يا طائر البان .... مصطفى طاهر
يا طائر البان
(يا طائر البان قد. هيّجتَ أشجاني)
أضرمتَ شوقي إلى أهلي وخلّاني
نكأتَ فيَّ. جروحاً كنتُ أكتمها
أيقظتَ وجدي. وآلامي وأحزاني
أما كفاني هموماً تغتلي بدمي
فجئتَ تشدو بحزنٍ . فوقَ أغصاني
إنْ كنتَ تندبُ خلاً قدَ مضى وقضى
أًو كنتَ تبكي على أهلٍ وأفنانِ
أما علمتَ بأنّ . البعدَ. أرّقني
والشّوقُ أًوجعني والهم ُّ يغشاني
وأنتَ حرّ. وفي الأجواءِ منطلقٌ
أمّا أنا أحكمَ الأغلالَ سجّاني
في البعدِ أرزحُ في وجدٍ وفي أرقٍ
لو كانَ لي مثلما . للطّيرِ جنحانِ
لَطرْتُ نحوَ الحما أرسو بروضتها
أرقي برؤيتها همّي وحرماني
يا طائرَ البانِ هلْ تدري بمحنتنا؟
وهلْ علمتَ بشكوى قلبيَ الواني؟
ماذا أحدّثُ عنْ قومي وعنْ وطني
أمسوا. سفيناً ببحرِ دونَ شطْآن
تفرّقوا شيعاً واستوقدوا. فتناً
وأترعوها. بأحقادٍ. وأضغانِ
ماذا أحدثُ عنْ حربٍ وعنْ محنٍ
حلّتْ بأهلي وأمجادي. وبلداني
فهاجتِ الحربُ والفوضى تدمّرنا
تجري. كما. ا لسّيلِ مشبوباً ببركانِ
الغربُ. أوهمنا. أنّ. الربيعَ أتى
سيزهرُ الوردُ ألواناً. ببستاني
وينعمُ القومُ في سلمٍ وفي رتبٍ
نحررُ النّفسَ منْ قهرٍ. وإذعانِ
فأضرمَ. القتلَ والإرهابَ. مفتعلاً
كلّ الوسائلِ كي نبقى بلا شانِ
ودمّرَ. الأرضَ والبنيانَ واشتعلتْ
منهُ الحرائقُ تفري. كلَّ انسانِ
وأنبتَ الحقدَ بينَ الأهلِ فاقتتلوا
وراحَ يفتكُ جيرانٌ بجيرانِ
وضاعتِ القدسُ والأقصى وما حفلوا
والموتُ يحصدُ شبّاناً بشيبانِ
متى السّلامُ يسودُ الكونَ يغمُرنا
صفوُ الوئامِ بعيشٍ طاهرٍ هانِ
ماذا أحدّثُ عنْ بعضي مشتّتة؟
في كلّ ركنٍ. بعيدٍ كانَ أو داني
في الجّوفِ بعضٌ وفي الإحساء لي.قمرٌ
نكابدُ الوجدَ. في صبرٍ وإيمانِ
جسمي هنا وفؤادي باتَ مرتحلاً
يوماً بشامٍ وأياماً ببغدانِ
وفي حماةَ. وفي. الأردنَّ لي مهجٌ
وفي الرّياضِ وفي استنبولَ. لي ثان
ذقتُ المرارةَ منْ صبري ومنْ جَلَدِي
آهٍ على زمنٍ. قدْ. هدّ أركاني
أغفو على نصبٍ أصحو على وصبٍ
تنفّسَ الصبحُ آهاتي فأبكاني
تجري الشوارعُ بالأرواحِ هادرةً
والعينُ تبحثُ عنْ صحبي وإخواني
أنّى اتجهتُ فأطيافٌ لهم خطرتْ
فيغتلي الشّوقُ في قلبي وأحضاني
ما للسّعادةِ تاهتْ عن رؤى سفني
ومركبُ الحزنِ يرسو فوقَ أجفاني
وأرقبُ الليلَ كيْ ألقى. بهِ قمراً
فربّما مرّ يوماً فوقَ أوطاني
وعانقَ البدرُ طيفاً للحبيبِ بها
فيظهرُ الطيفُ لي في وجههِ. الثّاني
أميرةُ الحسنِ في سحرٍ وفي. ألقٍ
تلكَ التي سكنتْ روحي ووجداني
خذني إليها ألا. يا طيرُ في عجلٍ
إلى حماةَ . ومن بالحبّ يرعاني
فقد ْ سئمتُ منَ الآهات تحرقني
ما عدتُ محتملاً شوقي وأشجاني
أبعدَ هذا. تراكَ اليومَ مكتئباً؟
وقدْ علمتَ بنا. ياطائرَ. البانِ
التعليقات على الموضوع