إنّ البيانَ لَخائِرٌ مشلولُ...حسّان الحسن الشّمطي(أبو علي الحسن)

 

حسّان الحسن الشّمطي(أبو علي الحسن)

إنّ البيانَ لَخائِرٌ مشلولُ



ماذا عساك أيا يراعُ تقولُ؟
إنّ البيانَ لَخائِرٌ مشلولُ!
تاهَتْ قواهُ أمامَ حضرةِ أحمدٍ
وبذكْرِهِ شدّ اللسانَ ذهولُ
تعبيرُ عصماءِ الفصاحةِ عقّني
وبهاءُ معنى المادحينَ خَجولُ
وتملّكتْ لغتي البليغةَ عجْمةٌ
أنّى إلى وصفِ النّبيّ وصولُ؟
ما كانَ ممّنْ يُمدحونَ لمنحةٍ
فيميدُ في تعظيمِهِ التّبجيلُ
أو كانَ مثْلَ بريّةٍ في خلْقها
قسماً،تولّى ظامئاً تمثيلُ
هوَ أمثلٌ ، هوَ أكملٌ،هوَ أفضلٌ
وهوى أمامَ عظيمهِ التّفضيلُ
وهو المشرّفُ رفعةً وكرامةً
ينأى عنِ استشرافهاالتّأويلُ
إنّي ارتجفتُ مكوّراً في دالِهِ
وسكونُ صمْتِ الرّوحِ ليسَ يزولُ
يا أمَّ معبدَ هلْ تغيثينَ الفتى؟
فالشّاةُ شاتُكِ،والمشوقُ غليلُ
منْ بعدِ غربةِ ضرعِ ظامئةِ الهوى
فاضَ الحنينُ فأُترعَ المدلولُ
يا كعْبُ،منْ ذا يستظلُّ أكفَّهُ؟
بانتْ سعادُ وخافقي المتبولُ
فأهيمُ خلفَ الرّاحلينَ متيّماً
بالحوضِ ،صبّاً والمقامُ جليلُ
ماالشّعرُ إلّا ومضةٌ مطويّةٌ
في نور وهْجٍ لا تراهُ عقولُ
سيماهُ وجه الأصفياءِ سماحةً
والبدرُ في عليائِهِ مشغولُ
وسناهُ بارقةُ المنارةِ رفعةً
وعلى هداهُ تقدّسَ التّنزيلُ
بشْراهُ قد سبقَتْ بشائرَ غيره
مذْ زفّ بشرى وعدهِ الإنجيلُ
فهززْتُ جذعَ المولعينَ بوجْدهِ
فتدافعتْ رطَبٌ ومادَ نخيلُ
فاسّاقطَ العشّاقُ طوعَ غرامهِ
وتدلّلتْ في الدّالياتِ بتولُ
وتوقّدتْ روحُ الأحبّةِ جذوةً
لمّا أسرَّ إلى اليقينِ فتيلُ
في البدْءِ رعشةُ زمهريرٍ مثقِلٍ
لمّا أطلّ بعصْفهِ جبريلُ
((اقرأ))،أيا أمّيُّ آياً معجزاً
فتعانقَ التّشريفُ والتّزميلُ
وتغلغلتْ رعشاتُ بارقةِ الهدى
فتوجّسٌ،و هواجسٌ،و صليلُ
وانشقّ بدرُ الدّاجياتِ مضيّعاً
من صدرِ وضّاحِ العلوّ يسيلُ
فاليوم دفءُ العاشقينَ بهديهِ
وتوحّدت في راحتيهِ فصولُ
عبقُ النّبوّةِ في رحيق خصالِهِ
والمرتقى لمْ يبْلغنْهُ رسولُ
رؤياهُ حلمُ الظّامئينَ تعطّشاً
جاؤوا وفوقَ المقلتينِ ذبولُ
ولطيبةِ المختارِ يهفو جفنُهم
بدموعهِ لمّا أطلّ رحيلُ
ترجو شفاعتهُ وسقيا كفّهِ
فهو المؤمَّلُ، والمرامُ قبولُ
صلّى عليهِ الحقُّ ما هلّ الضّحى
وأغاثَ أشواق المروجِ هطولُ
(اللهمّ صلّ وسلّم دائماً أبداً على سيّدنا وشفيعنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين..)


حسّان الحسن الشّمطي(أبو علي الحسن)

ليست هناك تعليقات