زبيدة أحمد الحذيفي....بين الحاء و الباء "

 

بين الحاء و الباء "



بين الحاء و الباء "


بُليت ببلوى الهيام بلاءً
رماني بهجرٍ عقيمٍ هباءَ
كأني خيالٌ يسير بليلٍ
كأني أراه بعيني فناءَ
فكم من مرادٍ و كم من أمانٍ
بدت من قريبٍ حُطاماً غُثاءَ
أذوب كشمع يذوب احتراقا
أذوب اشتياقا أفيض بكاءَ
أيا خافقي لا تلمني و تبكي
ففي دمعك اللوم يسري دماءَ
فنبضي لعمري يزيد كفاحا
إذا ما دعــائي تعـالى نـداءَ
ألـوذ بقلبي إلى من يجير
دموعا تهاوت بشوقٍ عزاءَ
إلهي ملاذي رجائي أجرني
فشوقي أذاني و زاد عناءَ
أسير الجوى في عراكٍ قديمٍ
يعيش بخبزٍٍ و جمرٍ سواءَ
سجينٌ لقلبٍ هواه دواءٌ
صديقٌ لسُقْمٍ فداه فِداءَ
أيا ملهمي لا تزدْني عذاباً
كفاني جراحا و صدا و داءَ
توارتْ غيومٌ ورائي و هلّت
سمائي ببِشرٍ تزيد ضياءَ
و عادت إليّ حياتي و لمّت
شتاتي و أشرق صفوي هناءَ
أتاني الذي من خصامٍ سقاني
يمدً يديْه و يرجو رضاءَ
أتاني بحنوٍ و وجه بهيجٍ
كظبي رشيقٍ يطير سماءَ
تصافتْ قلوبٌ و همّتْ عناقا
تراضت بِحُبٍّ تشعُّ صفاءَ
وددت سلاما يطول زمانا
يفارق هجري و ينسى الجفاءَ
حدائق قلبي سقاها ودادي
لتنمو و تُزهر حاءً و باءَ
أيا خافقي صنت عهدا رفيقا
و زاد الرضى في عيونٍ بهاءَ
أراك بقلبي و عيني ملاكا
أراني أهيم و كلّي وفاءَ

زبيدة أحمد الحذيفي

ليست هناك تعليقات