خَـيْـلُ الـرَّبِـيـعِ....هيثم محمد النسور

خَـيْـلُ الـرَّبِـيـعِ..

هَــلَّ الــرَّبِــيــعُ وَ فَـاحَــتِ الْأَزهَـــــارُ

وَ اخـضَـوضَـرَتْ بِـقُـدومِـهِ الْأَشـجَـارُ

وَ الْـبَــردُ وَلـَّـى وَ الـــشِّـــتَـــاءُ وَرَاءَهُ

وَ غَـدَتْ عَـلَـى وَكْــنَــاتِــهَـا الْأَطـيَـــارُ

وَ تَـعَـطَّـرَتْ أُكَـــمُ الْــبِــطَـاحِ كَــأَنَّـمَـا

نَــثَــرَ الــشَّــذَا بِــجِــنَــانِــهَـا عَــطَّــارُ

مِنْ نَـفـحِـهَـا رَجَـعَ الشَّـبَـابُ لِـطَـاعِـنٍ

فِـي الـسِّـنِّ؛ قَـدْ مَـادَتْ بِــهِ الْأَقــــدَارُ

طَـفَـحَـتْ عَلَى قِـمَـمِ الـرَّوَابِي غِبـطَةٌ

ثَـمِـلَ الْـخُـزَامَـى وَ انـتَـشَـى الـنَّـــوَّارُ

وَ شَـقَـائِـقُ الـنُّـعـمَـانِ شَـقَّـتْ بُـردَهَـا

وَ الْأُقــحُــوَانُ بِــرِيـحِـــهِ مِــعـــطَــارُ

وَصَـفَـتْ مِـيَـاهٌ كَـالـزُّلَالِ فَـزُخــرِفَـتْ

أَيْـــكُ الــرِّيَـــاضِ وَ هَــلَّــتِ الْأَنـــوَارُ

وَرَدَ الــرَّبِــيــعُ، فَــهَــلِّــلُــوا لِـقُـدُومِـهِ

بِــبَــهَـائِــهِ قُــطــرُ الــسَّـــمَــاءِ يُــنَــارُ

غَـطَّـى الْـفَـدَافِـدَ فِـي بِـسَـاطٍ أَخـضَرٍ

وَ الْــوَردُ مُـحـمَــرُّ الْـخُــدُودِ يَــحَـــارُ

وَ الْـبُـلْـبُــلُ الـغِـرِّيـدُ يَشْدُو صَــادِحًــا

فَــتَــرَنَّــمَـــتْ بِــنَــشِــيــدِهِ الْأَشْـعَـارُ

فَانـظُرْ إِلَى الْـقِـيـعَـانِ كَـيـفَ تَـزَيَّـنَتْ

فَرَحًـا لَــهَــا الْـخُـضـرُ الــثِّــيَــابُ إِزارُ

فَـنَـسَـجْتُ مِـن زَهْـرِ الـرُّبُـوعِ قَصِيدةً

عَــزَفَـتْ عَـلَـى أَنــغَـامِـــهَــا الْأَوتَــــارُ

هَـاجَـتْ بِـنَـفـسِـي ذِكـرَيَـاتٌ تَـصطَلِي

بَــيــنَ الـــضُّــلُـــوعِ، يَـــؤزُّهُـــنَّ أُوَارُ

فَاغـرَورَقَـتْ عَـينَايَ عَـمَّـا قَـدْ مَـضَـى

مِــنْ عُــمـــرِنَـــا وَ كَــأَنَّــهُ أَســـفَــــارُ

مَـتِّـعْ حَـيَـاتَـكَ بِـالـرَّبِــيــعِ وَ نَــفـحِـهِ

فَـهُـوَ الــشَّــبَــابُ لأَشــيَــبٍ، وَ وَقَــارُ

سِـحـرُ الْحَـيَـاةِ رَبِـيـعُـهَـا فَـلـتَـسـكُنِي

يَـا نَـفـسُ مَـا لَـكِ فِـي الْـحَـيَـاةِ قَـرَارُ

وَ طَوَى الشِّـتَـاءُ بِـسَاطَهُ فِـي خِـلـسَةٍ

لـَـمَــا رَأَى خَــيــلَ الــرَّبِـــيــعِ تَــغَـــارُ

