يَا وَيحَ شِعرِي . . مَلَّنِي جُلَسَائِي ...محمود طعمة
يَا وَيحَ شِعرِي . . مَلَّنِي جُلَسَائِي
يَا وَيحَ شِعرِي . . مَلَّنِي جُلَسَائِي
حَرفِي ثَقِيلٌ . . وَالسُّكُوتُ رِدَائِي
مَاعَادَ يُسعِفُنِي البَيَانُ وَأَبحُرِي
هَاجَت بِهَا الأَوزَانُ رَغمَ صَفَائِي
الكُلُّ وَلَّى ذَاهِبَاً فِي دَربِهِ
وأَنَا أُهَدهِدُ كَي أَنَامَ بِدَائِي
وَحدِي . . وَعُكَّازِي نُسَانِدُ بَعضَنَا
هِيَ لَم تُدِر ظَهرَاً كَمَا أَبنَائِي
أَلفَيتُ فِيهَا فِي المَوَاقِفِ نَخوَةً
لِتَصُدَّ عَنِّي إِذ عَوَى أَعدَائِي
وَتَسِيرُ فِي وَعرِ الطَّرِيقِ تَدُلُّنِي
أَن أَحتَمِي مِن حُفرَةٍ أَو مَاءِ
وَجَلِيسَتِي صَارَت وَصِرتُ حَبِيبَهَا
وَبِهَا أُشِيرُ لِمَن يَهُمُّ نِدَائِي
وَدَنَوتُ مِن أَجَلِي أُرِيدُ لَحَاقَهُ
فَيَقُولُ مَهلَاً . . . لَا يُرِيدُ رِثَائِي
مَا إِن أَتَت سَاعُ المَنُونِ سَتَلقَنِي
مُستَحضِرَاً عَمَلِي وَكُلَّ رَجَائِي
وَإِذَا أَرَادَ اللَهُ لِي طُولَ الحَيَا
ةِ فَإِنَّنِي سَأَتُوبُ عَن أَخطَائِي
يَا دَارَ أَهلِي وَاللَيَالِي بَينَنَا
تَحتَاجُ بَدرَاً سَاطِعَاً بِسَمَائِي
تَحتَاجُ مِنَّا أَن نَثُورَ لِوَضعِنَا
لَا أَن نَنَامَ عَلَى رُؤَى الأَشلَاءِ
. . . . .
حِملِي ثَقِيلٌ يَا مُهَيمِنُ دُلَّنِي
كَيفَ السَّبِيلُ لِكَي يَزُولَ عَنَائِي
لِي فِتيَةٌ أَخشَى ضَيَاعَ شَبَابَهُم
وَأَنَا أُصَابِرُ كَاتِمَاً بَلوَائِي
لِي زَوجَةٌ أَخشَى عَلَيهَا دَهرَنَا
مِن بَعدِ مَا عَانَت مَعِي لَأوَائِي
وَحدِي بَقِيتُ لِكَي أُوَدِّعُ مَن مَضَى
وَالحَالُ لَا يَخفَى عَلَى أَعدَائِي
وَأَبِي يُصَابِرُ نَفسَهُ فِي رُؤيَتِي
بَعدَ الحُرُوبِ وَ بَعدَ كُلِّ مَسَاءِ
أَستَذكِرُ الزَّمَنَ الجَمِيلَ يَضُمُّنَا
حَقلٌ وَدَالِيَةٌ وَبِئرُ المَاءِ
وَأَزَاهِرٌ فَاحَت بِكُلِّ دُرُوبِنَا
فِي أَجمَلِ الأَلوَانِ وَالأَسمَاءِ
غَطَّى عَلَيهَا اليَاسَمِينُ بِطَبعِهِ
وَاللَيلَكُ المَغرُورُ فِي الأَرجَاءِ
وَالوَردَةُ الحَمرَاءُ قَالَت شُمَّنِي
إِن شِئتَ خُذنِي لَا تُطِل إِقصَائِي
أَنا لَا أُحِبُّ العَيشَ دُونَ عِنَايَةٍ
وَغَدَاً سَأَذبُلُ إِن تَرَكتَ سِقَائِي
أَصبَحتُ مِثلَكِ يَا وُرُودَ حَدِيقَتِي
طَمَعِي بِبَعضِ مَحَبَّةٍ وَوَفَاءِ
يَكفِي فُؤَادِي أَن يُشَاهِد أُسرَتِي
مَحفُوفَةً بِالخَيرِ وَالنَّعمَاءِ
التعليقات على الموضوع