حاشاك يابيتَ النبوة ....صالح السامرائي

حاشاك يابيتَ  النبوة ....صالح السامرائي

حاشاك يابيتَ النبوة

أيقنتما بعد المقامِ رَحيلا
لما غَداةَ عن الدِّيارِ ذَميلا
ياصاحِ قلبي بالدِّيار مُعَلَّقٌ
أهفو إليها بُكرةً وأَصيلا
نستنشِقُ المجدَ الرفيعَ ونشربُ
كأسَ النَّدى لانعرفُ التأميلا
تبقى الديارُ عزيزةً وحبيبُنا
نبكي عليهِ حُرقةً وذُهولا
مابالُ سامُراءَ اطبقَ ذُلُّهَا
وعلِمتَ ذلك خائناً وَعَميلا
ويكَأنَّ الظُلم َ راضِخَةٌ لهُ ،
رسفُ المقيَّدِ إذ تنوءُ ثَقيلا
ضُلماً إذِ الأوباشُ فيها استوطنوا
والأهلُ أعداءٌ لبعضهموا قبيلا
إنَّ الديارَ اذا خلتْ من أهلِها
قيعانُها كالقحطِ صِرنَ قُحولا
ذكرى الديارِ حبيبةٌ وحبيبُنا
عيشٌ يطيبُ بذكرهِ مأهولا
حُلْمُ السعادةِ ان تكونَ بجانبي
طيفُ الحبيبِ لا يدومُ طويلا
كمْ كنتُ اسعى لو ورائَك ماشياً
لكنَّني لا استطيعُ مُثُولا
إني أذوبُ مودَّةً وصبابةً
أو ذُلِّلتْ روحي لهُ تذليلا
إني أَحِنُّ إلى الحبيبِ ودارهِ
أشتاقُ وصلاً إن أراهُ يُطيلا
إني أشمُّ من الديارِ شذاكُمُ
أُمسي وأُصبِحُ من نواكَ عليلا
يافاتحاً رُحماكَ كيفَ تركْتني
في لوعةٍ وجوًى تركتَ قتيلا
أبكي عليكَ ولا أُكفكِفُ دمعةً
حتى جَرينَ على الخدودِ وحُولا
إني أعيشُ من الأسى بتصبُّرٍ
أرجو الجِنانَ وصُحبةً وخليلا
إنا نجودُ ولا يُداني جُودَنا
نُعطي سَخاءً مُكْرِماً ورَزِيلا
أَسْيافُنا إن فارقتْ أَغْمادَهَا
قد أَسمَعَتْ عِندَ الَّلقاءِ صليلا
حَيْفاً رفعنا أو جَبَرنا يائِساً
أو عانياً أو جائِعَاً ومُعِيلا
لا نهجوا إلا مَنْ يَحِقُ هِجاؤُهُ
سَهْمٌ يصيبُ جزائَهُ ما نِيلا
إنَّ الَّذي فقدَ المُروءَةَ عامِداً
لم يرقَ ذاكَ على الشَّريفِ بخيلا
خالَفْتَ معرِفةَ الرجالِ درايَةً
أَخفيتَ ما للناظرينَ دَليلا
ما كنتُ يوماً عِندَ بابِكَ واقِفاً
أَرجو نوالاً أو رِضاكَ قُبُولا
بِئْسَ الخُتُومِ وبئِسَ تِلكَ مُهُورِها
أمْحوهُ شَطبَاً أو أَزِيَلُ غَسِيلا
قد ظَنَّ فيهِ البعضُ إنَّهُ عارِفٌ
لا يعرفُ المَعقُولَ والمَنْقولا
ما زالَ فيهِمْ قاسِمٌ إذ لَمْ يزَلْ
صُنْعُ الدُّفُوفِ ونَقرُها مَخبولا
(دُكتورُهُمْ ) في حرصهِ متحرزٌ
من غِبطةٍ في درسِهِ مشغولا
إن عَدَّ نفسهُ في المعالي كبيرةً
عِندَ المفاخِرِ لا يُعَدُّ ضَئِيلا
لا يَفْقَهُ التاريخَ في تَدريسِهِ
عِلْمٌ يَزيدُ وثُوقُهُ تَحليلا
نَحسٌ تَباها بائِسٌ مُتفَيقِهٌ
حَسِبَ النهيقَ منَ الحميرِ صَهيلا
خَلْقَاً حسِبتَ الَّلونَ حينَ رأيتهُ
هيئَاتِ ذاتِ الشَّكلِ قُلتَ مَغُولا
هَلَّا تمهَّلَ في الِّلقابِ وفي الكُنى
إنّي حذَفتُ ألآلَ منهُ مُزيلا
ألفًيتَ تَنعى في المَناقِبِ لاطِماً
شَقَّ الجِّيوبَ أو التُرابَ مَهيلا
تدْعو الطَّوافَ على القُبورِ ديانةً
أبدى صُراخاً مِنكُمُ وعَويلا
سامانُ لاشامانُ جَدُّكَ إسْمهُ
ما أسمُ ذاكَ السيفِ باتَ صَقيلا
أَهْدى الشَّريفُ أليهِ منهُ خِلْعَةً
من بِنتِهِ الزَّرقاءِ طِبْتَ حَمولا
قالوا له : قل هكذا أوهكذا
أو لقَّنوهُ بما قَرآهُ جَهولا
ما أنسبَتْ شامانُ قَبلكَ رهْطَها
حَتَّى إلى أيِ البَنينِ وصولا
كيفَ الَّذي طَلبَ الأمانَةَ جِيْرةً
يبغي الوصولَ إلى الحسينِ سَبيلا
قد كانَ جَدُّكَ في السّباسبِ تائِهاً
يرعى المعَيزَ مُرغماً وذَليلا
إذْ كانَ( يكْري) في الزِّراعةِ عامِلاً
عِندَ الشَّريفِ قاعِداً وخَطيلا
عبداً يقومُ على الضِّيوفٍ (مُعزِّباً)
يَطهو طعاماً خِفَّةً وسهولا
باعوا الجِوارَ إلى العدُوِ تَقرُّباً
عِندَ المجُوسِ وهَلَّلوا تهْليلا
حاشاكَ يابيتَ النُبوَّةِ ما غَشى
حاشاكَ هذا أن يكونَ سَليلا
ردَّ الحسينُ وما سَليلُكَ نسلُهُ
عُدْ خائِباً لا يرتضيكَ دخيلا
إني أقولُ ولا أُبالي فيكُمُ
أُبقيهِ قَولاً سائِراً وثَقيلا
او في النوادي على المنابرِ صادحاً
صَعقاً لهُ وقعاً عَليهِ وبيلا

صالح السامرائي

ليست هناك تعليقات