أحمد شحود....يَمَّمْتُ دارَكِ يا رُدَيْـنَةُ ،، هاتي

 

يَمَّمْتُ دارَكِ  يا رُدَيْـنَةُ ،، هاتي



يَمَّمْتُ دارَكِ يا رُدَيْـنَةُ ،، هاتي



يَمَّمْتُ دارَكِ يا رُدَيْـنَةُ ،، هاتي
صُبِّي كؤوسَ الرّاحِ قبلَ فَواتِ
ولتُتْرِعي الأقداحَ إنّي ماكِـثٌ
فاليومُ سَـعدٌ والزَّمـانُ مـؤاتِ
و ادنِي إذا ما شِئْتِ أو شاءَ الهَوى
و مُـري ،، فـأمرُكِ نافِـذٌ مَولاتي
فأنا المُعَنّى للنُّخاعِ وفَوقَهُ
ومُتَيَّمٌ حتى دَمي و نَواتي
وأنا الأسيرُ لَدَيكِ مُنذُ وِلادَتي
ووَقَعتُ بين المَكرِِ و البَسَماتِ
إني أنا المَحكومُ ،، لا تَتَرَدَّدي
هَيّا اصلُبيني فوق ذي الوَجَناتِ
ثمّ اشنُقيني بين ثَغرِكِ واللّمى
ما أجملَ الإعدامَ بالقُـبُـلاتِ
أوَ تَقبَلينَ العُـذْرَ ،، إنّي نادِمٌ
فَـلتَصفَحي ولـتَغْفِري زَلّاتي
إنّي لَـمُعتَرِفٌ بأنيَّ خاسرٌ
وغُلِبْتُ في ساحِ الهَوى مَرّاتِ
غِرّاً أنا مازلتُ رغمَ تَقَدُّمي
في الحُبِّ ،، آلافاً من السَّنَواتِ
لاوَقتَ عِندي للغَرامِ ،، فمركبي
راسٍ على بَحرٍ مِنَ النَّكَباتِ
وتَعيثُ فِيَّ الرّيحُ تَقذِفُني وما
ظنّي بأشرعَةِ النَّجاةِ نَجاتي
ويحيطُ فيَّ الموتُ،، وهو يَشُدُّني
من كل صوبٍ ،، يُحكِمُ الغَمَراتِ
إنّي أنا المَنْفِيُّ دونَ هويَّـةِ
وأهيمُ بين كَرامَتي وشَتاتي
وأنا الشَّريدُ بمَوْطِني عن مَوطِني
ذاتي استُبيحَتْ مِن بَقِيَّةِ ذاتي
لاشَيءَ عندي الآن غير مَدامِعي
أطفِي لَهيبَ الوَجْدِ بالعَبَراتِ
لا شيءَ غيرَ الشِّعرِِ أملُكُ حيلةً
لِأُسَكِّنَ الأشواقَ بالكَلِماتِ
لاشيءَ غير مَواجِعي ألهو بها
لا شيئَ غيرَ سَجائِري والقاتِ
جَسَدي هنا ،، والرُّوحُ قد خَلَّفْتُها
شَرقَ المَعَرَّةِ تَرقُبُ الطُرُقاتِ
حياً وأبـدو واقِـفاً لكـنّما
بالهَجرِ تَحسَبُني على الأمواتِ
مُـرّي بقَبـري يا رُدَيـْنَةُ كُلَّما
حَنَّتْ لأطيافِ الدّيارِ حَشاتي
ولَـتَحملي لي من ثَراها حَفْنَةً
تحيي برائِحَةِ التُّرابِ رُفاتي


أحمد شحود

ليست هناك تعليقات