ترحل عن المكان و يظل يسكنك....السفيرة د . سناء عبد الحميد
ترحل عن المكان و يظل يسكنك
و يحدث أن ترحل عن المكان ....
و يظل يسكنك....
تهرب من كل زواياه و تفاصيله....
و يتقصد ملاحقتك....
هنا ضحكنا ....
هنا بكينا....
هنا تشاجرنا....
هنا تعاتبنا....
هنا تعانقنا....
و هنا ....
و هنا .....
و هنا .....
عجيب أمرك أيها الإنسان!!!!!
أيها المعجزة الإلهية
تستوطنك أرقى القيم و المبادىء حينا ...
و تسكنك احقر الصفات حينا اخرا....
أحرق كل صفة وضيعة في نفسك ....
و ارتقي إلى ما يليق بإنسانيتك البيضاء ....
حتى ذكريات الحزن الدامع..... افتخر بها ....
حتى المشاجرة الودية .... تباهى بحدوثها .....
حتى الصدمات و الخيبات و الآلام ....
ارفع رأسك عاليا باعتزاز كلما تذكرتها ....
لأنك جبار عندما ملكت ثقافة تجاوزها و الانتصار عليها ....
انت إنسان ....
هذا يعني انك مخلوق الله المفضل ....
اعطاك ما لم يعطه لأي من مخلوقاته ....
فحافظ على قيم الإنسانية فيك
و نبل اخلاقك
و سمو صفاتك
حينها
حقا
تكون تاج الخلائق....
طوبى لكل انسان قويم ....
يحيا بقلب محب سليم ....
و هو للجميع أوفى نديم ....
نيته نقية و روحه امان
في عيونه يسكن نور السلام
ان جرحه أحد... يسامح
و من قطع معه الصلة ...
يمد له يد الود و يصافح ....
و ان رماه الآخرون بالشوك...
ينثر في دروبهم زهور الحب
و من عبث ببستان حياته ...
يعلمه زراعة الود بالقلب ...
و من اغتابه و أذاه و أنكره ...
يذكره بغضب الخالق الرب ....
و يعبد الله كلما ريح الصبح هب ...
الأديبة السورية
التعليقات على الموضوع