نَفَحات الروح .. ليلاس زرزور

نَفَحات الروح ..  ليلاس زرزور

نَفَحات الروح ..

أَنِـرْ دُنياكَ دَومـاً بالنَـقاءِ
فَما للخَلْقِ فيها مِنْ بَقاءِ
بلاءُ المَرْءِ في الدُنيا ثَوابٌ
فَلاتَحْزنْ على حُكمِ القَضاءِ
تَمُـرُّ بنا الحَوادثُ وهْيَ هَولٌ
فَنَنساها وَنَحْيا بالرَجـاءِ
ثَراءُ النفْسِ لامالٌ وَلكنْ
قَناعَتها بطِيبِ الإكتِفاءِ
جَمالُ الشَكْلِ تأخُذُهُ الليالي
وَحُسْنُ الرُوحِ مِن غَيرِ انتِهاءِ
حَذاري أنْ تَرُدَّ على سَفيهٍ
فَرَدُّكَ للسَفيهِ منَ الغَباءِ
خَليُّ القَلبِ يَعْذلُ إنْ عَشِقنا
وَأهلُ الحُبِّ أدرى بالعَناءِ
دُمُوعِ العَينِ تَنشفُ بَعدَ حينٍ
وَدَمعُ الرُوحِ أطْولُ في البُكاءِ
ذَليلُ النَفسِ مَنْ يبقى بأرضٍ
يُضامُ بها وَيرضى بالشَقاءِ
رضا الرَحْمنِ فَوزٌ ثمَّ خُلْدٌ
بهِ الجنّاتُ من رَبِّ السَماءِ
زَمانُكَ قد يُجَرِّعُكَ المآسي
فلا عَيشٌ يَدومُ على رَخاءِ
سُرُورُ النفْسِ يَكمُنُ في رِضاها
وترْكُ الشرِّ من كَرَمِ الإباءِ
شُعُورُكَ أنّكَ الأعلى غُرُورٌ
فكُنْ مُتواضعاَ جَمّ العَطاءِ
صَديقُكَ قد تُقاسُ بهِ لهذا
تأنّى باختيارِ الاصدقاءِ
ضَريرُ القَلبِ مَن يَحيا ببُخلٍ
يعيشُ على المَطامِعِ والرياءِ
طريقُ الخيرِ للجَنّاتِ يُفضي
وَفي الدُنيا لهُ حُسْنُ الثَناءِ
ظُهُورُ البدْرِ يُدهِشُنا جَمالاً
وَطَبْعُ النفْسِ تَعشقُ كُلّ ناءِ
على ما ضَمَّ إنْ قد ذُقْتَ فاحكُمْ
ولاتحْكُمْ على شَكلِ الإناءِ
غَزاكَ الشيبُ وَالأعوامُ تَمْضي
على عَجَلٍ كأحلامِ المَساءِ
فلا تأسَفْ على فُرَصٍ تَوَلَّتْ
فَعُمْرُكَ لن يَعودَ إلى الوَراءِ
قَوافِلُنا تَسيرُ بنا وَتَبقى
كِلابُ الشَرِّ تَنبَحُ في العَراءِ
كريمُ النفسِ مَحمودُ السجايا
فكُنْ في العَيشِ من أهلِ السخاءِ
لكُلِّ سَفينَةٍ رُبّانُ سَيرٍ
فإنْ كَثروا تَؤولُ الى انحِناءِ
مَجالُ الظُلْمِ مُختلِفٌ ذميمٌ
وَما ظُلْمٌ كَقَتلِ الأبرياءِ
نَرى بَعْضَ الزُهورِ تَفُوحُ عطْراً
وَفي سَبَخٍ تَعيشُ بلا اعتناءِ
هُدوءُ البَحرِ لايَعْني أمانٌ
فَلو قد هاجَ يُنذِرُ بالفَناءَِ
وَإنْ تَزرَعْ بُذُورِ الحُبِّ يَوماً
تُرَدُّ إليكَ مِن أهلِ الوَفاءِ
يُزيلُ الكَرْبَ ذِكْرُ اللهِ مِنّا
إذا كانَ اليَقينُ معَ الدُعاءِ

ليلاس زرزور

ليست هناك تعليقات