هــذي حَــمـاةُ مـديـنـةُ الـشُّـعـراءِ...محمد عصام علوش
هــذي حَــمـاةُ مـديـنـةُ الـشُّـعـراءِ
يـا مَـعــشــرَ الـكُــتَّــابِ والأدبـــــاءِ هــذي حَــمـاةُ مـديـنـةُ الـشُّـعـراءِ
إنْ لـمْ تـراودْهـا الـحــروفُ بـدلِّـهـا ما كان صاحـبُـهـا مِـن الـبُـلَـغـاءِ
إنْ لـمْ تُـبـــادلْهـا الـقـلـوبُ ودادَهــا كانـتْ كمِـثْـلِ الصَّخرةِ الـصَّـمَّاءِ
يـا حـظَّ مَـن يحـظى بـقُـبـلةِ عـاشقٍ لِـتـرابهـا فـيـكـونَ في الـسُّـعَـداءِ
فـيهـا الـنَّـواعـيـرُ الَّـتي عـزَفـتْ لها في جَــوْقــةٍ سِـحــرِيَّـةِ الأجـواءِ
تروي حكـايـاتِ الـزَّمـانِ بـصوْتهـا وتُـعــيـــدهـا لـلأهــلِ والـنُّـدمـاءِ
تُـذري الـدُّمـوعَ عـلى زمـانٍ غـابـرٍ فـتَسيـلُ تستعـصي على الإنهـاءِ
والـنَّهرُ يـرقـص تحـتهـا مُـتـجـاوبًـا مـتــلَـوِّيًـا كـالـحَــيَّـةِ الــرَّقــطـاءِ
والطَّـيْـرُ يـشدو لـلـجَـمـالِ وسِـحـرهِ وكــأنَّــه ثَــمِــلٌ مـن الـصَّهـبـاءِ
مُـتـسـاوقَ الـنَّـغــمـاتِ فـي ألـحـانِـهِ كـتسـاوُقِ الآذانِ فـي الإصـغـاءِ
وكـأنَّـه يـحـدو قـصــيـدةَ عـاشـــقٍ تـخـلـو مـن الإيــطـاءِ والإقــواءِ
والـزيْـزفـونُ يَـفـوح عِـطـرًا أذفـرًا ويَفـيضُ في جَـذَلٍ على الأرجاءِ
تلقى الـغصونَ مع الـنَّسيمِ تمايَـلَـتْ وتـهـامَـسـتْ لِـتــبــادُلِ الإيـحـاءِ
وكـأنَّـهـا أمِـــنــتْ مَـلامَــةَ لائــــمٍ لمْ تخشَ من عـذَلٍ من الـرُّقـبـاءِ
والحُـورُ حـوْلَ الـنَّهْـرِ مِـثلُ جـآذرٍ تسبي الـورى بالأعـيُـنِ الحوْراءِ
والحَـوْرُ قـد جـاز الـفـضاءَ بطولهِ وكـأنَّـه يَــرنـــو إلـى الـجَــوزاءِ
هـذي حــمـاةُ لـكــلِّ مُـفـردَةٍ بـهـا حُـسنٌ فـريـدٌ عـزَّ في الأســمـاءِ
لا غروَ إنْ صدَح الجمالُ بأرضِها فغـدَتْ كمِـثْـلِ الـرَّوْضةِ الغـنَّاءِ
أوْ كالعروسِ تقولُ: "هَيْتَ" لعاشقٍ وقـد اسـتَـتـمَّـتْ فِـتـنةَ الإغـراءِ
تسري الطُّيوفُ الرَّاجياتُ وِصالَها فتشقُّ عَـتْـمَ الـلَّـيْـلِ في الظَّلْماءِ
هـذي حَـماةُ بـوَجهِـها الطَّلْقِ الَّذي يَندى على الإصباحِ والإمساءِ
هـذي حَـمـاةُ مِـهـادُ كـلِّ فـضيـلـةٍ وكأنَّها حـربٌ عـلى الأخـطـاءِ
هذي حَمـاةُ وقـد تسامَق وصفُـهـا في مُعجم الشُّعراءِ والـفصَحاءِ
هــذي حَــمـاةُ مـديـنـةٌ مَـحـمِـيَّـة مـن خالـقِ الأكـوانِ والأرجـاءِ
التعليقات على الموضوع