لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

جُـنـودُ الْـوَغَى..

هـيَّـا اسـتَفيقُوا فَنُورُ الصُّبحِ قَدْ بَـانَـا

قُـضُّـوا مَضاجِـعكُمْ عَهـدُ الْـكَرَى بَـانَـا

وَ اعـتِـقُـوا مِن قُـيُـودِ الـذُّلِّ مَـجـدَكُمُ

وَ خَـلِّـصُـوا مِن نُـيُـوبِ الْبَغيِ أَوطَانَـا

دِيَـارُكُـمْ تَـحـتَ نِـيـرِ الْـقَـهـرِ وَاجِـمَـةً

أَذكَـتْ بِـهَـا طَـارِقَـاتُ الـدَّهـرِ نِـيـرَانَـا

يَـا أُمَّـــةً نُـكِّـسَـتْ بِـالـــذُّلِّ رَايَــتَــهَــا

وَ بَـاتَ أَبـنَـاؤُهَــا طُــرشًـا وَ عُـمـيَـانَـا

هـاهُـمْ جُـنـودُ الْـوَغَى عَـادُوا بِرفعَتِهَا

صَـارُوا ظَـهـيـرًا وَ أَنـصـارًا وَ أَعــوَانَـا

فقَدِّسُـوا أَرضَكُمْ مِن سَـطوِ مُغتَـصِبٍ

وَ أَمـطِـرُوهُـمْ وَبَــالَ الْــهُـونِ أَلْـوَانَــا

جَـحَـافِـلٌ زُلْــزِلَـتْ أَرضُ الْـعَـدوِّ بِــهَـا

مِن وَطـئِـهُـمْ صَارَتْ الْـقِـيـعَانُ بُركَانَـا

إِنْ يَـزأَرُوا فِي هَزِيعِ اللَّيـلِ تَحـسَبُـهُمْ

أُسـدًا، وَ كَـانُـوا عَـلَـى الْأَرزَاءِ إِخـوَانَـا

قُـمْرٌ بِـطَلْـعَـتِـهِمْ بِـيضَ الْوُجُوهِ شِـعَـا

رَهُــمْ، صَــــارَ لِـلْإِقـــدَامِ عُـــنــــوَانَــا

صُـفُـوفُ جُـنْـدٍ كَـعِقدِ الدُرِّ قَد نُظِمُتْ

فِـي مَـوكِـبٍ ظَـنَّـهُ الْأَخصَامُ طُـوفَانَـا

أَقُـولُ بِـالـصِّـدقِ مَـا مِنْ أُمَّـةٍ خُـذِلَـتْ

وَ كَــانَ أَبـنَـاؤُهَــا لِـلْـحَـــقِّ رُكــبَــانَــا

شَـبِـيـبَـةٌ تَــتَّـقِـي الْآسَـادُ سَـطـوَتُـهُـمْ

أَعـلَــوْا لأُمَّـتِـنَـا مِــن بَـأسِـهِــمْ شَــانَـا

يَـفدُونَ أَوطَانَـهُمْ بِـالـرُّوحِ إِنْ ظُلِمَـتْ

مَـا دَانَ سُــؤدُدُهُـمْ يَـومًـا وَ لَا هَــانَــا

فَـأَحـبِـكُـوا وَاشـجَ الْإِخـلَاصِ بَـينَـكُمْ

وَ سَـطِّـرُوا الْـحَـقَّ لِـلْأَجـيَـالِ بُـرهَـانَـا

وَ لَا تَـهَـابُــوا فَـعَـيـنُ الـلـَّــهِ سَـاهِــرَةٌ

وَ لُطـفُـهُ فِـي جَـزيـلِ الْعَطفِ يَـرعَانَـا

وَ حَـكِّـمُـوا عِنـدَ حَـسْمِ الْأَمرِ أَفطَنُكُمْ 

 وَ شَـاوِروا مَن عَـلَا عَرشًـا وَ تِـيـجَانَـا

