شَّبقُ الصِّبا ...عبدالرحمن ابو عوف
شَّبقُ الصِّبا
جيدٌ يُزيدُ الآن مِن أوجاعي
مِن وقعِ ممشاها على الإيقاعِ
لَيلى إذا قامت تداعى خافقي
مِنْ رقصِها قَدْ صفقت أضلاعي
وتغارُ منها أُختَها لما دَنَت
راحت تميلُ بخطوِها المُلتاعِ
حَولي وَهُنَّ بنشوةٍ . فأخذنَني
جراً أُراقصهُنَّ في إخضاعِ
وَتملمَلن نحوي بخطوٍ مثلما
ظبيٍ على مهلٍ بلا إسراعِ
فَنَجحنَ في إغواءِ قلبي عندما
غَنينَّ لي بالغنَّ في إسماعي
فَصرختُ يا ويلي لقَدْ سَكِرت أذىً
واستغرَقت ليلايةَ في إمتاعي
مثلَ المُصابِ إذا تَرَصَّدهُ الردى
قلبُ الحبيبِ يميلُ في استرجاعِ
فلأنكم أهلُ الهوى فهواكمُ
في قلبيَ الولهان في مرباعي
فَغرقتُ في شبقِ الصِّبا. وكأنَني
في لُجةٍ للحُبِّ دونَ شراعِ
والوَجهُ في خجلٍ عَلَت قسماتهُ
عَرقُ الجَبينِ وهدأة الاوجاعِ
فَبقيتُ وطراً أحتسي خمر الهوى
يَسري بِفحوى هيكلي المُتداعي
يامَن تُغني قَد نشوتُ فلا تلُمْ
هون بصوتِكَ ذا الرخيم وراعي
بالجمرِ قلبتَ الفؤاد صبابةً
وكأنَّما قد حلَّ يوم وداعي
صوتُ الضّجيج أصابني فكأنهُ
حتفٌ رماني في سحيقِ القاعِ
أخفيتُ دمعي خلفَ جفنٍ ذابلٍ
شأنَ الذي يُخفي الهوى بقناعِ
لكنهُ حُبّ الغواني قَدْ سرى
في قلبِ مَنْ لَبى الدُعا للْداعِ
التعليقات على الموضوع