِيْعُ الْقَوْمِ فِي عَمَهٍ
وَعَمَى الْقُلُوْبِ بِمُهْجَةٍ ظُلَلُ
يَا ضَيْعَةَ الْأرْحَامِ مِنْ سَفَهٍ
لَمَّا أصَابَ ضَمِيْرَهُمْ شَلَلُ
مَنْ ذَا إلَى الْأشْجَانِ يَرْتِقُهَا
وَلِفُرْقَةٍ بِمَحَبَّةٍ بَدَلُ
( 12 )
شُدِّي نِيَاطَ الْقَلْبِ تَحْتَفِلُ
كَضَفَائِرٍ بِالرُّوْحِ تَنْجَدِلُ
شُدِّي فَأوْتَارِي بِهَا شَغَفٌ
زَمَنُ الْكُهُوْلَةِ مِنْكِ يَكْتَحِلُ
لَا شَيْءَ يَرْوِي نَبْضَ خَافِقِنَا
إلَّا عَبِيْرُكِ حِيْنَ يَنْهَمِلُ
يَا قِطَّةً أهْوَى مَحَاسِنَهَا
وَالرُّوْحُ مِنْ لَفَتَاتِهَا شُعَلُ
رُدِّي عَلَى شَيْخٍ طُفُوْلَتَهُ
فَالْبَيْتُ فِيْكِ كَأنَّهُ زُحَلُ
أنْعِمْ بِوَقْتٍ كُنْتِ بَهْجَتَهُ
كُلُّ الْمَوَدَّةِ مِنْهُ تَتَّصِلُ
وَلَّى زَمَانٌ لَيْسَ يَتْرُكُنِي
يَا قِطَّةً يَرْعَى بِهَا الْبَطَلُ
وَالْآنَ لَوْ عَيْنِي تُشَاهِدُهَا
شَأْنُ الْهَوَى فِي خَطْبِهِ جَلَلُ
سَلِّمْ عَلَى مَنْ لَا يُفَارِقُنَا
فَالْجُرْحُ غَضٌّ لَيْسَ يَنْدَمِلُ
يَا لَيْتَ أنَّى مِثْلُ سَائِمَةٍ
كَشُوَيْهَةٍ غَنَّى لَهَا الْحَمَلُ
( 13 )
بِالْعِلْمِ هَامًا لِلْعُلَا نَصِلُ
وَاثْبُتْ مَكَانَكَ أَيُّهَا الْجَبَلُ
مَنْ عَلَّمَ الْإنْسَانَ مَنْطِقَهُ
ذَاكَ الَّذِي مِنْ عِلْمِهِ الْأمَلُ
وَمُعَلِّمٌ فِي وَصْفِهِ خَجِلٌ
بِإهَابِهِ الْأنْوَارُ تَحْتَفِلُ
لَوْ أنَّهُمْ فِي حَقِّهِ صَدَقُوْا
فَلِأمْرِهِ الْإعْجَازُ يَمْتَثِلُ
( 14 )
شَوْقِي إلَى التَّعْلِيْمِ يَشْتَعِلُ
كَحَدَائِقٍ فِيْهَا النَّدَى خَضِلُ
رُغْمَ الْعَنَا أرْنُوْ لِمَدْرَسَةٍ
فِيْهَا الضَّجِيْجُ كَأنَّهُ الْقُبَلُ
إنَّ الرُّكُوْنَ إلَى الْفِرَاشِ أَذًى
تَشْقَى الْجُسُوْمُ وَطِبُّهَا الْعَمَلُ
مَا كُلُّ مَا تَهْوَى تُحَقِّقُهُ
عُمْرٌ تَوَلَّى وَالْمُنَى " قَشَلُ "
يَا أيُّهَا الْمُشْتَاقُ مَعْذِرَةً
نَفْنَا وَيَبْقَى بَعْدَنَا الْأمَلُ
ذُدْ عَنْ هَوَاكَ وَلَوْ هُمُ كَفَرُوْا
لَوْ فِيْكَ آمَنَ وَاحِدٌ خُذِلُوْا
( 15 )
لِلْأُمِّ حِضْنٌ مَا بِهِ وَهَنٌ
مِنْ كُلِّ حُبٍّ فِيْهِ يَشْتَمِلُ
نَمْ يَا صَغِيْرِي كَيْ أنَامَ أنَا