وَ اغْـنَـمْ عَـلَى الْأيَـامِ صَـهْـوَةَ سَـابِـحٍ

مُـــهْــــرُ الْـكِــرَامِ سَـمَـيْـدَعٌ مِــغـــوَارُ

فَـرَسٌ مِـن الْـخَـيـلِ الْأَصِيـلِ حَـرُونَـةٌ

أزكَـى الـزُّهُــورِ طَــعَــامَـهَـا تَــخْــتَــارُ

يَـعـسُوبُ يَـعـبِـقُ فِي الْجَـمَـالِ بِـغُـرَّةٍ

بَـيـنَ الْـعُــيُـونِ، وَ مَــا بِــهَــا أَعــــذَارُ

هُــذلُــولُ مُـحـبُــوكٌ يَــجُــرُّ زِمَــامَــهُ

جَــمِـــحًــا، عَــــدَا وَ كَــأَنَّـهُ الــتَّــيَّــارُ

جِـريَـالُ مَـحـجُـولُ الْـيَـدَيـنِ لُــبَــانُـهُ

لَــــونَ الْــكُــمَـــيــتِ كَـــأَنَّـــهُ زِنَّـــــارُ

وَ إِذَا الـنُّـجُـومُ خَـبَـتْ أَطَـلَّ جَـبِـيـنُهُ

لَـوْ قَــدْ غَـشَـاهُ مِــنَ الــنِّــزَالِ غُــبَــارُ

مِـقـدَامُ حَـمـحَـمَ فِي الْمَعَامِـعِ غَـائِـرًا

كَـالـرِّيــحِ فِـي سَــاحِ الْــوَغَـى كَـــرَّارُ

مُـهـرٌ يُبَارِي الـرِّيـحَ عِــنْــدَ هُــبُـوبِـهَـا

حَـــتَّــى عَـلَــيْــهَـا فَــائِــــزٌ ظَـــفَّــــارُ

فَـالْــمُــورِيَـاتُ الـصَّـافِـنَـاتُ سَـوَابِــحٌ

فَــوقَ الــنُّــجُــومِ كَــأَنَّــهَــا أَقــمَــــارُ

وَ الْـخَــيــرُ مَـعــقُـودٌ بِـنَـاصِـيـةٍ لَــهَــا

صَـحَّ الْـحَـدِيــثُ وقَـالَــهُ الْـمُـخــتَــارُ

يَـا سَـعـدَ مَـنْ بِـالْـخَـيـلِ نَــالَ مُــرَادَهُ

فَــمُــزُونُــهُ فِــي غَــيــثِــهِــنَّ غِــــزَارُ

فَـصُـنِ الْـجَـوَادَ وَ لَا تُــعِــرهُ لِـخَــادِنٍ

هَــيــهَـاتَ أَمــجَـــادُ الـكِــرَامِ تُــعَـــارُ

لَاطِـفْ حـِصَـانَــكَ وَ احــذَرَنَّ نُـفُـورَهُ

طَـبــعُ الْأَصِـيـلِ عَـلَـى الْـعِـدَا جَـبَّـــارُ

مَـا كُـلُّ مَن رَكِـبَ الْـكَـحِـيـلَـةَ فَـارِسٌ

أَو كُــــلُّ سَـــيــــفٍ لَامِــــعٍ بَــــتَّـــــارُ

فَـاعـلَــمْ بِـأَنَّ الْـخَـيـلَ فَـخـرٌ لِـلـفَـتَى

تُـنحِي الْـخُـطُـوبَ فَـتَـنجَلِي الْأَخطَارُ

يَـظـهَـرنَّ مِــن أَثَـرِ الْـغُــبَـارِ كَـوَالـِـحًـا

عِـنْـدَ الْـوَقِـيـعَــةِ زَاغَـــتِ الْأَبــصَــــارُ

لَا تَـعـجَـبُـوا فَـلِــكُــلِّ خَــيــلٍ كَــبْــوَةٌ

هَــــذَا مِــثَـــالٌ رَاسِـــخٌ وَ شِـــعَـــــارُ

هيثم محمد النسور