*علم المعاني ...اعداد أماني الزبيدي
*علم المعاني :
يُعرف علم المعاني على أنَّه العلم الذي يبحث في الجملة، وكلّ ما يطرأ عليها من تغيير ،وذلك من حيث التقديم والتأخير، والحذف والإضافة، والتعريف والتنكير، والقصر والتخصيص، والفصل والوصل، والإيجاز والإطناب، مع مراعاة قواعد النحو، ومطابقة الكلام لمقتضى الحال، ويُعتبر هذا العلم واحداً من علوم البلاغة الثلاثة، وهي:علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع،
والمعاني في اللغة جمع معنى، وتعني المقصود بالشيء، وتعني في اصطلاح أصحاب البيان بالتعبير اللفظي عمّا يتصور في الذهن، أو هو الصورة الذهنية من حيث المقصود من اللفظ.
*مبادئ علم المعاني :
يقوم علم المعاني على مجموعةٍ من المبادئ الأساسيّة،
وهي على النحو الآتي:
مراعاة المعنى واللفظ في الكلام فاختلاف المعنى المراد التعبير عنه يتطلّب اختلاف اللفظ، حتّى وإن لم تتغيّر مادته اللغوية.
يرتبط ترتيب الألفاظ في النطق بترتيب المعاني في النفس. ترتيب الكلام بحيث يتوافق مع المقامات المختلفة للمعاني.
تاريخ علم المعاني :
يرتبط علم المعاني بالمصطلحات التي أطلقها البلاغيون على المباحث البلاغيّة المرتبطة بالجملة،
ولكن لا تحتوي كتب البلاغة على أيّ إشارة لهذا العلم، ولم يُذكر أنَّ أحداً كان يعرفه قبل السكاكي، ويُذكر أنَّ الأوائل استخدموا هذا المصطلح في دراساتهم القرآنيّة والشعريّة، وكانوا يقولون: (معاني القرآن، ومعاني الشعر)،
واتّخذوا من ذلك أسماءً لكتبهم، ولقد وردت أقدم الإشارات إلى هذا العلم في قول السيرافي: (معاني النحو مقسمة بين حركات اللفظ وسكناته، وبين وضع الحروف في مواضعها المتعددة، وبين تأليف الكلام في التقديم والتأخير،...)
*فوائد علم المعاني :
يُحقّق علم المعاني العديد من الفوائد، وهي كما يلي:
معرفة إعجاز القرآن الكريم
وذلك من خلال معرفة ما خصّه الله تعالى للقرآن من جودة السبك، والوصف الحسن، والتراكيب المميزة، والإيجاز اللطيف، والتراكيب السهلة، والكلمات الجزلة، وعذوبة وسلامة الألفاظ، والعديد من محاسن القرآن وفصاحته وبلاغته التي أعجزت العرب عن مناهضته.
الوقوف على أسرار البلاغة والفصاحة في كلام العرب، سواء المنثور منه أم المنظوم، وذلك من أجل الاحتذاء بحذوه، والنسج على منواله، والتفريق بين الكلام الجيد والكلام الرديء.
*معلومات عامة حول علم المعاني :
يوجد العديد من المعلومات المتعلّقة بعلم المعاني، ويُذكر منها ما يلي:
يُعدُّ اللفظ العربيّ موضوع هذا العلم وذلك من حيث إفادة المعاني الثواني، وهي الأغراض المقصودة للمتكلم، بحيث يتم إحاطة الكلام باللطائف والخصوصيات التي يتطابق بها مقتضى الحال.
وضع علم المعاني الشيخ عبد القاهر الجرجاني، والذي توفّي عام 471 هـ. يُستمد هذا العلم من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وكلام العرب. وضع عبد القاهر الجرجاني نظرية علم المعاني في كتابه دلائل الإعجاز ..
وذلك في القرن الخامس الهجريّ استعمل علم المعاني لأول مرة أبو يعقوب السكاكي
وذلك بعد أن قسّم أبوابه، ورتّب مسائله في كتابه المعروف بمفتاح العلوم
* أبواب علم المعاني :
إنّ أبواب علم المعاني كثيرة ومتنوّعة، ولعلّ أبرز هذه الأنواع هي:
▪︎الخبر والإنشاء إنّ الخبر هو إخبار المتكلّم للمخاطب عن شيء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وهذا الشيء قد يحتمل التصديق أو التّكذيب، وذلك على نحو قول الشّاعر:
وتغتابني في كلّ نادٍ تحلّه وتزعم أني لستُ كفئًا مثلكا
وللخبر أنواع ثلاثة، وهذه الأنواع هي كالآتي:
▪︎الابتدائي وهو عندما يُلقى الكلام على مخاطب خالي الذهن من غير مؤكّدات، مثل قول الشاعر:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
▪︎والطلبي وهو عندما يُلقى الكلام على مخاطب متردّد في الحكم شاكًّا فيه، فيُلقى إليه بمؤكدٍ واحد خلال الكلام، مثل قول الشاعر:
إنّ الذي بمقال الزور يضحكني
مثل الذي بيقين الحقّ يبكيني
ففي الجملة السّابقة مؤكّد واحد هو "إنّ".