وَالنَّوْمُ لِيْ هَيْهَاتَ يَمْتَثِلُ
مُذْ فَارَقَتْنِي وَالْحَشَا لَهَبٌ
أنَّى لِهذَا الْحُزْنِ يَنْدَمِلُ
نَمْ يَا صَغِيْرِي فِي حَدِيْقَتِنَا
فَعَسَى بِنَوْمٍ طَيْفُهَا يَصِلُ
مِنْ غِبْطَةٍ أنْسَاكَ حِيْنَ أرَى
وَجْهًا وَأنْسَى كُلَّ مَا فَعَلُوْا
أُمَّاهُ مَاذَا قَدْ جَنَيْتُ أنَا
مَنْ يَا تُرَى أغْوَى بِهِ الْخَلَلُ
عَلَّمْتُ آلَافًا وَقَدْ شَكَرُوْا
وَالْبَعْضُ فِي كَلِمَاتِهِمْ بَخِلُوْا
نَمْ يَا صَغِيْرِي وَسْطَ عَبْرَتِنَا
بِالذِّكْرَيَاتِ هُنَا أنَا ثَمِلُ
لِلهِ أشْكُوْ ظُلْمَ غُرْبَتِنَا
مَا الْأهْلُ أهْلٌ لَيْتَهُمْ " هُبِلُوْا " فُقِدُوْا
مَا كَانَ قَلْبِي فِي الْهَوَى كَذِبًا
حَتَّى أشُكَّ بِأنَّنِي الرَّجُلُ
( 16 )
كَالْهِرِّ تُحْبَسُ أيُّهَا الرَّجُلُ
وَالْبَيْتُ بَيْتُكَ نَابَكَ " الْوَهَلُ " الْخَوْفُ وَالْجَزَعُ
يَا مَنْ وَرَاءَ الْبَابِ تَحْبِسُنَا
لِلنَّارِ تُسْرِعُ إنْ دَنَا الْأجَلُ
فَارْفِقْ بِنَفْسِكَ فِي الدُّنَا عَجِلًا
دَفْعُ الْحُقُوْقِ هَوَى بِهَا الْجَبَلُ
سَأُرِيْحُكُمْ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ
وَلِخَيْرِكُمْ يَسْعَى بِيَ الْأَمَلُ
( 17 )
بِالطَّيْرِ قَلْبِي صَارَ يَنْشَغِلُ
وَالرُّوْحُ فِي جَنْبَيَّ تَشْتَعِلُ
أحْنُوْ عَلَى الْأشْجَارِ أعْشَقُهَا
وَحُشَاشَتِي بِاللَّمْسِ تَنْفَعِلُ
قِطَطٌ غَفَتْ وَصِغَارُهَا تَعِبَتْ
وَالْقَلْبُ لِلْأحْبَابِ يَبْتَهِلُ
وُدِّي عَلَى الْأصْحَابِ أُسْبِلُهُ
عَرَفُوْا الْمَحَبَّةَ كَيْفَ تَنْهَمِلُ
وَالْوُدُّ فِي الْحَيَوَانِ يَغْبِطُهُ
وَالطَّيْرُ فِي الْأعْشَاشِ تَحْتَفِلُ
( 18 )
وَالشَّيْبُ قَدْ ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلُ
مَاذَا تَبَقَّى بَعْدَ مَنْ رَحَلُوْا
أُمِّي الْحَبِيْبَةُ لِلْعُلَا رَحَلَتْ
لِغَرِيْبَةٍ رَبِّي هُوَ الْأمَلُ
قَدْ عِشْتُ فِي أشْجَانِ غُرْبَتِهَا
حِمْلٌ تَصَاغَرَ دُوْنَهُ الْجَبَلُ
وَهَبِ الْغَرِيْبَةَ جَنَّةً نُزُلًا
وَرَجَاؤُنَا بِالْحُبِّ مُتَّصِلُ
أنْتَ الْكَرِيْمُ وَأنْتَ خَالِقُنَا
أُمُّ الْيَتِيْمِ أذَابَهَا الْكَلَلُ
