ورودٌ و ورودُ...الشاعر نزهان الكنعاني

 

ورودٌ  و  ورودُ

ورودٌ  و  ورودُ



مالت على غصنِ الورودِ ورودُ
هَمَست لهُ : عند الأصيلِ أعودُ
أحكيكَ أسرارَ الهوى وطباعهُ
والقلب فيما يرتقي ويجودُ
والنبض في تَرَفِ الصبابةِ والجوى
إنّ الجوى وقت الصبا معهودُ
إنْ كنتَ قد ذقتَ الغرامَ فأنني
دوماً ألوذُ بهِ وعنهُ أذودُ
فلذا دنوتُ إليكَ كونكَ واهباً
من عطرهِ الفوّاح : وهو يزيدُ
فلسوفَ تسألكَ الأنامُ بلهفةٍ
عني ويخبركَ الودادَ شهودُ
أسمى المزايا في فؤادي طالما
غنّى بهِ ليلَ القصورِ فريدُ
قد أنشدْ الألحانَ في صالاتها
فاستأنَست حلوَ المقامِ حشودُ
وتَعَطَّرت طيبَ الشفاهِ بسحرنا
وتمايلت بين الجموعِ نهودُ
فتوافدت أهلُ الغرامِ مواكباً
وفدٌ ينوءُ فَتَلتَقيهِ وفودُ
قد شوهدَ المجنونُ فيها هائماً
وَكُثَيّرٌ وسط الجموعِ ودودُ
يتسارعُ الخطواتِ صوبَ رياضنا
يبغي الوصولَ بعاجلٍ فيزيدُ
لقَدِ اشتكى الزمنَ الطويل معاتباً
طول الردى إذ آلَمَتهُ لحودُ
ياروضُ رفقاً بالهيامِ وأهلهِ
فغداً فؤادي بالهيامِ يعودُ
يحنو على العشّاقِ في لَمَساتهِ
ليشفَّ جفنَ العاشقين رقودُ
ليمرَّ طيفُ الحبِّ يعدو باسماً
فَتَضُجُّ أصواتُ الورى وتعيدُ
مرحى أيا رمز الصبابةِ والجوى
مرحى أيا رمز الورودِ ورودُ


نزهان الكنعاني

ليست هناك تعليقات