عيناك تُوحي لي...عدنان الجميلي

 

عدنان الجميلي



عيناك تُوحي لي


بوَجهِكِ سِحْرُ الشَمسِ والنُورُ ساطعُ........وعَيناكِ مثل البَحرِ وَالبَحرُ رائعُ
وَأنتِ ببالي طُولَ ليلي وَإنّني....................وَحَقِّ الذي حَلّاكِ...بالبُعدِ ضائعُ
تُخَفّفُ عَنّي بالنهارِ مَشاغلي.....................وَعندَ حُلولِ الليلِ تأتي المَواجعُ
وَأربَعَةٌ صبَّتْ على القلبِ نارَها.....................يواجِهُها حُبٌّ منَ القلبِ نابعُ
حَنينٌ بليلي واشتياقٌ مُرَوِّعٌ............................وَثالثها الأسْوارُ وَالبُعدُ رابعُ
فَما اهتَزَّ قلبي مِنْ لَظاها وَقَد أتَتْ.......................عُيونُكِ ياليلاي عنّي تُدافِعُ
فأنظُرُ للآفاق..إذْ أنتِ خَلفَها......................ملاكٌ . فتُشْجيني البُرُوقُ اللَوامعُ
وَأمشي وَتمشي الذكرياتُ مَعي وَكمْ.............تأوَّهَ من حالي رَصيفٌ وَشارعُ
أشُدُّ على عَيني فأمنَعَها البُكا..............وَمن خافقي في الصَدْرِ تَهْمي المَدامِعُ
أُحبُّكِ فوقَ الحُبِّ..فوقَ جُنونِهِ.....................وأنتِ وَراءَ البَحرِ وَالبُعْدُ شاسِعُ
ولكنَّني أسْرَجتُ نحْوَكِ مُهْرَتي.......................بأخلاقِ فُرسانٍ وَما أنا راجعُ
فلا البُعْدُ يُثنيني وَلا البَحرُ رادِعي............وَفي عَينِ مَنْ يَهوى تَزولُ المَوانعُ
أبُثُّ لكِ الأشواقَ مِنْ صادقِ الهَوى................وَفي نبضِ قلبي للقَوافي تَدافُعُ
فأختارُ مِنها مايسرُّكِ لَحْنُهُ.......................وَعَيناكِ تُوحي لي...فتأتي الرَوائعُ
سأترُكُ سِحْرَ الحَرفِ يَروي غَرامنا ..........وَمَهْما سكبْتُ السِحْرَ ما أنا قانعُ
بنَفسي التي آهاتُ قلبي بحُبِّها..........................تُنَبّـهُ ديكَ الجارِ والكُلُّ هاجِعُ
عَذَرْتُ بخَدّيها خَطيئةَ آدِمٍ.........................وَمنْ رَوعةِ التفّاحِ تُغْري المَزارِعُ
فلَمْ أرَ مِثلينا وَقد شَدَّنا الهَوى.............................وَمازَجَ فينا ماتَضُمُّ الأضالِعُ
فَلو أنّني أذنَبْتُ أو هيَ أذنَبَتْ.......................فمِنْ شدّةِ الأشواقِ تأتي الشَوافِعُ
عُيونُكِ ياليلاي عُمْري وَفَرْحَتي........................على أنَّ فيها للقُلوبِ مَصارِعُ
فإنْ غِرْتُ مِن شيءٍ دَنا مِن بَريقِها.....................تَرُوحُ أعاصيرٌ وَتأتي زَوابِعُ
أغارُ على شَعْرٍ تَدَلّى كأنّهُ................................. عَناقيدُ تِبْرٍ بينَها البَدْرُ طالِعُ
فيا مَنْ رايتُ الصدْقَ في نُورِ حُبّها...................ولَمْ أرَ صِدْقاً أنْكَرَتْهُ الشَرائعُ
إليكِ سَتَطْوي البُعْدَ طَيّاً مَحبَّتي .................وَطَبْعي كما تَدرين ..كالسَيفِ قاطِعُ ....

عدنان الجميلي

ليست هناك تعليقات