أتَضَوَّرُ شَوْقًا......حسن علي محمود الكوفحي

 

حسن علي محمود الكوفحي



أتَضَوَّرُ شَوْقًا


أتَضَوَّرُ شَوْقًا مِنْ رَشَأٍ
وَالشَّوْقُ إلَىْ عُنُقٍ يَشْهَقْ
وَيَرَاْنِيْ وَأرَاْهُ لَكِنْ
بِنَشَاْطٍ مُفْتَعَلٍ أخْفَقْ
يَقْرِضُنِيْ فِيْ لَحْظٍ حَذِرًا
وَفُؤَاْدِيْ فِيْ أمَلٍ بَيْدَقْ
لَفَتَاْتُ الظَّبْيِّ تُرْهِقُنِيْ
وَشُعُوْرِيْ مِنْ فَرَحٍ يَقْلَقْ
يَنْسَاْبُ الْبَدْرُ عَلَىْ جِيْدٍ
كَالرَّاْحِ يَفِيْضُ مِنَ الدَّوْرَقْ
وَأظَلُّ أُرَاْقِبُهُ دَنِفًا
وَضِيَاْءُ الْوَجْهِ بِهِ أغْرَقْ
وَكِيَاْنِيْ فِيْ فَلَكٍ يَجْرِيْ
مِنْ حَوْلِ الشَّمْسِ غَدَاْ زَوْرَقْ
يَقْتَاْتُ غُصُوْنًا مِنْ كَبِدِيْ
كَبِدٌ لِعُيُوْنٍ كَمْ أوْرَقْ
وَدَنَوْتُ قَلِيْلًا مِنْ وَلَهٍ
نَبْضٌ مِنْ حِذْرٍ قَدْ يُخْنَقْ
وَقَبَضْتُ عَلَيْهِ بِألْحَاْظٍ
كَالسَّهْمِ تَوَلَّىْ إذْ يُطْلَقْ
وَرَنَاْ مِنْ بُعْدٍ مُؤْتَلِقًا
أوَ يَخْشَىْ حَقًّا أنْ أُحْرَقْ
مَاْبَيْنَ الْجَفْنَيْنِ رَمَاْنِيْ
مَاْ بَيْنَ الْبَيْنَيْنِ مُعَلَّقْ
لَكِنْ لَوْ يَدْرِيْ لَرَآنِيْ
نَبْضًا فِيْ مُهْجَتِهِ أشْرَقْ
أيَفِرُّ الْمَرْءُ إلَىْ قَدَرٍ
مِنْ قَدَرٍ فِيْهِ غَدَاْ أعْرَقْ
أوَ تُحْصَىْ آلَاْءُ إلَهِيْ
فَبِأيِّ آلَاْءٍ ... تَعْشَقْ
مَنْ أغْمَضَ مُقْلَتَهُ أشِرٌ
وَأمَاْمَ الْوَرْدِ بَدَاْ أحْمَقْ
أطْلِقْ عَيْنَيْكَ بِآيَاْتٍ
مَاْ أجْمَلَ عِشْقًا فِيْ الْمُطْلَقْ
وَأعُوْدُ لِقَلْبِيْ مُبْتَئِسًا
فَالنَّصْرُ عَنِيْدٌ لَاْ يُسْرَقْ
وَبَخُوْرُ مَسَاْءٍ رَاْوَدَنِيْ
فِيْ شَفَقٍ وَدُخَاْنٌ أزْرَقْ
وَرِيَاْضُ سَمَاْءٍ أنْجُمُهَاْ
فِيْ لُجَّةِ طَرْفٍ تَتَدَفَّقْ
وَالْغَاْبَةُ بَيْتٌ مُنْعَزِلٌ
وَالْكُوْخُ بِآهَاْتٍ يَعْبَقْ
وَنَشِيْجُ فَرَاْشٍ أتْعَبَهُ
شَوْقٌ كَالْجُرْحِ أبَىْ يُرْتَقْ
يَاْ غَاْبَةَ صَدْرِيْ إتَّسِعِيْ
وَبِحَجْمِ الثَّغْرِ إذَا أطْبَقْ


حسن علي محمود الكوفحي

ليست هناك تعليقات