أهشّ على قلمي....أهشّ على قلمي

 

أهشّ على قلمي

أهشّ على قلمي

أهشّ على قلمي
كوخ يحاول أن يستعير نافذة، كوخ رأيته بالأمس في عزّ الليل يغري شجرة لأجل باب، وأنا نائم مدّثر.
أروي قصتي لصاحبي فيستطرد قائلًا:
أثناء سيري بين أشجار الغابة؛ وأنا أريد عبور ذاتي على جسر الهجرة، رأيتُ قلمي يهرول أمامي برشاقة يكتب بطاقات دعوة للأفراح، إعلانات عن مواد التجميل، نعوات، وزاد على ذلك عبارات مدح جاهزة لمن يريد الحصول عليها.
كتب أسعار المواد الغذائية للمهتمين بالرشاقة والطعام الصحي، كتب عن اللّاشيء، عن الألوان الباهتة.
وحين صرختُ: ماذا دهاك أنا صاحبك!!؟
هذه أوراقي هذا جواز سفري.
مزق صوتي وابتعد.
حينها نسيتُ سبب وجودي في هذه البقعة.
انشلغتُ بمساعدة امرأة في حالة مخاض، استغربتُ أنها تعرف أني طبيب، استغربتُ أكثر أنها لاتصدر صوتًا، استغربت كيف توجهتُ نحوها وأنا أسمع اسمي أكثر من مرة.
يا صديقي لقد ولدتْ كمشة آهات على العشب، واختفتْ
أمسكت الكمشة تسربت من يدي إلا واحدة، فصارت بيدي ريشة تشبه القلم.
ينتفض قلبي تلاحقني نظرة أمي
يتمدد ظلّي، أعود إلى نقطة البداية في قاعة الانتظار بكوخي.
يا صديقي أنا وأنتَ نتدرب على منظر طبيعي من كلمات لم تُكتب.
لانملك إلا هذه اللحظة
وبعدها سأهمس بأذنك موعظة:
لا شيء يبقى ثابتًا، لن تتحرك الستائر في كوخنا لأننا لم نعلقها.
على شباكك المستعار نهر صغير، وحبات المطر نائمة فيه
معطفك يفي بالغرض بدل المظلة.


صباح سعيد السباعي

ليست هناك تعليقات