دروس البلاغة ...علم البيان ..اعداد أماني الزبيدي

دروس البلاغة ...علم البيان ..اعداد أماني الزبيدي


دروس البلاغة ...علم البيان ..اعداد أماني الزبيدي

نجدد اللقاء معكم أحبة الضاد وسلسلة جديدة من علم البلاغة

تطرقنا في الحلقة السابقة الى
العلم الاول من علوم البلاغة وهو :
علم المعاني ، واحطناه بالاهتمام وابراز المعنى بالصورة المختصرة التي تمكن الجميع من الوقوف عليه ..
واليوم ننتقل الى القسم الثاني من علوم البلاغة وهو :
علم البيان .. ولان علم البيان له تفرعات كثيرة .. ولاجل القدرة على استيعاب اقسامه بشكل افضل ، ارتأينا ان يكون لكل قسم منه حلقة خاصة .. والله الموفق .
اولاً : تعريف علم البيان :
البيان لغة : الكشف والظهور.
واصطلاحا أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة وتراكيب متفاوتة:
من الحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية، مختلفة من حيث وضوح الدلالة على ذلك المعنى الواحد وعدم وضوح دلالتها عليه،
فالتعبير عن جود حاتم مثلا
يمكن أن يكون بهذه الألفاظ:
جواد، كثير الرماد، مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر لا ينضب، سحاب ممطر، وغيرها من التراكيب المختلفة في وضوح أو خفاء دلالتها على معنى الجود.
أهميّة علم البيان
يمكن وصف أهمية علم البيان على أنّه أهم ركائز فنون اللغة العربية وآدابها، حيث يساعد في شرح محاسن اللغة العربية وأشكال التعبير من خلالها، بالإضافة لتفسير الملامح الجمالية التي قد تتخلل أي قصيدةٍ، أو خطبةٍ، أو رسالةٍ معينةٍ، أو مقالةٍ لأي متكلم،
لذا فإنّ الإجادة في تحقيق قوانين علم البيان وإبداع مهاراته وفهمه أكثر يستلزم توفير آلاتٍ وأدواتٍ مثل :
النحو، والصرف، والأمثال العربية، والقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وعلم العروض، والقوافي.
أدوات العامِل بعلم البيان
إنّ علم البيان يعتمد على أدوات أساسية لكل من أراد أن يعمل به والتي يجب أن تكون لديه ليفهم علم البيان وهي كالآتي:
▪︎حفظ القرآن الكريم، مع فهم معاني مفرداته، واستعمال أسلوبه أثناء التحدث والكلام مع الآخرين.
▪︎حفظ ما يلزم من أحاديث النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. تعلُّم علم اللغة؛ بما يمكنه من التمييز بين المفردات المستحسنة والقبيحة.
▪︎معرفة علوم النحو والصرف في اللغة العربية.
▪︎الاطلاع على قصص العرب، ومعرفة عاداتهم وأمثالهم. الاطلاع على مؤلفات السابقين في مجال علم البيان.
▪︎معرفة الأحكام، والقوانين المتعلّقة بالإمامة، والإمارة، والقضاء، وغيرها.
▪︎معرفة علم العروض والقوافي الذي يوزن به الشعر.
¤أركان علم البيان
انه لما اشتمل التعريف على ذكر الدلالة ولم تكن الدلالات الثلاث:
المطابقية والتضمنية والالتزامية
كلها قابلة للوضوح والخفاء، لزم التنبيه على ما هو المقصود،
فإن المقصود منها هاهنا:
هي الدلالة العقلية للألفاظ، يعني:
التضمنية والالتزامية، لجواز اختلاف مراتب الوضوح والخفاء فيهما، دون الدلالة الوضعية للألفاظ يعني:
المطابقية، لعدم جواز اختلاف مراتب الوضوح في بعضها دون بعض مع علم السامع بوضوح تلك اللفاظ، وإلا لم يكن عالما بوضعها،
ثم ان اللفظ إذا لم يرد منه ما وضع له من دلالته المطابقية، وانما اريد به دلالته العقلية من تضمن أو التزام،
فإن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز،
وإن لم تقم قرينة على عدم إرادة ما وضع له فكناية،
ومن المجاز ما يبتني على التشبيه، فيلزم التعرض للتشبيه قبل التعرض للمجاز والكناية، إذن:
فعلم البيان يعتمد على أركان:
هي :
*التشبيه
*والمجاز
*الاستعارة
*والكناية.
_واليوم سيكون طرحنا عن التشبيه ، معناه وأركانه
*تعريف التشبيه
التشبيه لغة هو التمثيل، يقال: هذا مثل هذا وشبهه.
*واصطلاحا هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وارادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لغرض يريده المتكلم.
•وفائدته: أن الصفة المراد اثباتها للموصوف، إذا كانت في شيء آخر أظهر، جعل التشبيه بينهما وسيلة لتوضيح الصفة، كما تقول: زيد كالأسد حيث تريد اثبات الشجاعة له، إذ هي في الاسد أظهر.
وأركان التشبيه أربعة:
فإذا قلنا أن الجملة
▪︎ زيد كالأسد في الشجاعة
أركان جملة التشبيه كالتالي:
1 المشبه، زيد.
2 المشبه به، الأسد.
3 وجه الشبه، الشجاعة
4 أداة التشبيه، الكاف.
ثم ان الركنين الأولين: المشبه والمشبه به يسميان بطرفي التشبيه أو ركني التشبيه ولابد في كل تشبيه من وجود طرفين.
اقسام التشبيه :
التشبيه المرسل:
وهو ما ذُكِرت فيه أداة التشبيه، مثل: حاتمٌ كالبحر في العطاء. التشبيه المؤكد:
وهو ما حُذِفت منه أداة التشبيه، مثل: المال سيفٌ نفعًا وضرًّا. التشبيه المجمل:
وهو ما حُذِف منه وجه الشبه، مثل: العالم سراج أمته.
التشبيه المفصل:
وهو ما ذُكِر فيه وجه الشبه، مثل: هو كالعسل حلاوة.
التشبيه البليغ:
وهو ما حُذِف منه أداة التشبيه ووجه الشبه، مثل: عليٌّ أسد
ارجو ان أكون قد وفقت في طرح المادة


أماني الزبيدي

ليست هناك تعليقات