بِجِوَارِهَا أرْنُوْ لِمُضْطَجَعٍ
وَعَسَايَ بِالرَّحَمَاتِ أُشْتَمَلُ
( 19 )
قَالُوْا أَبِالْأحْزَانِ يُحْتَفَلُ
مَاذَا جَرَى أيُّهَا الرَّجُلُ
يَا بُلْبُلًا فِي شَدْوِهِ ألَمٌ
دَعْ عَنْكَ حُزْنًا لَيْسَ يُحْتَمَلُ
وَاسْكُبْ مِنَ الْأفْرَاحِ كَوْثَرَهَا
نَهَرُ الْمَحَبَّةِ شَاقَهُ الْغَزَلُ
كَمْ دَوْحَةٍ فِي الْفَجْرِ هَيَّجَهَا
أوْتَارُ شَدْوِكَ أيُّهَا الثَّمِلُ
وَغَدَتْ حُشَاشٌ لِلْوُرُوْدِ سَنًا
وَالنُّوْرُ فِي شَفَةِ الْهَوَى خَضِلُ
مَنْ ذَا يُمَسِّكُ فِي الصُّدُوْرِ هَوًى
إنْ غَابَ صَوْتُكَ أيُّهَا الْأمَلُ
وَأقُوْلُ مَا الْأعْمَارُ نَمْلِكُهَا
مَا نَحْنُ إلَّا مِثْلَ مَنْ رَحَلُوْا
( 20 )
بَدْرٌ بِعَيْنِ الشَّيْخِ يَكْتَمِلُ
وَبِحِكْمَةٍ مَا شَابَهَا الزَّلَلُ
أنْتُمْ مَصَابِيْحُ الدُّجَى لَمَعَتْ
وَلِنُوْرِكُمْ جَحَدُوْا بِمَا نَهَلُوْا
بِأُخُوَّةٍ عِشْتُمْ هُنَا زَمَنًا
وَالْأهْلُ زُوْرًا عَنْكُمُ جَفَلُوْا
لَا شَيْءَ كُنْتُمْ فِي حَيَا تِهِمُ
وَعَنِ الْمَحَبَّةِ كُلُّهُمْ ذُهِلُوْا
دُنْيَا تَغُرُّ عَبِيْدَهَا رَغَبًا
وَتَغُرُّهُمْ رَهَبًا بِمَا جَهِلُوْا
وَاللهُ يَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ بِهَا
وَذَوُو الْوَجَاهَةِ فَي الدُّنَا سَفَلُوْا
( 21 )
مَا لِلدُّنَا بِالظُّلْمِ تَكْتَحِلُ
وَعُيُوْنُهَا قَمَرٌ بِهُ حَوَلُ
وَالنَّاسُ لُغْزٌ لَيْسَ تَفْهَمُهُ
هَيْهَاتَ تَعْرِفُ مَنْ هُوَ الرَّجُلُ
قَدْ شَوَّهُوْا لِلْحُسْنِ صُوْرَتَهُ
ضَرَبَاتُ لَوْنٍ شَابَهَا الْخَبَلُ
وَيْلُ الَّذِيْنَ شُحُوْمُهُمْ وَرَمٌ
وَكُرُوْشُهُمْ بِالْوَكْزِ تَنْبَزِلُ
كَثَعَالِبٍ فِي مَكْرِهِمْ وَلَغُوْا
وَعَلَى ذَوِيْهِمْ مَا بِهِمْ خَجَلُ
رُحْمَاكَ رَبِّي مِنْ شَرَاذِمَةٍ
مَاتَتْ قُلُوْبٌ مِلْؤُهَا الدَّغَلُ
وَدِّعْ ضَمِيْرَكَ دُوْنَمَا وَجَلٍ
وَابْكِ الْفَضِيْلَةَ أيُّهَا الثَّمِلُ
وَسَلِ الرَّدَى رِفْقًا بِشَيْبَتِهِ
أهْلًا وَسَهْلًا أَيُّهَا الْأجَلُ
يَا دَوْلَةً فِي الْعُمْقِ نَجْهَلُهَا
إنَّ الدُّنَا بَيْنَ الْوَرَى دُوَلُ
التعليقات على الموضوع