شعر الهايكو......إعداد أ.زهراء حلوم تحت لقب Roza Oscar
ومن خلال نقل تلك المشاهد عبر كلمات ٍبسيطة ضمن مقاطع صوتية محددة بأحاسيس ومشاعر عميقة.
والهايكو هو أحد فنون الشعر الياباني انتشر عالمياً وأصبح جزءاً من ثقافة كل بلد بما في ذلك موقعه في الشعر العربي ليدرج باسم الهايكو العربي.
_والذي يميز هذا الفن:
_هو نقل الصورة المشهدية
_بأسلوب سلس
_ ولغة بسيطة دون التطرق إلى الألفاظ الصعبة.
_فالهايكو فن السهل الممتنع
_ وهو مشهد له صوت وحركة ونبض حياة ينقلها الشاعر _بمفارقة مدهشة.
فالهايكو في بادئ الأمر كان مقتصراً،على
_ المشهدية الآنية للقطة تصورها العين في الطبيعة على اختلاف مواسمها الفصلية.
_ولكنها مع مرور الوقت والتطور الفكري والحضاري أصبح الهايكو جزء من تفاعلات الإنسان مع الأنماط الحياتية التي تمر به في عمله وفي بيته وفي مجتمعه ومحيطه المعاش..أنى تواجد.
_ للهايكو: خصوصية كلاسيكية تجذب الإنتباه وذلك عبر تنقل المشهد، ولكن يجب على الهايكست عدم نقل المشهد كما هو!!
فلو أردنا وصف منظر رائع وخلاب مثلاً.
فيجب أن يكون الهايكست
_ ذو إلمام المعرفي
_وذائقة فنية ليرونق المشهد.
_ و يترجم ما رآه بعينه ولم تراه الأعين الأخرى،
والتي في الغالب تكون :
_رؤيةّ مدهشة و فيها المفارقة
_والقدرة على الربط بين الحدث والوصف
_ لتخرج قصيدة الهايكو بجمالها المعهود.
_ ولذا فإن أنسنة الأشياء هي بالتالي الخروج عن قانون الطبيعة.
فالإنسان كائن حي له خواصه وانفعالاته الخاصة والمبرمجة جينياً في خلية حية تميزه عن غيره.
_ وعليه فلا يجوز أنسنة باقي الموجودات بهذا الكائن الحي الذي تميز عنها بعقله وفكره وأفعاله فلا يمكن أن نجعل البحر أو المحيط مثلاً كالقمر أو كالشمس.الخ..الخ صفة تضاهي الإنسان وهو الأخبر والأعلم في التعبير عنها.
_فالصفة التي تميز الهايكو هو ذلك الشعور المنعش الذي تنقله عين الهايكست للفكر بطريقة مدهشة، لايدركها الإنسان العادي إلا عندما ينبهه شاعر الهايكست إلى ماخفي عن ذلك الإنسان من مشاهد الفكروالعقل،في ذلك المشهد.
_والذي بدوره يحثه على التفكير فيه من زوايا رؤيا لم يشعر عقله بها إلا بتنبيه الهايكست فيتقبل المشهد بتلقائية نفسه، إذا ما استطاع الهايكست شد وربط وإحكام مشهديته بروابط تتعشق خيال المتلقي من الناس العاديين وتحظى بقبوله.
_فالدهشة في الهايكو لها مفارقة خاصة، موجودة في اللحظة الآنية، ولكن العين لم تلتقطها بعد إلا عند التنويه عنها وتسليط الضوء عليها..
_ فعلى الهايكست أن يتحلى بقدر كاف من الإلمام العلمي والمعرفي، والمخزون اللغوي، في محتويات المشهد المنقول ليكون مقنعاً في رسم الصورة الصحيحة للمشهد وإلا أصبح ضرباً من ضروب الخيال العلمي المرفوض تماماً في نص الهايكو.
_ البلاغة لا تنقذ نص الهايكو الذي لا يحتاج لها، فهو قائم على:
_ ألفاظ بسيطة متداولة.
_ ويجب أن تكون مفهومة للجميع وبلغة صحيحة.
_ فالمشهد المدهش يحتاج إلى سلاسة لا للتعقيد في نص الهايكو .
_ويجب عدم ترك مساحة مملة في التفكير بتلك الصورة وإلا أصبح هايكو مجاز وتأويل.
_فالهايكو الكلاسيكي أو ما يسمى ( هايكو المواسم) هو الأصل في شعر الهايكو وبالتالي:
هو المرجع لمن أراد تعلم هذا اللون وبعد ذلك يستطيع أن ينطلق ويأخذ المجاز البسيط لخدمة النص على ألا يؤثر على المفهوم العام للهايكو وإخراجه من إطاره الذي بني على أساس قواعده المتفق عليها...وأن يكتب بالأفعال المضارعة فهذا يعتمد على المشهدية المرئية وإن خلا النص من الأفعال يكون النص أجمل..