لِـيُـشـرِقَ الْـبَـدرُ إِذْ تَـبدُونَ، مُـكـتَـمِـلًا

غَـمَـامُكُـمْ سَــحَّ نَـصــرًا صَـارَ هَـتَّـانـا

أَهـدَيـتُـمُ الـنَّـصرَ لِلْأَوطَـانِ مَـكـرُمَــةً

ٍقَـدْ رَامَ إِحـــرَازَهُ الْأَقـيَــالُ، مَـا كَـانَــا

فَـلْـتَسـتَـعِـينُوا بِـحَـولِ الـلـَّهِ وَ اتَّزِرُوا

بـالْـبَـأسِ وَ الْحَزمِ شِـيـبَـانًا وَ فِـتيَانَـا

و شَـتِّـتُـوا شَـمـلَ أَعـدَاكُـمْ وَ لا تَهِنُوا

كَـيْـمَا يَـفـيضُ جَـدِيبُ الْأَرضِ غُدرَانَا

أَسـلَافُـكُـمْ جَـاوَزُوا الْجَـوزَاءَ مَـنـزِلَـةً

رَشَـادُهُـمْ كَـانَ فِي الْأَصقَاعِ سُـلطَانَـا

رَفَـعـتُـمُ الظُّلمَ عَن أَوطَانَ قَد سُـلِبَتْ

فَاستَأصِلوا فِي ثَباتِ الْجَأشِ طُغيَانَـا

فِـي مَـوكِبٍ مِن دَرَارِي النَّجمِ مُتَّسِـقٍ

لِـيَـكـتَـهُـوا بَـيـرَقَ الْأَوطَـانِ عِــرفَـانَـا

بُـشـرَاكُمُ هَـذِه الْأَبـطَـالُ قَـد زَحَـفَـتْ

كَـأَنَّـمَـا يَـومَ حَشـرِ الْخَـلْـقِ قَـد حَـانَـا

لَـيـتَ الـشَـآمَ يُـلَـبِــي الـلـَّـهُ غَـايَـتَـهَـا

وَ مِـصرَ وَ التُّونُسَ الْخَضرَا وَ سُودَانَـا

وَ الْمَغرِبَ الْأَقصَى فِي خَصبٍ وَفِي دِعَةٍ

وَ أُردُنَ الْـخَـيـرِ مُـنـصَـانًـا، وَ لُـبْـنَــانَـا

فَـمَـا وَنَـتْ أُمَّـــةٌ تَــسـعَــى لِـغَايَـتِـهَـا

تُـقِـيـمُ لـلِـعَـدلِ وَ الْإِقـسَــاطِ مِـيـزَانَـا

عَـدوُّكُــمْ غَــادِرٌ وَ الْـمَــكــرُ دَيــدَنُـــهُ

أَضحَى مِن الصِّدقِ وَ الْأَخلاقِ عَريَانَـا

فاسْتَـمسِكُوا الْعُروَةَ الْوُثقَى وَ لَا تَلِنُوا

وَ الْعُسرُ مِـن بَـعـدِ مَـا أَبـلَيـتُـمُ هَـانَــا

وَ نَجمُكُم في خُيوط الشَّمـسِ مُقتَرِنٌ

لِـيَـقـتَـدِي الْـمَجدُ فِـيـكُمْ أَيـنَـمَا كَـانَـا

فَـحَـلِّـقُـوا فِـي سَـمَـاءِ الْـعِـزِّ لَيسَ بِهَا

إِلَّا صُـقُــورًا شَـوَاهِــيـنًـا وَ عُـقــبَــانَـا

رَفَـعـتُــمُ بَــيــرَقًـا سَـامِــي لأُمَّــتِــنَــا

حَــتَّـى غَـدَا جِـيـدُهَـا بِـالــدُّرِّ مُـزدَانَـا

لا تَـرهَـبُ الْأُسْـدُ مِن نَبحِ الْكِلَابِ وَ لَا

تَـخـشَى الذِّئَـابُ مِن الْأَغـنَـامِ قُطعانَـا

▪️ هيثم محمد النسور