▪︎والإنكاري في هذا النوع يُلقى الكلام على مخاطب منكر لحكم الخبر وما جاء به،
فهُنا يستخدم المخاطب مؤكّدين أو أكثر، مثل قول الشاعر:
إنّا لقومٌ أبت أخلاقنا شرفًا
أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
▪︎والمؤكّدات هي "إنّ، واللام الابتدائيّة". في ضوء ما سبق، تُؤكَّد الجملة الخبريّة بواحدة من المؤكدات الآتية،:
وهي: "إنّ، لا الابتداء، أما الشرطية، السّين، قد، ضمير الفصل، القسم، نونا التوكيد، الحروف الزائدة، حروف التنبيه"
.أمّا الأسلوب الإنشائي فيُقسم إلى قسمين فيما يأتي:[
•الإنشاء الطلبي يُقسم الإنشاء الطلبي إلى عدة أقسام، هي كالآتي:
•النهي من ذلك قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}.
•الاستفهام من ذلك قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
•التمنّي من ذلك قوله تعالى: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}.
•النداء من ذلك قوله تعالى: {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا}.
• الأمر من ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}.
▪︎و الإنشاء غير الطلبي يُقسَم هذا الإنشاء إلى أقسام عدة:
وهي كالآتي:
• المدح والذّم : من ذلك قول الشاعر:
نعم امرأ هرم لم تعر نائبة
إلا وكان لمرتاع لها وزرا
• التّعجّب من ذلك قول الشاعر:
أولئك قومي بارك الله فيهم
على كلّ حال ما أعفّ وأكرما
• القسم من ذلك قول الشاعر:
لعمرك ما الدّنيا بدار إقامة
إذا زال عن نفس البصير غطاؤها
• الرجاء من ذلك قول الشاعر:
لعلّ انحدار الدّمع يعقب راحة
من الوجد أو يشفي شجي البلابل
•صيغ العقود من ذلك قولهم:
بعتُ واشتريتُ، وغير ذلك.
•الحذف إنّ كلًّا من المسند والمسند إليه المكوِّنَين الرئيسَين للجملة قد يلحقهما الحذف، وذلك لأغراض بلاغية، ومن ذلك ما يأتي:
دواعي حذف المبتدأ قد يُحذَف المبتدأ لأسباب بلاغية كثيرة، ومنها الآتي:
الاحتراز عن العبث وذلك إذا وقع المبتدأ في جواب الاستفهام :
نحو قوله تعالى: {كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ}.
إذا وقع بعد الفاء المقترنة بجواب الشرط نحو قوله تعالى:
{مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ}.
إذا وقع المبتدأ بعد القول وما اشتقّ منه نحو قوله تعالى:
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}.
ضيق المقام عن إطالة الكلام وذلك إمّا للتوجع أو للخوف من فوات الفرصة، وذلك نحو قول الشاعر:
قال لي: كيف أنت؟ قلتُ عليلٌ
سهرٌ دائمٌ وحزنٌ طويلٌ
دواعي حذف الخبر ليس للخبر سوى سبب واحد ذَكره علماء البلاغة:
وهو الاحتراز من العبث بذكر ما لا ضرورة لذكره،
وذلك على نحو إجابة من يسأل: من هو شاعر العربية الأكبر؟
فيقول المُجيب: أبو الطّيب المتنبي،
ولا يُذكر الخبر هُنا احترازً
الإيجاز قسم البلاغيون الإيجاز إلى نوعين، هما الآتي:
إيجاز القصر وهو ما زاد معناه على لفظه،
وذلك على نحو قوله تعالى:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}،
فقد أفادت هذه الجملة أنّ القصاص الذي يحصل بعد القتل يردع الإنسان عن إلحاق الأذى بالآخرين، وعليه يكون سببًا للحياة.
إيجاز الحذف وهو ما يُحذف منه شيء مع وجود قرينة على الحذف، وذلك على نحو قوله تعالى:
{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}،
والتّقدير: أهل القرية وأصحاب العير. الإطناب زيادة اللفظ على المعنى لفائدة،
ولكم فائق الاحترام من كادر إدارة
بوارق الشعر والادب العربي الرصين..
وتحيتي وتقديري
اتمنى ان أكون قد وفقت في تقديم المعلومة
التعليقات على الموضوع