((الخُطُوات المتبعة لكتابة الهايكو كالتالي)) :
يجب عليك التقيد بما يلي:
*- أن تكتب القصيدة بثلاث أسطر..
*- السطر الأول للوصف..
*- السطر الثاني للحدث..
*- السطر الثالث للربط بينهما
*- أن تكون القصيدة بصيغة(( المضارع)) حتماً لتخاطب الحدث بالتو واللحظة.
*- عدم الإكثار من الأفعال لأنها تفقد النص جماليته وتضعف تقييمه مهما كانت فكرته جميلة.
*- ولا يسمح بأكثر من (( فعلين )) وإن خلت من الأفعال يكون أفضل.
*- وإن الكتابة بالزمن (( الماضي)) تُبعِدْ النص عن أن يكون هايكو. وإن استخدام (( الفعل الماضي)) يجب أن يكون (( فعلاً مستمراً)) .
يفضل أن تبدأ القصيدة بشبه جملة ظرفية أو جار ومجرور أو جملة اسمية.
*-عدم بدء القصيدة بفعل.
*- إنّ استخدام المخاطبة في قصيدة الهايكو يضعفها ويفقدها الكثير من جماليتها لأنّ قصيدة الهايكو هي تصوير تنقله لما تراه أمامك.
*- إنّ كثرة المبالغة بالمجاز غير مرغوب بها في الهايكو، لأنّ الهايكو يمثل صورة حقيقية من الطبيعة أو من عالم الإنسان، لذلك بقدر ما نبتعد عن المجاز يصبح الهايكو أكثر جمالاً.
*- تجنب التشخيص أو أنسنة الأشياء فالإنسان ليس مركزاً للأشياء بل هو خلية في جسم كلي حاله حال بقية الموجودات من تراب ونبات وحيوان ونجوم. يفضّل أن يقوم كاتب الهايكو وعن طريق ألفاظ بسيطة بعيدة عن التكلّف بوصف الحدث أو المنظر بعفوية ومن دون تدبر أو تفكير كما يفعل الطفل الصغير.
_علماً أنّ بنية قصيدة الهايكو من حيث المقاطع الصوتية هي كالتالي:
السطر الأول: 5 مقاطع صوتية.
السطر الثاني: 7 مقاطع صوتية.
السطر الثالث: 5 مقاطع صوتية.
ونلاحظ بأنّنا في لغتنا العربية لا نلتزم بعدد المقاطع الصوتية للفروق الواضحة بين اللغتين العربية واليابانية.
*-الهايكو نوعان:
_هايكو الفصول: يشير إلى أحد فصول السنة أو ما يتعلق بهذه الفصول.
_هايكو الحياة اليومية: دون الإشارة إلى فصول السنة.
_أمّا عن مفسدات الهايكو فهي:
-الكتابة بالزمن الماضي
- المجاز
-المخاطبة
-الأنسنة
-التكلم عن الذات
-بداية القصيدة بفعل
-عدم توفر المشهدية
-عدم توفر الدهشة
-الإطالة والسرد
-الأخطاء الإملائية
-الأخطاء النحوية
-تكرار نفس المفرد
_____________________
أنموذج لنص هايكو مكتمل :
أكثم جهاد
زهرة الأوركيد-
يفصلني عن قطافها؛
طنين نحلة!
______________________
أنموذج لنص هايكو مكتمل
سامح درويش
وراء النعش،
ليس الموت ما أهرق دمعي
بل الزغاريد.
______________________
أنموذج لنص هايكو مكتمل
سعد برغش
صدع كبير
لولا صورة أبي المعلقة
لسقط البيت
_______________________
أنموذج لنص هايكو مكتمل
أيمن حسين السعيد
كم زفرةً !؟
تحصي السماء
خسوف قمرها
____________________
أنموذج لنص هايكو مكتمل
زهراء حلوم
على رقعة الشطرنج
مؤامرة ومقامرة؛
ملكٌ مهزوم
_______________________
أنموذح لنص هايكو مكتمل
زهراء حلوم
أحرُفٌ مُنَقَطة
يُحَرِكُ يدهُ عَليها
رجلٌ كفيف
وبذلك نكون قد أنهينا موضوعنا وفتحنا لكم باب قبول هذا الفن الجميل في مقهى الشعراء لمن يرغب بمشاركته في ساحتنا البيضاء..
تم اقتباس بعض المصادر البحثية لخدمة هدف الموضوع
التعليقات على الموضوع