عرينٌ وَأسدٌ/ شعرٌ ونقدٌ/ رؤيةٌ أسلوبيةٌ وقراءةٌ في شعرِ «شيحانُ القصيدِ»...نافلة مرزوق العامر.
«شيحانُ القصيدِ»الشَّاعرِ هيثم النسور
صدر حديثا كتاب (عرينٌ وَأسدٌ/ شعرٌ ونقدٌ/ رؤيةٌ أسلوبيةٌ وقراءةٌ في شعرِ «شيحانُ القصيدِ» الشَّاعرِ هيثم النسور) للناقدة العربية الفلسطينية نافلة مرزوق العامر. وجاء في (تمهيد) الكتاب: «ترافقَتِ الإنسانيَّةُ منذُ البدءِ معَ الإبداعِ، وكانَ الإبداعُ شرطَ استمرارِها، ومقياسَ حضارتِها، وبصمةَ تاريخِها. لمَّا رأيتُ ما داهمَ أمَّتَنا منْ بلاءٍ وكوارثَ بعدَ ما أسمَوهُ «الرَّبيعُ العربيُّ»، لجأْتُ إلى قراءةِ الشِّعرِ خاصَّةً الشِّعرَ الأُمَوِيَّ والعبَّاسيَّ، أقرؤُهُ بشغفٍ باحثةً فيهِ عنْ عزاءٍ وتسليةٍ، لِما كانَ لنَا نحنُ-العربَ- منْ ماضٍ ماجدٍ، وشعرٍ تليدٍ، ومجدٍ عريضٍ. وهأنا وأنا أقلِّبُ صفحاتِ التَّاريخِ والجرائدَ الرَّائدةَ، صادفْتُ شاعراً مُحدَثاً جذبَ فكرِي، ولفتَ نظرِي، وأدهشَنِي. إنَّهُ الشَّاعرُ المجيدُ هيثمُ النُّسورُ، أو كما لقَّبْتُهُ «شيحانُ»، وما أدراكَ منْ شيحانُ...إنَّهُ الحَولِيُّ كزهيرٍ، الحريصُ في الحذرِ، الجادُّ، ويكفي أنَّهُ على وزنِ»قرآنٌ» وهو لما في الكلمةِ منْ قيمةٍ مضاعفةٍ وأكثرَ فهوَ المُثنَّى في الإبداع، وليدُ هواجسِ الغربةِ وعشقِ الوطنِ، ووليدُ قريحةٍ فولاذيةٍ لا تساومُ في قيمةِ الشِّعرِ، الشِّعرِ الَّذي وهبَ مُتَنفَّساً لمفرداتٍ خنقَها غبارُ الإبداعِ الضَّحلِ والقوافي المثقلةُ بهمومِ بيتٍ ينوءُ عجزُهُ عنْ حملِ همومِ صدرِهِ..هوَ شيحانُ القصيدِ المتسلسلُ منْ تراثِ زهيرٍ والمُتَنبِّي والمَنفلوطيِّ وجهابذةِ الإبداعِ في الشِّعرِ الإنسانيِّ العربيِّ العالميِّ المُتَألِّقِ في آفاقِ الجمالِ والفكرِ الشَّاهقَينِ.. لمَّا رأيْتُ بعضاً منْ قصائدِ «شيحانُ القصيدِ» الشَّاعرِ الأريبِ، تيقَّنْتُ منْ وجودِ شاعرٍ، شاعرٍ مطبوعٍ حُفِرَتْ في شغافِ حروفِهِ هُوِيَّةُ القارضِ الفذِّ، القارضِ المسافرِ على أجنحةِ عنقاءِ الشِّعرِ الأصيلِ، المُمتدِّ عمرُها منْ أشعارِ الجاهليَّةِ مروراً بالشِّعرِ الأمويِّ فالعبَّاسيِّ إلى يومِنا هذا..». وقد تطرقت المؤلفة لشعرِ هيثمٍ مِنْ منظورٍ أسلوبيٍّ في أربعةِ فصولٍ كلُّ فصلٍ بُنيَ على استنباطِ المفهومِ الأسلوبيِّ المختبئِ في نصوصِهِ شارحينَ ذلكَ في سياقٍ أدبيٍّ يتطرَّقُ لمواضعِ الأصالةِ ومواقعِ التَّجديدِ في كلِّ نصٍّ: الفصلِ الأوَّلِ وهوَ بعنوانِ «أصالةٌ وتجديدٌ» تطرَّق إلى «المستوى الدلاليِّ»ورصدِ الدَّلالاتِ المتضمَّنةِ في النَّصِّ وبحثُ تركيبةَ الجملِ الأساسيّةِ والعلاقةَ الجدليَّةَ بينَ مفرداتِها وكيفيّةَ تعاونِها لكسبِ أقوى شحنةٍ معنويَّةٍ يريدُ الشَّاعرُ إيصالَها للقارئِ. الفصلِ الثَّاني وهوَ بعنوانِ «أزمةُ الشَّاعرِ، معاناتُه وشعرُ الحنينِ» تطرَّق إلى المفهومِ الأسلوبيِّ»المشكلةُ والحلُّ على المستوى التركيبيِّ للجملةِ ونتطرَّقُ لمعاناةِ الشَّاعرِ في الغربةِ وكيفَ أنبتَتْ هذهِ المعاناةُ شاعراً باسقاً يُشارُ إليْهِ بِالبَنانِ. الفصلِ الثَّالثِ وهوَ بعنوانِ» شيحانُ القصيدِ والمتنبِّي في شعرِ الحكمةِ» تطرَّق للمفهومِ الأسلوبيِّ في فنِّ»البلاغةِ الإقناعيَّةِ مِنْ خلالِ تحليلِ قصيدةِ «وصيَّتِي» وهيَ في شعرِ الحكمةِ الَّذي تتجلَّى فيهِ تناصَّاتٌ وتأثُّراتٌ منَ الشِّعرِ العبَّاسيِّ معَ لمسةٍ ابتكاريَّةٍ تجديديَّةٍ مِنْ الشاعرِ النسور. الفصلِ الرَّابعِ وهوَ بعنوانِ «ملحمتُه نبوغُه وتألُّقُهُ في وصفِ سلطانِ الأوصابِ» تطرَّق إلى مفهومَي الاختيارِ، والانزياحِ وتطرَّق إلى بؤرٍ مباركةٍ في إبداعٍ تجديديٍّ يثبتُ دونَ شكٍّ أنَّ النسور هوَ شاعرٌ مُحدَثٌ لا يزيحُ عنْ أصالةِ الإبداعِ ولا يكتفي بأقلَّ مِنْ إضافةٍ تؤهِّلُهُ للقبِ شاعرٍ كبيرٍ أو «شيحانُ القصيدِ». الفصل الخامسِ تطرَّق لوطنيَّاتِ الشاعرِ في تحليلٍ وقراءاتٍ حرَّةٍ لقصائدِهِ الوطنيَّةِ في المهجرِ وما بعدَ العودة. وتعتبر الناقدة العربية نافلة مرزوق العامر من رواد الحركة النقدية الحداثية وداعم بارز في توطيد محاسن الأدب العربي في نفوس العامة في المجتمع العربي الفلسطيني خاصة والعالم العربي عامة.
التعليقات على الموضوع